بغياب الخطط والبرامج والمساءلة...لا بناء للمؤسسات ونهوض للبنان

تبدو الأنظار مُصلته على عمل الحكومة المفترض ان ينطلق بقوة وزخم بعد مناقشة بيانها الوزاري وحصولها على الثقة النيابية، باعتبار ان ليس لديها فترة سماح وترف الوقت لان وضع البلد في شتى المجالات لا يحتمل إعطاء المهل والتأجيل انما يستوجب معالجات وجراحات عاجلة يستدعيها وقف الانهيار وإعادة تفعيل المؤسسات . لذا الحكومة في حاجة الى اثبات فعاليتها بسرعة وإظهار قدرتها على ترجمة بيانها الوزاري افعالاً، بعدما اعتاد اللبنانيون على بقاء البيانات الوزارية حبرا على ورق وطي النسيان . المطلوب منها بعدما نالت الثقة النيابية ان تستحوذ على الثقة الشعبية . وهي المهمة الأصعب بعدما كفر اللبنانيون بكل المسؤولين وبما هو رسمي ، سيما وان استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض المرتفعات الجنوبية يستوجب تفعيل الوسائل الدبلوماسية المتوافرة للضغط على تل ابيب لإلزامها بالانسحاب الكامل من لبنان وعاجلا  تخوفاً من تحول طول بقائها في التلال اللبنانية الى امر واقع تأتلف معه الدولة ويجر مع الوقت الى هز الاستقرار في لبنان .

النائب التغييري ملحم خلف لا يعلق كبير امال على إمكانية تحقيق  الحكومة الانجازات المطلوبة واصفا لـ "المركزية" البيان الوزاري بالانشائي  يفتقد الى الرؤية الواضحة وبرامج العمل المفترض تنفيذها خلال سنة وشهرين من عمرها . كان المطلوب وضع خطة خمسية تباشرها اقله مع صندوق النقد الدولي. لا الاكتفاء بالتأكيد على معالجة الاحداث الأخيرة وكأنها هي التي تسببت بكل ما يشهده لبنان من ازمات . المطلوب هنا ترميم العلاقة مع الشرعية الدولية والتمسك بها وتنفيذ قراراتها كلها لا انتقائيا . تارة نتبنى المقاومة وأخرى نعتبرها محورا ونعود الى الدولة وحصريتها للسلاح والدفاع عن الأرض . إسرائيل لايمكنها التفلت من القرارات الدولية اذا ما وجدت الأطراف الأخرى ملتزمة بها . في أي حال، هناك حقبة انتهت .على لبنان اليوم الاعتماد على قوة القوانين وعدالتها الى قوة السلاح . كان على البيان الوزاري تبيان وبالتفصيل كيفية دفع إسرائيل للانسحاب الكامل من لبنان والمرتفعات التي تحتلها . إضافة الى رسم الخيارات الجديدة التي ستعتمدها الدولة وفق موازنة العام 2025 خصوصا في ما يعود لعملية الاعمار بموجب الصندوق الموعود . كان من السهل القيام بعملية تشاركية تعاضدية مجانية لرفع الركام من القرى والمناطق المدمرة من خلال دعوة كل من يملك الة او معدة وجرار الى الاسهام في هذه العملية كما حصل عقب انفجار بيروت، حيث تولت الجمعيات الاهلية والمبادرات الفردية تنظيف العاصمة بمناطقها ومنازلها وشوراعها خلال مدة وجيزة .ومن ثم التوجه الى الدول الشقيقة والصديقة لطلب المساعدة بعملية الاعمار.

ويختم مؤكدا على تطبيق الدستور والطائف وفصل السلطات ومعتبرا ان لا اصلاح دون مساءلة .سياسة عفا الله عما مضى لا تبني دولة .