المصدر: Ermnews
الأربعاء 24 تشرين الثاني 2021 22:23:12
يتجه العالم نحو أزمة طاقة لم نشهد لها مثيلًا منذ عقود طويلة، إذ تدخل أمريكا في مواجهة مع منظمة أوبك+ بقيادة السعودية، وروسيا، فما الذي جرى حتى وصلنا إلى هذا المستوى الحرج، ومن سيكسب هذه المواجهة غير المسبوقة؟
الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعاني ضغوطًا متزايدة جراء غضب المستهلكين الأمريكيين من ارتفاع أسعار البترول وسط ارتفاع التضخم قبل انتخابات الكونغرس، العام المقبل، بينما لامست أسعار النفط الخام أعلى مستوياتها في 7 سنوات.
في السابق كانت علاقات الولايات المتحدة القوية مع السعودية كفيلة بطلب زيادة إنتاج النفط لتخفيض الأسعار، لكن عوامل كثيرة تغيرت، فعلاقات البلدين يشوبها البرود، كما أن إنتاج النفط بات مرتبطًا باتفاقات منظمة أوبك+ التي تقودها المملكة وروسيا.
وتقول وكالة ”رويترز“ إن بايدن بات يشعر بالإحباط من تجاهل ”أوبك +“ مطالباته بضخ المزيد من النفط.
وإحباط بايدن دفعه للجوء الاحتياطي الإستراتيجي، وهو مخزون نفطي ضخم يستخدم عادة لتهدئة الأسواق خلال الأزمات الطائرة كالكوارث أو الحروب.
كما سعت واشنطن إلى تنحية خلافاتها السياسية مع الصين جانبًا لتشكيل تكتل ضاغط يضمهما مع الدول الأكثر استهلاكًا بما في ذلك: الهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، وبريطانيا.
وبموجب الخطة ستضخ هذه الدول من احتياطاتها النفطية بشكل منسق لمواجهة ارتفاع الأسعار، فما الذي يعنيه هذا بالنسبة لمنظمة أوبك+؟
ويبدو لجوء أمريكا لأول مرة للتعاون مع الاقتصادات الآسيوية الكبرى لخفض أسعار الطاقة بمثابة تحذير لأوبك والمنتجين الكبار الآخرين بأنهم بحاجة إلى معالجة المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط الخام ، التي ارتفعت أكثر من 50٪ حتى الآن هذا العام.
لكن المحللين تساءلوا عما إذا كان سيكون لها تأثير كبير بحسب وكالة رويترز.
وينقل موقع كوارتز الاقتصادي عن جيف كولجان Jeff Colgan، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة براون الأمريكية أن هذه الوضع هو ”انعكاس للعلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ففي السنوات السابقة، ربما كانت الولايات المتحدة قادرة على مطالبة السعوديين بضخ المزيد من النفط لتحقيق الاستقرار في السوق“.
أما كارولين باين كبيرة اقتصاديي السلع الأساسية في كابيتال إيكونوميكس فتقول في حديث لبي بي سي: ”إن الكمية التي سيتم ضخها من احتياطات الدول المستهلكة ليست كبيرة بما يكفي لخفض الأسعار بطريقة مجدية، وقد تأتي بنتائج عكسية إذا دفعت أوبك + إلى إبطاء وتيرة زيادة الإنتاج“.
وتضيف: ”على هذا النحو، يبدو أنها خطوة رمزية للغاية وذات دوافع سياسية كتعبير عن نفاد الصبر مع إجماع المحللين على أنه إذا استمرت أوبك + في ضخ المزيد من النفط ، فإن السوق ستنتقل إلى الفائض في الربع الأول من العام المقبل، وهذا من الطبيعي أن يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط“.
ويبدو أن الموقف الآن يتعلق برد فعل منظمة أوبك، وما إذا كانت ستتجاوب مع المطالبات بزيادة الإنتاج أم أنها ستوجه ضربتها المضادة بالتراجع عن قرار زيادة الإنتاج بشكل تدريجي.