بري استوعب التبدلات والحزب في نكران.. هل يبتعد الحليفان؟

هل بدأ الشرخ يكبر بين الحليفين الاقويين على الساحة اللبنانية، منذ سنوات، أي حزب الله وحركة أمل؟ هل يمكن ان تقود التباينات في مقاربة التحولات الكبرى في لبنان والمنطقة، الى طلاق بين ركنَي الثنائي؟

في الساعات الماضية وتحديدا مساء الجمعة، طالبت أمل الجيش اللبناني، بأن يضرب بيد من حديد المخلين بالأمن على طريق المطار. غداة هذا الموقف، كان حزب الله يصدر رسميا دعوة الى التحرك على طريق المطار عصر السبت "استنكاراً للتدخل الاسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية".

فما كان من الحركة إلا ان انتقدت يوم الاحد، ما فعله الحزب، مِن دون ان تسميه. فقد قال عضو التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي: المسائل السياسية الكبرى يجب التمحص فيها. هل يحل الامر بالشارع باعتداءات، وبقطع طرق، باعتداء على سيارات اليونيفيل، بفوضى تترجم صورة مشوهة لكل من يؤمن بالمقاومة ورسالتها، صورة مشوهة للشهداء وما قدموه. حركة بالشارع مستغلة من كثير من الأطراف لا تعبر عن رأينا، ولا تعبر عن موقفنا السياسي بل لا تعبر عن عقيدتنا وعن رسالتنا، فهكذا أمور لا تحل بالشارع ابدا، إن استدعى الامر النزول الى الشارع، لدينا قيادة كثنائي وطني هي التي تدعو للنزول الى الشارع في حال كان الامر ضروريا، اما أن تكون الفوضى متفلتة، هذه الفوضى تنقل صورة مشوهة عن مشروعنا وعن مقاومتنا وعن سياستنا وعن علاقتنا بالآخرين. وهذا أمر مرفوض بالكامل فنحن يجب أن لا نخطئ في الشارع لا مع كبير ولا مع صغير إن كان لبنانيا او عربيا او اجنبيا، بل يجب علينا الالتزام بمبادئنا ورسالتنا.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"،  فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض اي زعزعة للأمن واي تلاعب بالسلم الاهلي، وهو بدأ يتأقلم تدريجيا مع المتغيرات التي نتجت عن حرب الإسناد الاخيرة وعن اتفاق وقف النار وايضا عن سقوط نظام بشار الاسد. ويحاول تاليا، بالسياسة، أن يُحافظ على المكتسبات التي تمتع بها الثنائي الشيعي في اللعبة المحلية إبان سيطرة هذا الثنائي على الوضع الداخلي، منذ 7 ايار 2008.

بري يواجه صعوبات كبيرة، تتابع المصادر، وقد مُني بخسائر وازنة في الآونة الاخيرة، وسقطت خياراتُه الواحدة تلو الاخرى، مِن الحوار الى الرئاسة فالتكليف والتأليف، لكن رئيس المجلس يدرك ايضا ان الذهاب نحو الخيار الآخر، اي المواجهة في الشارع، سيكون مكلفا اكثر ليس فقط لحزب الله بل للثنائي، بما ان موازين القوى في الداخل انقلبت رأسا على عقب، وأي مغامرة او دعسة ناقصة خاصّة اذا كانت "أمنيَّة" الطابَع، سيدفع ثمنها باهظا. ففائض القوة اختفى الآن، وورقة الميثاقية الشيعية في الحكومة سقطت ايضا، وبالتالي اذا شاغب الحزب وأمل، بات ممكنا للحكم الجديد أن يُكمل في إدارة البلاد مِن دونها لأن السلاح ما عاد يخيف احدا.

الصورة هذه واضحة لدى رئيس المجلس، بينما الحزب لا يزال يرفض الاقتناع بالامر الواقع الجديد، وثمة في داخله، آراءٌ كثيرة ومنها مَن يعتبر ان ورقة الامن قد تكون لا تزال ربيحة، الامر الذي يحرص "الاخ الاكبر" على تنبيه الحزب منه، تختم المصادر.