بعد تصعيدها... عقوبات اميركية استرالية ويابانية على روسيا وبوتين يعلّق على حلم استعادة الإمبراطورية

أعلن رئيس الوزراء الياباني، كيشيدا فوميو، فرض عقوبات ضد روسيا على خلفية اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه تنص عقوبات اليابان على حظر الصادرات من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتجميد أصول المسؤولين فيهما، وحظرت إصدار التأشيرات لممثليها.

كذلك فرضت طوكيو عقوبات ضد روسيا تتعلق بالديون السيادية وتنص على حظر تداول سندات روسية جديدة في اليابان.

وقال رئيس الوزراء الياباني إنه في حال تصعيد الوضع حول أوكرانيا، ستنظر طوكيو في اتخاذ تدابير تقييدية إضافية ضد روسيا.

كما دعت اليابان روسيا إلى العودة إلى تسوية دبلوماسية للوضع حول أوكرانيا.

بدوره أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن بلاده ستعلن بالتنسيق مع شركائها عن جملة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا على خلفية اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.

وقال موريسون: "من غير المقبول على الإطلاق أن تغزو روسيا جارتها.. ستفرض الحكومة الأسترالية على الفور عقوبات على من الأفراد.. وسنقوم أيضا بتوسيع العقوبات الحالية الخاصة بشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

وأضاف: "في البداية، سنقوم بفرض حظر على الدخول وعقوبات مالية موجهة ضد 8 أعضاء في مجلس الأمن الروسي".

 

اميركا ايضاً

كذلك أعلنت الولايات المتحدة ودول غربية جملة من العقوبات على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، في حين قالت واشنطن إنها حركت قوات ومعدات عسكرية شرقا نحو منطقة البلطيق، كما أعلنت كييف استدعاء جيش الاحتياط.

فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن فرض عقوبات على مؤسستين ماليتين روسيتين وعلى الديون السيادية الروسية، ردا على الإجراءات التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي عدّها بايدن بداية غزو روسي لأوكرانيا.

وأكد بايدن -في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض- أنه سيتم أيضا فرض عقوبات على نخب روسية وأفراد عائلاتهم الذين يستفيدون من سياسات الكرملين، وتعهد بايدن بفرض عقوبات أشد إذا واصلت روسيا تصعيدها.

وأضاف أن ذلك يعني قطع وصول الحكومة الروسية إلى التمويل الغربي، ولم يعد بإمكانها جمع الأموال من الغرب، ولا يمكنها تداول ديونها الجديدة في الأسواق الأميركية أو الأوروبية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن خطة بوتين كانت دوما اجتياح أوكرانيا وجعلها جزءا من روسيا، وإن هذا أكبر تهديد في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وأضاف -في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني في كييف- أن العقوبات الأميركية ستحرم الحكومة الروسية من دخول أسواق المستثمرين الأساسيين.

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه ألغى اجتماعا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف كان من المقرر عقده غدا الخميس.

بوتين

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية -في إحاطة هاتفية ردا على سؤال عما إذا كانت العقوبات المفروضة قد تشمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- إن كل الخيارات معروضة على الطاولة.

وذكر المسؤول أن واشنطن تنفذ خطة بالتنسيق مع كبار مستهلكي النفط ومنتجيه لتأمين استقرار إمدادات الطاقة العالمية، وأن الإجراءات المفروضة لن تعطل تدفق الطاقة إلى الأسواق العالمية.

وأكد أن العقوبات تقطع التمويل عن الحكومة الروسية والبنك المركزي الروسي وصناديق الثروة السيادية في روسيا، وأضاف المسؤول أن هذه العقوبات تشمل مؤسستين ماليتين روسيتين، إحداهما خامس أكبر مؤسسة مالية في البلاد.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن هذه الإجراءات دفعة أولى من عقوبات تمت بتنسيق مع حلفاء من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا.

 

مقتل جندي وإصابة 6 في قصف للانفصاليين

وفي السياق، أعلن الجيش الأوكراني اليوم، أن جنديا قُتل وأصيب ستة في قصف نفذه انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية مع استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار بمستوى مرتفع.
وكشف الجيش عبر صفحته على موقع فيسبوك أنه رصد 96 واقعة قصف من قبل انفصاليين في الساعات الأربع والعشرين الماضية مقارنة مع 84 أمس. 
وأشار إلى أن قوات الانفصاليين استخدمت المدفعية الثقيلة وقذائف المورتر ومنظومة غراد للصواريخ.

 

استدعاء الاحتياط

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الثلاثاء إنه استدعى جنود الاحتياط لفترة خاصة، لكنه استبعد التعبئة العامة بعد أن أعلنت روسيا أنها ستنقل قواتها إلى شرقي أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي أنه لا يزال يسعى إلى إيجاد سبل دبلوماسية للخروج من الأزمة، ورحب باستعداد تركيا للمشاركة في محادثات متعددة الأطراف، لكنه قال إن أوكرانيا لن تتنازل عن أي أراض لصالح روسيا.

كما كشف زيلينسكي في خطاب للأمة -بعد اجتماع في البرلمان بمشاركة الأحزاب- عن برنامج "الوطنية الاقتصادية" الذي تضمن حوافز للإنتاج المحلي وخفض ضريبة القيمة المضافة على البنزين.

 

الإمبراطورية الروسية

في المقابل، أكد الرئيس الروسي أمس الثلاثاء أن الدخول المحتمل للجيش الروسي إلى الأراضي الأوكرانية لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو سيكون رهنا "بالوضع على الأرض".

وأوضح -في مؤتمر صحفي- أن اتفاقات السلام التي توسطت فيها الدول الغربية لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا لم تعد موجودة بعد اعترافه باستقلال منطقتين انفصاليتين في الجمهورية السوفياتية السابقة.

وأضاف "اتفاقات مينسك لم تعد موجودة الآن، لقد اعترفنا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين".

ورأى بوتين أن "الحل الأفضل" لوضع حد للأزمة بشأن أوكرانيا يكمن في تخلي كييف عن رغبتها في الانضمام إلى حلف الناتو، وقال "الحل الأفضل لهذه القضية هو أن ترفض السلطات الحاكمة حاليا في كييف بنفسها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تختار الحياد".

وحرص الرئيس بوتين أمس الثلاثاء على أنه لا يسعى لاستعادة الإمبراطورية الروسية، وقال -خلال اجتماع مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف في الكرملين- "توقعنا أن تكون هناك تكهنات بأن روسيا تعتزم إعادة بناء إمبراطورية"، مضيفا أن "هذا لا يتوافق إطلاقا مع الواقع".

ووافق مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد، ودخل القرار حيز التنفيذ بأثر فوري وبعد يوم من اعتراف الرئيس الروسي بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا بوصفهما جمهوريتين مستقلتين.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وفي 2008 دعمت موسكو أيضا منطقتين انفصاليتين في جورجيا، وكذلك منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا منذ التسعينيات.