بعد تحرّشه بالأطفال خلال رحلة مدرسية... قوى الأمن توقف القاصر المتحرّش وهذا ما اعترف به

أعلنت المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي أن بتاريخ 20-05-2025، ادّعى أمام فصيلة برمانا في وحدة الدرك الإقليمي مواطنَيْن أنّ ابنتيهما القاصرتين قد تعرّضتا لتحرّش جنسيّ من قبل مجهول، أثناء مشاركتهما في نشاط مدرسيّ في أحد الملاعب المفتوحة في المنصوريّة.

بنتيجة التحريّات والاستقصاءات التي قام بها عناصر الفصيلة، وبعد الاطّلاع على تسجيلات كاميرات المُراقبة في المشروع، تمّ الاشتباه بثلاثة أشخاص. بالتوسّع بالتحقيق، وبالتنسيق مع القيّمين على المشروع، تم تحديد هويّة الفاعل، واستدراجه وتوقيفه بنفس التاريخ، ويُدعى:

  • ر. ح. (مواليد عام 2008، لبناني)، هو قاصر- موظّف تمّ التعاقد معه حديثًا.

بالتّحقيق معه بحضور مندوب حماية الأحداث، أنكر في بادئ الأمر علاقته بهذا الأمر، ليعود ويعترف بقيامه بالتحرّش بعدد من الفتيات، أثناء ممارستهنّ للعبة الانزلاق على الحبل.

أجري المقتضى القانوني بحقّه، وأودع القطعة المعنيّة للتوسّع بالتحقيق من قبلهم، بناءً على إشارة القضاء المختصّ.

إنّ المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي تحيّي شجاعة أهالي الأطفال المُدّعين، وتطلب ممّن تعرّض لأعمال مماثلة عدم التردّد في الإبلاغ فورًا لمنع تكرار أحداث مشابهة، ووقوع ضحايا أبرياء.

بيان توضيحي من  VeréBleu

كذلك أصدرت شركة "ڤيراي بلو بارك" ش.م.م. – VeréBleu Park S.A.R.L بيانًا توضيحيًا، على خلفية حادثة تعرّض عدد من الأطفال لإصابات داخل الملاعب التي تستثمرها الشركة في منطقة الديشونية، أكّدت فيه حرصها الدائم على سلامة روّاد منشآتها، خصوصًا الأطفال منهم، مشددة على أن الصحة الجسدية والنفسية للأطفال تبقى في صلب أولوياتها التنظيمية والإدارية.

ولفتت إدارة الشركة إلى أن الأمر يكتسب بالنسبة إليها بعدًا شخصيًا وإنسانيًا، إذ أن أولاد عدد من القيمين على إدارة الشركة هم من بين الأطفال الذين يشاركون في النشاطات اليومية داخل الملاعب التابعة لها، وهو ما يُعزز – بحسب البيان – الحرص على بيئة آمنة خالية من أي تهديد أو تقصير.

وأوضحت الشركة في بيانها أنها باشرت اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة أمام المراجع القضائية المختصة فور وقوع الحادثة، وأنها على ثقة تامة بالأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية وقدرتها على تحقيق العدالة وكشف ملابسات ما جرى ومحاسبة المسؤولين.

وأكدت أن إدارة "ڤيراي بلو بارك" تتعاون بشكل كامل مع الجهات القضائية والأمنية المختصة، وتقدم كل ما يلزم من معلومات وشهادات ومساعدات، بهدف تسريع التحقيقات والوصول إلى الحقيقة الكاملة في أقرب وقت ممكن.

وشددت على أنها لن توفّر جهدًا لكشف هوية الفاعلين، والتوصّل إلى محاسبتهم وفقًا للقانون، خصوصًا أن الحادثة طالت فئة عمرية حساسة، وأن أي ضرر يلحق بالأطفال يشكّل مسًّا مباشرًا بقيم الشركة ومهمتها الأساسية.

وفي ختام البيان، دعت الشركة وسائل الإعلام إلى توخي أعلى درجات الدقة في نقل المعلومات المرتبطة بالحادثة، محذّرة من مغبة تداول أخبار مغلوطة أو إطلاق إشاعات قد تُسيء لسمعة الأهالي، أو تؤثر على مجرى التحقيقات الجارية.

وأضافت أن أي تسريب غير دقيق أو تضخيم إعلامي قد يعرقل العدالة أو يؤذي معنويات الأطفال وأسرهم، في وقت يُفترض فيه الحفاظ على الهدوء والدقة من أجل مصلحة جميع المعنيين، وخصوصًا الضحايا الصغار.

حادثة التحرش

وكان أهالي مجموعة من الطلاب في إحدى المدارس الخاصة، قد اشتكوا في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأنّ عدداً من الأطفال، وقعوا ضحية عملية تحرّش جماعية طالتهم خلال نزهة مدرسية إلى مركز ألعاب في الهواء الطلق، فتح أبوابه حديثاً في منطقة المتن.

وتناقل أولياء الأمور معلومات صادمة، تفيد بأنّ الاعتداء طال أكثر من 15 طفلاً، خلال مشاركتهم في لعبة الـ Zipline (التزحلق على الحبل في الهواء)، وذلك من قبل موظف يدعى ر. ح.، حيث عُلم أنّه كان يقوم بفعلته المشينة بعد ربط الأطفال بالحبال لبدء اللعبة، فيكون من الصعب عليهم مقاومته.

وقد أثارت هذه المعلومات المتداولة حالة من الغضب والقلق في صفوف الأهالي وتحوّل الملف إلى قضية رأي عام، في وقت علمت "نداء الوطن" أنّ إدارة المدرسة تتابع القضية بكل اهتمام لمعرفة المسؤولين عن التقصير في حماية الأطفال الضحايا خلال النزهة، والذين باتوا تحت إشراف جمعية "حماية"، والتي تعمل بدورها على متابعة باقي الطلاب الذين كانوا في النزهة نفسها لمعرفة ما إذا تعرّضوا لتحرّش مماثل.

وقد وضع الأهالي ما حدث برسم الأجهزة الأمنية، مطالبين بتحقيق عاجل، ومحاسبة كل من يثبت تورّطه في هذه الجريمة الأخلاقية والإنسانية، علماً أنّ المتحرّش بات موقوفاً في فصيلة برمانا ويخضع للتحقيق.

كما دعا أولياء الأمور، إلى إجراء رقابة مشددة على أماكن الترفيه الخاصة بالأطفال، والتدقيق في سلوك العاملين فيها، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.

في المقابل، صدر عن ثانوية القلبين الأقدسين في عين نجم البيان التالي: 

"خلال رحلة ترفيهية نظّمتها ثانوية القلبين الأقدسين عين نجم لتلامذة الصف الأساسي الأول (CP)، بمواكبة الكادر التربوي واللوجستي الى VeréBleu Park يوم الثلاثاء في 20 أيار 2025، تعرّض عدد من الأطفال لممارسات مثيرة للقلق ومخلّة بالآداب من قِبل أحد المدرّبين على الـZip Line.

وفور تبلّغها بالحادثة، سارعت المدرسة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرّكت لدعم الأطفال ومواكبة ذويهم على الصعيدين التربوي والنفسي، لمعالجة تداعيات هذا الحادث الأليم والمرفوض بكل المعايير، ولضمان حماية التلامذة.

كما أبلغت المدرسة وزارة التربية والتعليم العالي بالحادثة صباح اليوم وعلى الفور اتخذت وزارة التربية والتعليم العالي الإجراءات المعمول بها وفق الأصول في حالات الحماية فأبلغت وزارة التربية والتعليم العالي مصلحة الاحداث في وزارة العدل بالحادثة متخذة صفة الادعاء على من يظهره التحقيق. وتتابع وزارة التربية بوحداتها التقنية والإدارية الموضوع مع المعنيين لجهة متابعة التحقيق و وضع خطة شاملة لتأمين الدعم اللازم للأطفال والأهالي بالتنسيق مع ادارة المدرسة .

وإذ تستنكر ثانوية القلبين الأقدسين عين نجم بشدّة هذا التصرف الشائن، تؤكّد مجددًا، أنها لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الضرورية، حرصًا على سلامة تلامذتها وكرامتهم.

من جهتها، قالت وزارة الشؤون الاجتماعية، في بيان: "تعقيباً على المعلومات المتداولة بشأن حادثة تحرش واعتداء طالت أطفالاً داخل صالة ألعاب في منطقة ديشونيه خلال نشاط مدرسي، تُدين الوزارة بأشد العبارات هذه الأفعال التي تُعد انتهاكاً خطيراً لحقوق الأطفال وسلامتهم الجسدية والنفسية، وخرقاً فاضحاً للمعايير الأخلاقية والقانونية التي ترعى حمايتهم، لا سيما في الأماكن المخصصة للترفيه والتعليم".

وأعلنت الوزارة أنّها "تتابع الملف عن كثب مع الجهات القضائية المختصة، لا سيّما وزارة العدل، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومحاسبة كل من يثبت تورّطه في هذه الجريمة".

كما تواصل الوزارة "تنسيقها مع باقي الأجهزة الرسمية المعنية لضمان إجراء التحقيقات بالسرعة والجدية اللازمتين"، داعيةًُ إلى "التبليغ عن أي حالات مماثلة من خلال قنواتها الرسمية".

نسأل الله أن يحمي أولادنا ويمنحنا القوة لتجاوز هذه المحنة.