بعد الضربة الثانية.. هل يلاقي الحزب اللبنانيين في بناء الدولة؟

كان نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد يلفظ أنفاسه، حين اطل الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر الاعلام في كلمة، الخميس الماضي. تحدث عن الوضع اللبناني وعن مساعدات ايرانية "عظيمة" ارسلتها طهران لمساعدة مَن دُمرت منازلهم بسبب حرب الاسناد. غير انه تحدث ايضا عن تطورات سوريا.

حينها قال "العدوان على سوريا ترعاه أميركا وإسرائيل، لطالما كانت المجموعات التكفيرية أدوات لهما منذ سنة 2011 عندما بدأت المشكلة في سوريا، هؤلاء بعد العجز في غزة وانسداد الأفق وبعد الاتفاق على إنهاء العدوان على لبنان وبعد فشل محاولات تحييد سوريا يُحاولون تحقيق مُكتسب من خلال تخريب سوريا مُجدّدًا ومن خلال هذه المجموعات الإرهابية التي تريد أن تُسقط النظام في سوريا، وتُريد أن تُحدث الفوضى في سوريا وأن تنقل سوريا من الموقع المقاوم إلى الموقع الآخر المعادي والذي يخدم العدو الإسرائيلي، لكن إن شاء الله لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم ما فعلوه في الأيام الماضية، سنكون كحزب الله إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكّن منه إن شاء الله تعالى".

لم يشأ الله تعالى، ولم يتم احباط "العدوان" المزعوم، وسقط نظام الاسد سقوطا مدويا، ستذكره الاجيال القادمة، في لبنان وسوريا ايضا. التكفيريون الذين كان يتحدث عنهم تبين انهم الشعب السوري بأكمله، وقد هبوا لتحطيم تماثيل آل الاسد الاب والابن والسلالة، ورميها في حاويات المهملات. الفوقية والثقة اللتان نطق فيهما قاسم، وكان يعتمدهما قبله سلفه السيد حسن نصرالله، تعاطيا بها، مع الشعب السوري لكن مَن عانى منها ايضا، هو الشعب اللبناني.

بعد المصير البائس الذي لاقاه الاسد، حليف الحزب، زلزال جديد هز الاخير، بعد زلزال مقتل أمينه العام. فطريق السلاح الذي يصله من ايران، قُطعت، اي ان علّة وجوده واداة استقوائه على اللبنانيين، هذا السلاح، سقطت.

اللبنانيون اليوم، لن يشمتوا بالحزب، بينما يتهاوى محور الانتصارات المزعومة الذي ينتمي اليه، كأحجار الدومينو، لكن يدعونه الى ملاقاتهم في مسار بناء دولة فعلية، واولى محطاته تسليم الحزب سلاحه، لان لا دولة في وجود ميليشيات، والعمل على تطبيق الدستور والطائف وكل القرارات الدولية. فهل سيلبي الحزب هذه الدعوة؟ هل سيواكب التطورات الكبيرة في المحيط ولبنان، بقرارات كبيرة؟ ام سيستمر في القراءة في الكتب الايرانية وفي روايات التصدي والصمود البائدة، فيدفع اللبنانيين، مرغمين، الى اعادة النظر في النظام القائم؟