المصدر: النهار
الخميس 5 كانون الاول 2024 19:43:35
طرحت معلومات الاستخبارات الأميركية بشأن نية "حزب الله" إعادة التسلح وبناء مخزوناته وقواته لتشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، تساؤلات حول قدرات الحزب على التسلح؟ مدى التزام "حزب الله" باتفاقية وقف إطلاق النار؟ ومن هي الجهة القادرة على تطبيق هذا القرار؟ وهل سنكون على موعد مع الحرب مجدداً؟
الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية ناجي ملاعب يشير إلى أن "إنكار وزراء ونواب "حزب الله" للاهتزاز داخل الحزب نتيجة الضربات الإسرائيلية، لا يعكس حقيقة مجريات الحرب، فقد رأينا انفجارات لصواريخ وتطاير شظايا في أماكن مختلفة، ورغم أنها ليست كثيرة إلا أنها تطرح أسئلة حول قدرات "حزب الله" المتبقية وقوة بنيته العسكرية.
ملاعب يؤكد أن الطيران لا يستطيع القضاء على التجهيزات العسكرية كافة، مذكراً بتجربة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي لم يقض على "داعش" نهائياً، كذلك أثبتت أنفاق حركة "حماس" القدرة على الحفاظ على أنفاق محددة، لا تزال تحتفط برهائن داخلها وأطلقت صورايخ منها في بداية حرب غزة.
ويذكر بأن "حزب الله"، رغم كل الغارات (1400 غارة خلال يومين ما قبل تاريخ 27 من أيلول (سبتمبر) وهو بدء الهجوم الإسرائيلي الكبير على لبنان) ، استمر الحزب بإطلاق صورايخ باتجاه إسرائيل، لافتاً إلى أن "حزب الله استطاع إنشاء بنى تحتية في مناطق وجود وعمل اليونيفيل والجيش اللبناني جنوبي البلاد، وبقيت مواقعه العسكرية غير ظاهرة، علماً أن المنازل التي ضُربت لا تختزل الصواريخ كافة. ويؤشر وجود بنية تحتية للحزب في مناطق وجود اليونيفيل والجيش اللبناني إلى احتمال وجود صناعات وبنى عسكرية أكبر في مناطق أخرى بعيدة عن عمل اليونيفيل".
ويقول ملاعب "هناك تأكيد إيراني من بعض المسؤولين أن حزب الله يصنع ويطور أسلحته في بعض الأماكن داخل سوريا، مستفيداً من المختبرات العلمية في مصياف وحلب وحمص وقرب دمشق، وكانت تحت مرأى الطائرات الإسرائيلية، ولم تُقصف هذه المواقع بالصدفة، ما يعني أن لدى الحزب قدرات وبنية تحتية ومنشآت على الحدود بين لبنان وسوريا تؤمن له تدفق الأسلحة حتى لو دمر الإسرائيلي بعضاً من مخازنه".
وفق تقديرات مراكز أبحاث أميركية وإسرائيلية، يمتلك "حزب الله" 150 ألف صاروخ متنوع و10 آلاف مسيرة ولم يستهلك أكثر من 10 آلاف من الصواريخ، فيما معهد ألما الإسرائيلي قال إن معدل استخدام "حزب الله" للصواريخ لم يتعدَّ 15 ألفاً.
دور الفصائل المسلحة في سوريا
وفق ملاعب، أهم عمل تقوم به الفصائل السورية المسلحة التي تغزو حلب هو قطع طريق الإمداد لـ"حزب الله"، في الشمال تحديداً في البوكمال قد يكون هناك سيطرة على الطريق عبر قوات سوريا الديموقراطية، فيما يبقى منفذ وحيد في مدينة الميادين، وفي حال السيطرة على المعابر هناك سيُقطع طريق إمداد السلاح بين العراق وسوريا.
يرى ملاعب أن الخروقات التي تقوم بها إسرائيل في الجنوب، تشير إلى استمرار البحث عن البنية التحتية لـ"حزب الله"، لتحقيق إنجازات جديدة وإبعاد السلاح عن كامل الحدود المباشرة، من هنا يتم تأخير اجتماع اللجنة الخماسية، فالخروقات الإسرائيلية ربما هي رسالة للجيش اللبناني للتحرك ضد البنى التحتية للحزب في الجنوب وباقي المناطق.