المصدر: وكالة أخبار اليوم
الخميس 25 شباط 2021 16:29:06
هل بدأت مرحلة التعاطي الأميركي الجدّي مع إيران، باستحضار الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل الى الطاولة، كما من خلال الإعلان عن أن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أكدت لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس، الروابط غير القابلة للكَسْر بين واشنطن وتل أبيب، ودعم الكونغرس الثابت لأمن إسرائيل وأمانها؟
اجتماعات
وفي معلومات مُتداوَلَة من داخل الولايات المتحدة، اتّفق الأميركيون والإسرائيليون على استئناف اجتماعات مجموعة العمل الاستراتيجية حول إيران. فيما يُتوقَّع عَقْد الجولة الأولى من المحادثات حول برنامج إيران النووي، خلال الأيام القادمة.
وتتمحور أولوية تل أبيب حول طرح أحدث المعلومات والبيانات الإستخباراتية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وتقييم مدى التوافُق بين بيانات تقارير الإستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
غير واضح
اعتبر النائب السابق عماد الحوت أن "هاتَيْن الخطوتَيْن، تقعان ضمن إطار عودة الإدارة الأميركية الى العمل بموجب النّظام الأميركي التقليدي القائم على المؤسّسات واللّجان، وتفعيل الأدوات التي تحضّر القرار، لمُتّخذه، وذلك بعدما تحوّلت العلاقات الأميركية الخارجية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الى تعامُل من شخص لشخص".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الخطوط ليست مُقفَلَة حالياً بين واشنطن وطهران، في ظلّ تفويض أميركي للأوروبيّين بأن يقوموا بالإتصالات اللازمة لتسهيل الوصول الى مخرج. ولكن لم تحسم الإدارة الأميركية خياراتها بَعْد حتى الساعة، في تعاملها مع ملفات دول الخارج كلّها، بما فيها إيران".
وقال:"صحيحٌ أن واشنطن تعطي أولوية للمواجهة مع الصين، وتسعى لتبريد باقي الجبهات للتفرّغ لبكين. ولكن كيفية هذا التبريد ليست واضحة بَعْد. لذلك، يشتري الطرف الأميركي الوقت حالياً من خلال تكليف الأطراف الأوروبية بتمهيد الوصول الى الإتّفاق النهائي مع طهران، فيما هذا الإتفاق النهائي نفسه، لا يزال غير واضح المعالِم أيضاً".
وقت
وعن الدّور القطري بين الأميركيين والإيرانيين، أشار الحوت الى أن "دور قطر كوسيط لا يزال محفوظاً. فهناك ثلاث جهات تلعب دور الوسيط في الملفات الأميركية، هي أوروبا وقطر وسلطنة عمان. وغالباً ما يكون دور سلطنة عمان بعيداً من الإعلام".
وأضاف:"الطرف القطري يتوسّط حالياً على خطّ العلاقات الأميركية مع الإيرانيين من جهة، ومع الأتراك من جهة أخرى. ولكن النّتائج تحتاج الى وقت، ولا تقتصر على زيارة لبلد من هنا أو لآخر من هناك، خصوصاً أن حَجْم عمق الخلاف الأميركي - الإيراني أصبح كبيراً جدّاً خلال عهد ترامب".
تركيا؟
وردّاً على سؤال حول الإحراج القطري من إمكانية أن يؤول أي تسليم أميركي بقُدرات نووية عسكرية تكتية لإيران، الى رغبة تركية بامتلاك قدرات نووية عسكرية تكتية أيضاً، أجاب الحوت:"لنّتفق أولاً على أنه لا يجب أن يكون مقبولاً امتلاك الكيان الصهيوني قدرات نووية، فيما يُمنَع امتلاكها على الأطراف الأخرى. ولذلك، من المُفتَرَض أن نذهب الى منطقة منزوعة القدرات النووية بالكامل، بما في ذلك داخل الكيان الصهيوني، وإلا نبقى أمام الخَلَل نفسه في التوازن".
وأوضح:"أي تطوّر باتّجاه امتلاك قدرات نووية تكتية، في أي دولة، يعني أنها تتّجه لامتلاك سلاح نووي استراتيجي، وصواريخ تحمل هذه القدرات. ولا تربط تركيا تطوّر إمكاناتها العسكرية بتطوُّر إمكانات دولة أخرى مثل إيران. فمسار تطوير القدرات العسكرية التركية مستقلّ، لكنّه يراعي الإتّفاقات الدولية حتى لا تستجلب أنقرة العداء الدولي لها".
وختم:"ما يضبط امتلاك تركيا السلاح النووي هو الإتفاقات الدولية، وليس الملف الإيراني".