المصدر: الشرق الأوسط
The official website of the Kataeb Party leader
الأحد 20 أيلول 2020 02:31:47
هددت بكين بـ«محو» رئيسة تايوان تساي إنغ - وين، من الوجود، وقالت إنها «عاقدة العزم على اللجوء إلى الوسائل الضرورية، بما في ذلك الخيارات العسكرية»، لمنع الولايات المتحدة وتايوان من تعزيز العلاقات بينهما.
وجاء في المقال الافتتاحي في صحيفة «غلوبال تايمز» التابعة للحكومة الصينية، أن التدريبات العسكرية الحالية التي يجريها جيش التحرير الشعبي في المضيق، وحوله، «ليست تحذيرية ولكنها بروفة للاستيلاء على تايوان». وحذرت الصحيفة، في تغريدة، من أنه إذا ما انتهكت تايبيه القانون الصيني لمناهضة الانفصال الصادر عام 2005، فإن «حرباً سوف تندلع، وسوف يتم محو الرئيسة من الوجود».
وتعهدت رئيسة تايوان بتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة خلال مأدبة عشاء تكريماً لمسؤول أميركي كبير، وذلك في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه الصين 18 طائرة مقاتلة لمضايقة الجزيرة، تعبيراً عن غضبها من الزيارة. وقال القصر الرئاسي، في بيان، في وقت متأخر الجمعة، إن تساي وجهت الشكر، خلال مأدبة العشاء التي أقامتها لكراش وفريقه بمقر إقامتها الرسمي، على حضوره للمشاركة في تأبين الرئيس الراحل لي تينغ هوي مؤسس الديمقراطية في تايوان.
وقالت تساي: «آمل أن تواصل تايوان والولايات المتحدة العمل المشترك لتعزيز السلام والاستقرار والرخاء والتنمية»، مضيفة أن العلاقات التايوانية - الأميركية أحرزت تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة.
وكانت الصين قد أعلنت، الجمعة، في مؤتمر صحافي في بكين، عن جهودها في حفظ السلام وعن تدريبات قتالية قرب مضيق تايوان، كما استنكرت ما وصفته بالتواطؤ بين الولايات المتحدة والجزيرة.
وأعلنت قيادات مسرح العمليات الشرقية بجيش التحرير الشعبي الصيني في وقت سابق عن إجراء «تدريبات قائمة على مختلف السيناريوهات» في مضيق تايوان بداية من الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع التايونية، عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، إن هذه الأفعال «تنتهك سيادتنا، ولكنها أيضاً زعزعت استقرار السلام في المنطقة. وتجاوزت طائرات حربية صينية خط المنتصف فوق مياه مضيق تايوان، أمس السبت، لليوم الثاني على التوالي، مما شكل ضغطاً على الجزيرة، بعدما أرسلت الولايات المتحدة مبعوثاً بارزاً لتايبيه إظهاراً لتأييد واشنطن لها.
ووصل كيث كراش وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الاقتصادية، إلى تايبيه، يوم الخميس، في زيارة استمرت ثلاثة أيام، وهو أكبر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية يزور تايوان منذ أربعة عقود. وأغضبت تلك الخطوة الصين. وذكرت وزارة الخارجية في تايوان أنه غادر البلاد بعد ظهيرة أمس السبت.
وقدمت بكين احتجاجات «رسمية» للولايات المتحدة بشأن زيارة كراتش لتايبيه. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين: «تعارض الصين بحسم أي شكل من أشكال العلاقات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان». كراش هو المسؤول الأرفع في وزارة الخارجية الذي يزور تايوان منذ 1979 السنة التي قطعت فيها الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه، بهدف الاعتراف بالحكومة الشيوعية، ومقرها بكين.
وقالت وزارة الدفاع التايونية، في بيان منفصل، إن الصين تقوم بأنشطة استفزازية تلحق خسائر جمة بالسلام والاستقرار. وأضافت: «تدين وزارة الدفاع بشدةٍ ذلك، وتدعو سلطات البر الرئيسي لضبط النفس والتراجع عن هذا النهج الخطر». وأرسلت القوات الجوية التايوانية مقاتلاتها لليوم الثاني على التوالي، أمس السبت، لتحذير عدة طائرات صينية اقتربت من الجزيرة، وعبرت خط المنتصف لمضيق تايوان، وحثت حكومة الجزيرة، بكين، على «التراجع عن النهج الخطر». وقالت إن 19 مقاتلة صينية شاركت في الأمر، وهو ما يزيد بطائرة عن عدد اليوم السابق، وعبر بعضها خط المنتصف في مضيق تايوان، بينما حلق البعض الآخر داخل نطاق تحديد الهوية للدفاع الجوي التايواني قبالة الساحل الجنوبي الغربي. وتعد الصين تايوان جزءاً من أراضيها. ووفقاً لخريطة قدمتها الوزارة، لم تقترب أي مقاتلة صينية من البر الرئيسي التايواني، أو تحلق فوقه.
وتصاعدت حدة التوترات بين الصين والولايات المتحدة على عدة جبهات على مدار العام الماضي، في ظل وجود منازعات بين الدولتين بشأن التجارة، وجائحة فيروس كورونا المستجد، وتعزيز الوجود العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، وسياسات بكين في هونغ كونغ، وإقليم شينغيانغ. وانتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، «الصخب العسكري» الصيني. ومنذ انتخاب تساي إنغ - وين رئيسة لتايوان عام 2016، لم تكفّ بكين عن تكثيف ضغوطها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على الجزيرة.
وتدين بكين أي خطوة من شأنها أن تضفي شرعية لحكومة الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، وتدعوها للعودة إلى حضنها، مهددة باستخدام بالقوة إذا لزم الأمر.
وتحكم الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، والصين القارية، حكومتان منفصلتان منذ 1949 وفرار القوميين في حزب كومينتانغ إلى تايوان، بينما استولى الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ على الحكم في بكين.