بو عبود: المسؤول عن الإنهيار لا يمكنه إنقاذ البلد... والإنتخابات خط أحمر

علقت عضو المكتب السياسي في حزب الكتائبالمحامية جويل بو عبود على عودة مجلس الوزراء الى انعقاده بعد تعطيله من قبل الثنائي الشيعي. وقالت في حديث لتلفزيون لبنان: "من خبرتنا ومن المسار السياسي للمنظومة نعلم انهم يتحركون على وقع تطورات معينة، ولا ننكر ان هناك هماً معيشياً شكل ضغطاً من قبل بيئتهم ومن قبل اللبنانيين لذلك اضطروا الى العودة الى مجلس الوزراء ولكن هذه العودة مشروطة بالوقت وبجدول الاعمال وتبين انهم لن يقدموا الموازنة قبل نهاية هذا الشهر ".

ورأت ان "الموازنة هامة للانتخابات ولكن في الوضع الحالي على مجلس الوزراء ان ينعقد يومياً لان ملفات كثيرة بانتظار المعالجة وامس لاحظنا ذلك في موضوع الانترنت والاتصالات فلا ترف لاختيار المواضيع".

وعلى صعيد الانتخابات، والعظات المتكررة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي يحذر فيها من اي اطاحة بالاستحقاق، اشارت بو عبود الى ان "هناك قناعة في لبنان ان بعض الاحزاب والاطراف السياسية ليس لديهم المصلحة لخوض الانتخابات النيابية فسيحاولون بشتى الوسائل التقنية والامنية لتطييرها ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ كلنا لدينا واجب للتحذير بان الانتخابات هي خط أحمر ومن حق الشعب اللبناني تقرير مصيره فهذا الاستحقاق هام".

وتابعت: "هناك امور تقنية قد تشكل ثغرات انتخابية مثل فتح باب الترشيح من قبل وزير الداخلية فيما هيئة الاشراف على الانتخابات لم تتغير ولذلك فهي فعلياً ليست قائمة وهناك 4 اعضاء منها خارج لبنان كما ان الهيئة ليس لديها موازنة، وقد يكون ذلك منفذاً للطعن بالانتخابات".

وحول الدائرة 16 التي تنص على اقتراع 6 نواب، قالت بو عبود: "نحن سبق وقدمنا اقتراح قانون لالغاء هذه المادة وكنا من اوائل الرافضين لها لاننا نعتبر ان المغتربين المتحررين من القيود يمكن لهم ان ينتخبوا مثل اي مقيم".

وعن الرقم الكبير الذي سجل في الاغتراب، قالت بو عبود: "من غادر لبنان، معظمهم غادر مرغماً ومن المفترض ان يحاسب المسؤولين، وهو متحرر من القيود، فمن المتوقع ان ينتخب خياراً آخر مغايراً عما كنا نراه".

واوضحت ان "بعد ثورة 17 تشرين وانفجار المرفأ والممارسات التي اوصلت الشعب الى ما هو عليه، من غير الممكن ان يعود المسؤولون نفسهم". وانطلقت من احصاءات تؤكد ان "هناك نقمة من قبل جماعة التيار الوطني الحر على الممارسات السابقة وهم يحتاجون الى بديل" مشيرة الى ان "خطابنا ككتائب وكجبهة معارضة، هو بدلأً من التلهي ببعض فليكن هدفنا هذه المنظومة وهذا الخطاب الوحدوي سيبقى حتى آخر يوم من الانتخابات واليد ستكون مفتوحة للجميع للوصول الى وحدة فالبديل ان كان موحداً تأثيره سيكون كبيراً".

وسئلت عن عنوان محاربة الاحتلال الايراني في الانتخابات، فلفتت بو عبود الى اننا لا نعتمد هذه التسمية انما هناك "هيمنة ايرانية بواسطة حزب الله ونحن نتحدث عن مفهوم السيادة وبان تكون الدولة هي الوحيدة التي تبسط سلطتها على الحدود ولا يفرض سلاح غيرها، الى جانب الحياد لابعاد لبنان عن الصراعات التي تحصل في المنطقة".

ورداً على سؤال لم التشديد على ايران، اجابت: " لسوء الحظ، منذ فترة كنا نتحدث عن الهيمنة السورية  ولكن اليوم التركيز على الهيمنة الايرانية لان ايران تتدخل بلبنان بواسطة حزب الله الذي يؤدي الى عزل لبنان عن محيطه العربي والاجنبي".

وفي موضوع عدم التحالف مع القوات اللبنانية، قالت: "خلافنا مع القوات ليس ردة فعل او امر شخصي، انما نحن مع مقاطعة احزاب التسوية الرئاسية، كما أن حزب القوات سيتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي ما يعني ان النهج والتحالفات السابقة بقيت نفسها. اما نحن فبدأنا في نهج مغاير استراتيجي سياسي منذ 2016 حين دخلنا الى المعارضة وكي لا نعيد خطأ 14 آذار التي كان همها الوحيد السيادة، اخترنا ان  نطرح التغيير ايضاً. "

وعن التحالفات الإنتخابية قالت "نحاول توحيد اللوائح على الدوائر الانتخابية كافة ، وبالنسبة لأسماء المرشحين الكتائبيين فالمكتب السياسي الكتائبي هو من يُقرّر ويتبنّى الترشيحات وسنعلن عنها في المستقبل القريب، أمّا التحالف بين د. سليم الصايغ ونعمة افرام فلا يزال قائماً في دائرة كسروان جبيل ومع اقتراب موعد الانتخابات سنسمع الكثير من الإشاعات".

أمّا عن الكوتا النسائية فقالت بو عبود:" في داخل حزب الكتائب لدينا كوتا نسائية في المكتب السياسي، وفي قانون الإنتخابات البلدية الذي اقترحناه سابقاً وضعنا فيه نسبة 30% كوتا للنساء، وسبق ورشّحنا نساء كتائبيات الى الانتخابات النيابية ودعمنا صديقات أيضاً".

كما تطرق الحديث إلى الملفات الإقليمية، وقالت:" عندما نتطلّع الى ديناميكية الزيارات الاقليمية بين الدول العربية نرى أن هناك انفتاحا وبالمقابل تقدّم بالمفاوضات بين السعودية وايران، لكن هناك اليوم إطلاق لهجوم حوثي على الإمارات هذا يؤثر على هذه المفاوضات".

وأضافت:" الإيرانيون يقومون بحروب بالوكالة لتحسين موقعهم من التفاوض وتحصيل المكاسب وحزب الله جزء من هذه الحروب ما عاد بأضرار على لبنان، وعندما وضع الاتفاق النووي عام 2015 كانت هناك نقاط تتحدث عن الصواريخ البالستية والأذرع المسلّحة الايرانية في الشرق الوسط وهذه المواضيع غير مطروحة في مفاوضات فيينا، الأمر الذي يُشكّل هاجساً ومخاوف داخلية في لبنان".

وعن قدرة الحكومة أو المنظومة إحداث خرق في جدار الإنهيار تابعت بو عبود بالقول:" لست متفائلة بأن شيئاً ما قد يحدث قبيل الانتخابات النيابية حتى ولو وضعوا برنامج عمل، لأن المسؤولين عن الإنهيار ليس بمقدورهم إنقاذ البلاد منه، ولأنهم "يربحوننا جميلة" فسادهم ويخيّروننا بين السيء والأسوأ عندما يصنعون إنجازات وهمية بعد التعطيل".