المصدر: نداء الوطن
الكاتب: جويس عقيقي
السبت 21 كانون الاول 2024 06:55:58
الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية تريدان قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، أما قطر فتريد المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري رئيساً ولا تزال تعمل على ذلك في محاولة أخيرة لها.
عون تبناه الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بشكل علني، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيقول، في موقف ملتبس، إن عون يحتاج إلى تعديل دستوري ليصبح رئيساً، ما يعني أن بري يصعّب مهمة وصول عون إلى بعبدا حتى الساعة، عبر قوله بشكل غير مباشر إنه يحتاج إلى 86 صوتاً لتعديل الدستور، لكنه لم يقل بشكل علني بعد إنه يرفض تبني قائد الجيش لسببين: السبب الأول انتظاره موقف "حزب الله" الجدي والحاسم من عون، أما السبب الثاني فانتظاره المكاسب والضمانات التي يمكن أن يحصل عليها ليتمايز عن "حزب الله"، "وهي مكاسب معنوية ومادية" كما تقول مصادر مطلعة على الاتصالات الرئاسية لـ "نداء الوطن" وتتحدث المصادر عن أن على رأس أولويات المكاسب المادية، موضوع إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، أما المكاسب المعنوية فأبرزها ضمان بري إعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب وحصوله مجدداً على التوقيع الثالث على المراسيم الصادرة عن الحكومة، بعد توقيعَي رئيسي الجمهورية والحكومة، وهي حقيبة "المالية".
وعلمت "نداء الوطن" أن بري "فاتِح على القطريين" ويفاوض معهم على قاعدة: "إذا ما مشيت بعون ومشيت بمرشحكم اللواء الياس البيسري هل تتكفلون بإعادة الإعمار"؟ بمعنى آخر، فإن بري سيختار بين عون أو اللا "عون" المالي والإعماري!
بحسب مصادر مطلعة على اتصالات بري فإن القطريين ضمنوا في وقت سابق لبري توليهم مسألة إعادة الإعمار إن سار بالبيسري. وفي السياق ذاته، علمت "نداء الوطن" أن باسيل، وفي خطوة منسقة مع بري، زار الدوحة منذ ساعات واستوضح من المسؤولين القطريين حقيقة بقائهم على موقفهم الداعم البيسري بعد سقوط بشار الأسد، علماً أن باسيل لا يمانع في دعم البيسري للرئاسة. لكن، بري وباسيل، اللذين يتقاطعان على البيسري، أمامهما عقبة أساسية وجدية وهي إمكانية تمايز قطر عن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية في الملف الرئاسي اللبناني ودعمها البيسري في وجه الدعم الأميركي - السعودي" لعون للرئاسة. بمعنى آخر، "هل بيقدر القطري يشتغل برّات الأميركان والسعوديين؟" في وقت يحكى في الكواليس السياسية عن عدم حماسة أميركية لوصول البيسري إلى بعبدا.
إنطلاقاً من هذه المعطيات، تفسّر مصادر مواكبة للاتصالات السياسية الرئاسية وموقف النائب السابق وليد جنبلاط، وتقول لــ "نداء الوطن" إن جنبلاط "عِمل فاوْل" في الفترة السابقة ودعم "حزب الله" في "حرب الإسناد"، وهو اليوم يريد تصحيح هذا الخطأ عبر الانفتاح على المعارضة السورية، ولهذه الغاية، سيزور سوريا ويلتقي القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وكذلك فإن جنبلاط بموقفه الداعم عون وزيارته إلى سوريا، إنما يعيد تموضعه من جديد، وتحديداً إلى جانب ضابط اللعبة الدولية والإقليمية أي الولايات المتحدة الأميركية وإلى جانبها المملكة العربية السعودية التي شكلت حلفاً ثنائياً متيناً في الفترة الأخيرة مع واشنطن، وسط حديث عن اقتراب التطبيع السعودي مع إسرائيل في المرحلة القريبة المقبلة.
وعلمت "نداء الوطن" أن جنبلاط وفي خلال اجتماعه مع نواب "كتلة اللقاء الديمقراطي" أبلغهم أن موقفه من تبني عون بشكل رسمي، جدي ولا يناور.
باختصار، الولايات المتحدة الأميركية والسعودية لا تتصرفان حتى الساعة على قاعدة "جوزيف عون أو الفوضى" كما فعلوا عام 1988 "مخايل الضاهر أو الفوضى" يومها نقل الموفد الأميركي ريتشارد مورفي، اسم مرشّح سوريا الوحيد لرئاسة الجمهورية اللبنانية مخايل الضاهر، من دمشق إلى ما كان يسمى "بالمنطقة الشرقيّة" فرفض المسيحيون وتحديداً "القوات اللبنانية والعماد ميشال عون الاسم واعتبروه تعييناً.
نستحضر هذه الحادثة لنقول باختصار إن الحسم والضغط الأميركي الكبير لم يحصلا بعد تجاه العماد جوزيف عون، لكن متى حصل ذلك هل سيقف بري في وجهه؟الجواب لدى بري وحده الذي سيبني رده وفقاً لدراسة كل الفرضيات المحتملة ومنها العقوبات.