بين الجميزة ومار مخايل.. شوارع بيروت تثبت: إرادة الحياة أقوى من الموت

بعد مرور أكثر من عامين على انفجار مرفأ بيروت، يحاول اللبنانيون الوقوف على أقدامهم مجددًا من أجل مستقبل أفضل يسوده الاستقرار والسلام. وبين الجميزة ومار مخايل تحديدًا، تتجول عدسة CNN في شوارع تشهد على آثار هذه الواقعة التي ستبقى محفورة في ذاكرة مواطنيها.

ويبقى السؤال الملح: كيف يتأقلم اللبنانيون مع الواقع رغم الأزمات التي مرّت بها البلاد؟

وكانت بداية جولتنا مع مطعم Le Chef، الذي افتتح أبوابه في عام 1967. وبعد أن كان يقدم جميع أصناف الطعام، لاحظ والد شربل فرانسوا باسيل أن زبائنه يميلون إلى الأطباق اليومية، التي تُذكرهم بأطباق أمهاتهم وجدّاتهم.

ولم يجذب الطعام حينها زواره المحليين فحسب، وإنما الأجانب منهم أيضًا. وأوضح شربل فرنسوا باسيل، وهو صاحب المطعم، أن الأجانب يبحثون عن طعام محلي بأسعار معقولة، بعيدًا عن المطاعم الفاخرة التي تزخر بها بلادهم.

ومن مطعم Le Chef، أكملت عدسة CNN جولتها لتستوقفها حكاية مطعم "صاج بيروت"، الذي وُلد من قلب أزمة جائحة فيروس كورونا. وبعد أن فقد موسى حمادة وظيفتة كمدير إداري في إحدى الشركات بسبب الوباء، قرر أن يفتتح مطعمه الخاص في بيروت، خلال 25 يومًا. ويقدم شطائر مصنوعة من خبز الصاج، الذي يُعتبر أحد الأطعمة الشهية والتقليدية الشهيرة في المطبخ العربي.

وأخيرًا، نختتم جولتنا بزيارة أحد المتاجر للمشروبات الكحولية، والذي يتخصص في أنواع الكحول النادرة جدًا. وبعد انفجار مرفأ بيروت، خسر المتجر حوالي 80٪ من بضاعته، التي تصل قيمتها إلى 90 ألف دولار، خلال 5 ثوانٍ فقط.

ولكن، كيف استطاع صاحبه أن يُكمل حياته؟ ويقول جوزيف دكاش: "بكل بساطة.. أنا لبناني.. في السابق، عندما كانت قذيفة تضرب منزلنا، كنا نستيقظ في الصباح التالي لإعادة بنائه مجددًا.. ونكمل حياتنا وكأن شيئًا لم يكن".