المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأربعاء 21 تشرين الأول 2020 14:09:57
بدّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطّته لمحاولة عدم عودة الرئيس سعد الحريري الى السراي. بعد ان ارجأ الاستشارات الاسبوع الماضي، بناء على رغبة الكتل النيابية ولعدم توافر ميثاقية مسيحية ومناطقية يفتقد اليها ترشيح زعيم تيار المستقبل، ومراهنا على تطورات قد تحصل في المهلة الفاصلة عن موعدها الجديد المحدد غدا، تعوق تكليف الحريري او تعيده الى الرئاسة الثالثة بتفاهم مسبق مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل... استلّ اليوم سلاحا من نوع آخر، عنوانه "عدم قدرة الرئيس الحريري على تنفيذ الاصلاحات وانقاذ البلاد من ازمتها الاقتصادية – المالية الخانقة". فالرجل، وفق بعبدا، رفع شعارات مكافحة الفساد طوال السنوات الماضية، الا انه لم يتمكن من تحقيقها بل على العكس، وعليه فإنه لا يصلح اليوم لقيادة عملية انتشال لبنان من مأزقه.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن رئيس الجمهورية حمّل الحريري، من دون ان يسمّيه بالمباشر، مسؤولية الاخفاق في تنفيذ الوعود، وفي تطبيق الخطط الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية وأبرزها "سيدر"، ونادى النواب الى مراجعة ضمائرهم وعدم تسمية شخصية أثبتت التجارب انها غير مؤهلة لتولي مهمة بحجم الملقاة على عاتقها اليوم، قبل ان يؤكد في موقف حاسم "انني سأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة"... الرئيس عون قالها اذا "اذا لم يسقط الحريري في الاستشارات، فقد لا اوقّع على اي حكومة يشكّلها". والذريعة انه، اي الحريري، في رأيه، سيمنع "عن شعبنا الاصلاح وبناء الدولة".
عون اتخذ قراره سلفا على ما يبدو: ابواب السراي لن تفتح مجددا امام الحريري، الذي سيحتاج الى المرور بمعبر توقيع رئاسة الجمهورية على تركيبته الحكومية الالزامي لتصبح امرا واقعا . لكن وفق المصادر، رفعُ عون السقف في وجه الحريري لاحراجه وإخراجه، لن ينفع. والاخير سيكلّف غدا وسيراهن على ان تقود المساعي الخارجية والتطورات الدولية، من جهة، والاتصالات الداخلية من جهة ثانية، في نهاية المطاف، الى تفاهم ما بين بيت الوسط، والفريق الرئاسي اي بعبدا والتيار الوطني الحر، يسهّل التأليف ويفك اسر الحكومة العتيدة. اما شكلها وطبيعتها، وما اذا كانت فعلا من اختصاصيين وستلتزم برنامج قصر الصنوبر الاصلاحي، فبحث آخر!
على اي حال، ترجّح المصادر ان يحصل هذا التفاهم في غضون ايام او اسابيع، لكنه سيحصل، لان حجة "تاريخ الحريري غير المشجع" ليست صلبة ولا كافية لإبعاده، سيما وان التيار الوطني في وزارة الطاقة مثلا منذ عقد ونيف ولم يصلح في الكهرباء، كما انه في سدة الرئاسة منذ 3 سنوات ومعه وزراء وحقائب وازنة واغلبية نيابية ولم يحقق تغييرا ايضا، كما عين وزيرا لمكافحة الفساد مثلا، لم يفتح ملف فساد واحدا. كل ذلك، فيما السيادة تتلاشى والدويلات تنمو وتتوسّع على حساب الشرعية. ما يعني ان العهد مسؤول بقدر الحريري واكثر، عن الازمة الحالية.. ووفق المصادر، بعبدا علّت السقف استعدادا لمفاوضة الحريري في المرحلة المقبلة، ولجره الى الجلوس مع باسيل ولانتزاع تنازلات منه. فاذا لم يكن هذا هدف القصر، وافترضنا ان الحريري قرر اليوم التراجع عن ترشيحه، هل تملك بعبدا بديلا صالحا منه؟