بروس ويليس في جبيل رغم مرضه

كتبت جويل رياشي في الأنباء الكويتية: من الشمع إلى السيليكون، ومن المبنى المقابل لأنطش جبيل المقر الاداري لكنيسة مار يوحنا الأثرية، إلى مركز مؤقت في الساحة الرئيسية للسوق القديم، جمعت عائلة الفنان شوقي أبي حنا، المشهورة بصناعة تماثيل الشمع في لبنان، عدتها وتماثيلها، وبادر الأب شوقي وابنه طوني إلى عرض عدد من التماثيل لفنانين وشخصيات سياسية، على ان ينتقل المعرض إلى مكان أوسع في النزلة المؤدية إلى ميناء جبيل الأثري (مطعم او فيو بور سابقا).

يجذب تمثال للفنان وديع الصافي زوار السوق من خلف واجهة زجاج. وعلى المدخل، يجلس العالم الصربي نيكولا تسلا خلف طاولة مستقبلا الزوار في متحف vero، ويرمز الاسم إلى الحقيقة vrai، اي ان التماثيل المعروضة تجسد حقيقة أصحابها.

الصافي وتسلا متاحان بالمجان، اما الدخول إلى الصالة فلقاء بدل قدره 3 دولارات، او ما يعادلها بالعملة الوطنية. الجولة تعتمد على شرح من أبي حنا الابن وزوجته، عن مادة السيليكون وتصميم التماثيل، وبعدها عن كيفية أخذ بصمة الوجه، كما فعل أبي حنا الأب مع وديع الصافي حين كان الأخير في السبعين من عمره. ويمكن ملاحظة الدقة في تفاصيل وجه الصافي على طرفي الخدين مثلا.

تسهب الدليلة الشابة في الشرح، ويتبين للزائر ان عائلة أبي حنا انتقلت من متحف الشمع الواقع على بعد أمتار إلى المقر العائلي، تاركة إدارة المتحف التاريخي لعائلة مؤسسيه من جنوب لبنان المنتج السينمائي عبدالحسين فواز وم.مصطفى فواز، كما انتقلت إلى تقنية السيليكون في صناعة التماثيل بدلا من الشمع.

وفي محصلة الشرح، ان مادة السيليكون أكثر طراوة وعصرية، وتقدر الكلفة التقريبية للتمثال الواحد بخمسة آلاف دولار حدا أدنى، وتم الحصول على موافقة غالبية الفنانين من أصحاب التماثيل، كما قدمت عائلات البعض وسفارات بعض الدول ملابس للشخصيات المعروضة مثل سفارة دولة فلسطين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبو عمار».

أما المرحلة الأصعب فتكمن في اللمسات الأخيرة لكل تمثال وخصوصا زرع الشعر، وهنا يختلف الامر عن تماثيل الشمع، فيزرع الشعر الطبيعي في رأس التمثال، ثم يجري قصه من قبل مزين وتسريحه وفقا لما هو معتمد من صاحب الشخصية الأصلية.

وكان التمثال الخاص بالممثل الأميركي بروس ويليس الأصعب في التنفيذ بسبب الشعر، اذ تم جزه إلى فوق مستوى درجة الصفر بقليل بعد زراعة الشعر الطبيعي المستورد من الهند في غالبية الأحيان، وينقص تمثال ويليس النطق لكثرة تطابقه مع الممثل. حتى إن إحدى الزائرات مازحت صديقتيها في رسالة نصية عبر واتساب قائلة «التقيت ببروس ويليس في جبيل يجول في السوق العتيق»، مرفقة بصورة التمثال. فعلقت احداهما مصدقة «كيف تمكن من المجيء إلى لبنان؟ ألم يكتب في الاعلام انه مصاب بالخرف؟».

ويجري العمل على تماثيل جديدة من خارج الوسط السياسي، على ان يتم الانتقال إلى المقر الجديد بعد تجهيزه بديكور خاص به.

ومن التماثيل المعروضة: الفنانة نانسي عجرم، الممثل تيم حسن، الفنان وائل كفوري، الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال عون، زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، البطريرك مار نصرالله صفير، الرئيس رفيق الحريري، وغيرهم.. نقطة سياحية جديدة تضاف إلى معالم جبيل مع اضاءة على مادة السيليكون التي قد تكون النسخة المحدثة لمادة الشمع.

تبقى الإشارة إلى رسالة إنسانية تلازم المسيرة الفنية، في تقديم آل أبي حنا جزءا من الأرباح للمساهمة في صناعة أطراف اصطناعية من مادة السيليكون لأشخاص مبتوري اليد، تحت شعار الفن في خدمة الإنسانية ماضيا ومستقبلا.