المصدر: Kataeb.org
الاثنين 5 أيار 2025 00:41:02
بعد بابويته التي استمرّت 12 عامًا، ترك البابا الراحل فرنسيس العديد من التحديات لخليفته التي قد يجري انتخابه في 7 مايو/ أيار الحالي، من بينها التحديات المالية الكارثية للفاتيكان إلى الحروب المستعرة في قارات متعددة، والسخط بين التقليديين بشأن حملته الصارمة على القداس اللاتيني القديم.
وعندما يُنهي كرادلة "الكونكلاف" الإدلاء بأصواتهم تحت أسقف كنيسة سيستينا، يتعيّن على البابا الـ267 أن يُقرّر ما إذا كان سيُواصل سياسات فرنسيس، أو يُعدّلها، أو يتخلّى عنها تمامًا، وما إذا كان سيُعطي الأولوية للمهاجرين والبيئة وسياسات العدالة الاجتماعية التي دافع عنها فرانسيس، أم لقضايا أخرى.
ما هي بعض التحديات التي تُواجه البابا الجديد؟
وفقًا لوكالة أسوشييتد برس، أمام البابا الجديد تحديات اجتماعية ودينية متعدّدة منها:
1- دور المرأة
بذل البابا فرنسيس جهودًا أكبر لتعزيز دور النساء في المناصب القيادية في الفاتيكان مقارنة بأي بابا سبقه.
والمسألة ليست بسيطة. فالنساء الكاثوليكيات يقمن بمعظم أعمال الكنيسة في المدارس والمستشفيات، وعادةً ما يكنّ مسؤولات عن نقل الإيمان إلى الجيل التالي. لكنهنّ لطالما اشتكين من وضعهن الاجتماعي المتدني في مؤسسة تحصر الكهنوت بالرجال.
ولذلك، تُغادر الراهبات بأعداد كبيرة، إما بسبب الاستنزاف أو الاستقالة ببساطة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الطوائف الدينية النسائية.
ويقول الفاتيكان إنّ عدد الراهبات حول العالم يشهد تناقصًا حادًا بنحو 10 آلاف راهبة سنويًا منذ أكثر من عقد. وفي عام 2012، بلغ عدد الراهبات حول العالم 702529 راهبة.
وبالتالي، يتعيّن على البابا الجديد أن يُعالج توقّعات النساء ليس فقط فيما يتصل بمشاركة أكبر في إدارة الكنيسة، بل وأيضًا فيما يتّصل بحصولهن على اعتراف أكبر.
2- استقطاب التقدميّين والتقليديين
تفاقمت خلال حبرية فرنسيس، الانقسامات القديمة بين التقليديين والتقدميين في الكنيسة الكاثوليكية. وشدّد فرنسيس على الشمولية و"المجمعية"، أو الإنصات للمؤمنين، وشنّ حملة قمعية على التقليديين بتقييد احتفالهم بالقداس اللاتيني القديم.
وبينما قد لا يملك المحافظون أصواتًا كافية لانتخاب واحد منهم، سيتعيّن على البابا الجديد السعي لاستعادة الوحدة.
3- الاعتداء الجنسي من قبل رجال الدين
اتخذ البابا فرانسيس والبابا بنديكتوس السادس عشر خطوات لإنهاء عقود من الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها رجال دين والتستر عليها، وتغيير قوانين الكنيسة لمعاقبة المعتدين ورؤسائهم من رجال الدين الذين أخفوا أخطاءهم.
لكنّ ثقافة الإفلات من العقاب لا تزال سائدة، ولم تبدأ السلطات الكنسية إلا بالكاد في التعامل مع أشكال أخرى من الاعتداءات الروحية والنفسية التي ألحقت صدمةً بأجيال من المؤمنين.
وبعد 20 عامًا من اندلاع فضيحة الاعتداءات الجنسية لأول مرة في الولايات المتحدة، لا تزال الشفافية غائبة من الفاتيكان بشأن عمق المشكلة أو كيفية التعامل مع هذه الحالات.
ولا يتعيّن على البابا الجديد أن يتعامل فقط مع القضايا القائمة، بل أيضًا مع الغضب المستمر من جانب عامة الكاثوليك، والكشف المستمر عن فضائح في أجزاء أخرى من العالم.
4- التواصل مع مجتمع الميم
سعى البابا فرنسيس إلى طمأنة المثليين بأنّ الله يحبهم كما هم، وأنّ "المثلية الجنسية ليست جريمة"، وأن الجميع مرحب بهم في الكنيسة.
ولذلك على خليفته أن يُقرّر ما إذا كان سيتّبع هذا النهج التبشيري أم سيتراجع عنه. وهناك تأييد واسع للتراجع عنه.
وفي عام 2024، أصدر الأساقفة الأفارقة بيانًا معارضًا على مستوى القارة لقرار البابا فرنسيس الذي يسمح للكهنة بمباركة الأزواج من نفس الجنس، وتراجع الأساقفة من جميع أنحاء العالم الذين حضروا سينودسه حول مستقبل الكنيسة، عن الصياغة التي تقبل صراحةً مجتمع الميم.