المصدر: الجريدة الكويتية
الخميس 6 تشرين الثاني 2025 00:38:01
وسط سجال عميق تشهده إيران حول خياراتها المستقبلية بعد تعرضها لقصف إسرائيلي أميركي في يونيو الماضي، كشف مصدر في «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، ل «الجريدة»، عن حالة بلبلة تسود صفوف الفيلق المكلف بالعمليات الخارجية، حول مصير قائده إسماعيل قآني، مع إحجام المرشد الأعلى علي خامنئي عن التمديد له في منصبه، رغم انتهاء ولايته التي بدأت بعد اغتيال سلفه قاسم سليماني في غارة أميركية على مطار بغداد في بداية عام 2020.
وقال المصدر إن هناك ترقباً في صفوف قيادات «الحرس»، للقرار المقبل حول مصير قآني، لاسيما أن القادة الجدد ل «الحرس»، الذين تم تعيينهم بعد حرب ال 12 يوماً، يرون أنه يفتقد لكاريزما سليماني، ويحمّلونه جزءاً كبيراً من المسؤولية عن الخسائر التي تكبدتها الميليشيات الموالية لإيران في لبنان والعراق وسورية.
وأضاف أنه حسب الشائعات المنتشرة داخل الفيلق، فإن قائد الحرس اللواء محمد باكبور، الذي عُيّن بعد اغتيال سلفه حسين سلامي في بداية الهجوم الإسرائيلي، طرح أخيراً موضوع تغيير قآني على خامنئي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وأن باكبور سيرشح عدداً من الأشخاص لتولي المنصب لعرضها على المرشد. من ناحية أخرى، أكد المصدر صحة التقارير عن قيام «فيلق القدس» بتزويد الفصائل العراقية الموالية لطهران بكميات كبيرة من الصواريخ والمسيّرات متوسطة المدى، لكنه أضاف أن إيران اشترطت عليهم عدم استعمالها إلا في حال تعرضهم لهجوم إسرائيلي أو أميركي، مشددة على ضرورة عدم إعطاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي ذريعة لمهاجمتهم.
وتابع أن إيران تحتفظ بشيفرات تشغيل الصواريخ البالستية والمسيّرات الاستراتيجية التي باتت بحوزة الفصائل العراقية، والتي يمكنها ضرب أهداف في إسرائيل، مشدداً على أن هذه الأسلحة ليست ملائمة للاستخدام في الداخل العراقي.
وكشف أن الفصائل العراقية تلقت كذلك كميات من صواريخ أرض جو محمولة على الكتف، لكنها ستبقى تحت إشراف ضباط من «فيلق القدس»، لاستخدامها خصوصاً في حال قيام إسرائيل باستخدام الأجواء العراقية لشن هجوم جديد على إيران.
رغم ذلك، أوضح المصدر أنه من بين شحنات الأسلحة التي أُرسلت إلى العراق كميات كبيرة من الصواريخ والمسيّرات قريبة المدى في ضوء تقارير عن تحركات جديدة لتنظيم داعش، وتهديدات أميركية بضرب الميليشيات.
وفي تأكيد للتقارير الإسرائيلية عن تصاعد عمليات تهريب الأسلحة ل «حزب الله» اللبناني في إطار مساعي الحزب لإعادة ترميم قدراته بعد الهزائم التي تكبدها في العامين الماضيين، كشف المصدر أن عمليات تزويد الحزب بالأسلحة زادت خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن طهران منحته شيفرات جزء كبير من الصواريخ البالستية قصيرة المدى، وهي صواريخ نوعية لم يستخدمها الحزب خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، وذلك على ضوء تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية جديدة في لبنان