بعد تجميد عمل USAID.. ما مصير مئات الجمعيّات؟

لم يكن قرار وقف عمل الوكالة الأميركية للتنمية مفاجئاً فحسب، بل كان صادماً للكثير من الجمعيات التي تنفّذ برامج تنموية على امتداد لبنان فضلاً عن وقف المساعدات عن الطلاب الذين كانوا يعتمدون على تلك المساعدات.

في لبنان سيتوقف عمل مئات الجمعيات التي كانت تعتمد في تمويل برامجها ونشاطها على المساعدات من الوكالة الأميركية للتنمية Usaid.
إعلان الوكالة إنهاء خدمات موظّفيها والمتعاقدين معها في لبنان سينعكس سلباً على المئات ممّن كانوا يعملون مع الوكالة سواء عبر جمعيات أو بصورة فردية، وتُقدَّر أعداد المتعاونين بنحو 1800 شخص، فيما عدد الجمعيات يتخطى المئات.

فالبرامج التي كانت تموّلها الوكالة تتنوّع من المساعدات للمستشفيات والجامعات وصولاً إلى دورات التأهيل والإرشاد مروراً بتمويل المشاريع الصغيرة وكذلك مساعدة البلديات في إنجاز بعض المشاريع كحفر الآبار الارتوازية أو تركيب لوحات الطاقة الشمسية للإفادة من الطاقة البديلة.


بعض الجمعيات التي كانت تترقّب تنفيذ برامج تنموية أبلغت بتجميد نشاطها لـ90 يوماً بحسب ما أكدت رئيسة إحدى الجمعيات لـ"النهار"، وتحفّظت عن تفاصيل البرامج التي توقفت والموازنة التي كانت مقرّرة لها وكيف سيجري إكمال المراحل الأخرى من البرامج التي بدأت بها.

فالجمعيات المنتشرة على امتداد الأراضي اللبنانية ستوقف برامجها تلقائياً بعد قرار إغلاق الوكالة، والمتضرّرون من القرار الأميركي سيتوزعون ما بين المستشفيات والجامعات والمدارس، فضلاً عن طيف كبير من الذين كانوا يتلقّون القروض الصغيرة سواء في المجال الزراعي أو الصناعي.

دأبت الوكالة الأميركية على تقديم المنح الدراسية للمؤسسات التعليمية سواء التي تعتمد المنهاج الأميركي أو غيره، وإن كان الطلاب الجامعيون المستفيدون من المنح يتوزّعون على جامعات أميركية في لبنان، ولكن هناك المئات من الطلاب الذين يتلقّون المنح من الوكالة وبات مصير تلك المساعدات مجهولاً، ما سينعكس على مستقبلهم الجامعي. وبحسب الإحصاءات فإن أكثر من 16000 طالب حصلوا على مساعدات من الوكالة ضمن برامج تنمية قدرات التعليم العالي في 10 جامعات لبنانية.

وتلقّى طلاب عبر بريدهم الإلكتروني رسائل تؤكد توقّف المنح التي كانوا يحصلون عليها من الوكالة، ما أحدث صدمة لديهم وفضّلوا عدم التصريح في انتظار فترة الـ90 يوماً.

أما التقديمات للمدارس الرسمية فستتوقف وخصوصاً لجهة التجهيزات التي كانت تقدّمها الوكالة.

كانت جمعيات عدة تقدّم برامج متنوعة لمساعدة فئات متنوعة في المجتمع اللبناني، ويؤكد أحد العاملين في جمعية كانت تنشط في تنفيذ برامج تنموية لمساعدة النساء على تعلّم مهنة يدوية، أن "كل البرامج قد توقفت ومنها برنامج كان قيد التنفيذ من خلال دورات للنساء اللواتي لم يكملن تعليمهن، وأن الهدف كان مساعدتهم في تأمين فرصة عمل داخل منازلهن مثل توضيب علب الهدايا أو تنسيق الأزهار وأيضاً تزيين علب الشوكولا"، وبعد أن تكتّم على اسمه، يشير إلى أن برنامجاً كان يتابع تنفيذه مع عدد من المستفيدين لتعلّم الصناعات اليدوية توقف، وأشعره ذلك بالإحراج أمام "طلابه" من دون أن تكون عنده إجابات عن موعد اسئنافه.
لكن يبقى أمل لدى الجمعيات بمعاودة الوكالة نشاطها بعد 90 يوماً.