بقاء السوريين في لبنان مستمر الى مدى طويل...؟

زيارة الموفد الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف انحصر عنوانها الاساس في موضوع دعوة لبنان الى مؤتمر استانا للتشاور حول الوضع في سوريا، واذا كان لبنان الرسمي قد بَدا مستجيباً لتلبية الدعوة، الّا انّ مصادر معنية بالملف السوري، اكدت لصحيفة الجمهورية ان ما يعني لبنان من هذا المؤتمر، هو ملف النازحين السوريين ومساعدته على إعادتهم الى بلادهم.
وسألت المصادر عن الموقف الاميركي من هذا المؤتمر، وما اذا كانت واشنطن راضية على التحرّك الروسي في هذه المرحلة، خصوصاً انه يتواكب مع استعدادات روسية ميدانية في الشمال السوري. وقالت: انّ حضور لبنان في استانا، إن حصل، لن يكون فاعلاً وأقصى ما يمكن ان يقدمه هو اعادة اثارة موضوع العبء الكبير الذي يشكله النازحون عليه، الّا انّ قرار العودة ليس بيده، كما هو ليس بيد اطراف استانا.
واوضحت المصادر للصحيفة انّ الروس يتحدثون عن المبادرة الروسية، وكأنها السبيل الأوحد لإعادة النازحين، علماً انّ هذه المبادرة وباعتراف الروس أنفسهم متعثرة، وتنفيذها يتطلب التمويل الذي لم يتأمن، اضافة الى انّ التحفظ الاميركي على المبادرة، وعدم التجاوب معها، يضعفها اكثر، وخصوصاً انّ واشنطن ومعها المجتمع الدولي في المحور الآخر، باتا يربطان إعادة النازحين السوريين بالحل السياسي النهائي للأزمة السورية، ما يعني انّ بقاء السوريين في لبنان مستمر الى مدى طويل، مع ما يترتب عليه من إشكالات في لبنان ربطاً بالنازحين وعلاقتهم باللبنانيين.
الّا انّ اللافت للانتباه، هو انّ المعنيين بملف النازحين في لبنان يؤكدون استمرار مقاربتهم لهذا الملف وفق خطة العودة التي قررها لبنان بالتنسيق مع الجانب السوري، والتي تتولى تنفيذها المديرية العامة للأمن العام. حيث يجري التحضير لدفعة جديدة من العائدين ستنطلق من لبنان الى سوريا في وقت قريب.