بين الذهب والفضة والبلاتين أين نتجه؟

في حين تتصدر مكاسب الذهب مشهد الأسواق هذا العام، تجاوزاً لنسبة 25 في المئة منذ بداية 2025، إلا أن الفضة والبلاتين يتحركان بخطى ثابتة نحو استعادة موقعهما في معادلة المعادن الثمينة.

الذهب أفضل ملاذ آمن

الذهب عزز مكانته كملاذ آمن مدعوماً بشراء متواصل من البنوك المركزية، وتدفقات إيجابية في صناديق المؤشرات، رغم التوقعات السابقة بخروج رؤوس الأموال من هذا السوق. ومع أن أسعاره بدت أكثر تقلباً على المدى القصير، إلا أن أداءه العام تخطّى الدولار، والفرنك، والين، وحتى السندات الأميركية.

لكن في الخلفية، تتحرّك الفضة بهدوء نحو مقاومات فنية لم تشهدها منذ سنوات. مدفوعة بطفرة في الطلب الصناعي — خصوصاً من قطاع الطاقة الشمسية الذي يستحوذ على نحو 40 في المئة من الاستخدام الصناعي للفضة — تتجه الأنظار نحو مستويات الـ38 و40 دولاراً، وفق توقعات J.P. Morgan وCiti. ومع التقلبات اليومية الكبيرة التي تميز الفضة، تظل محفوفة بالمخاطر، لكنها تحتفظ بجاذبية لا يمكن إنكارها. الاحتمال الأكبر أن الفضة باتت تتحرك على وقع "السرد الصناعي"، وليس فقط كمعدن مكمّل لحركة الذهب.

البلاتين، من جهته، يسجّل مكاسب بـ37% هذا العام، رغم كونه لا يزال يتداول بخصم تاريخي مقارنة بالذهب بنسبة تقارب 59 في المئة. مع تراجع إنتاج جنوب إفريقيا، وتزايد العجز في المعروض، يعود البلاتين إلى الواجهة، ليس فقط كعنصر في صناعة السيارات، بل كمكوّن أساسي في الاقتصاد الهيدروجيني وصناعة الزجاج والكيماويات. ووسط تصاعد الحديث عن انتقال الطاقة، يبقى البلاتين من المعادن التي يصعب استبدالها على المدى القريب.

ما الرابط بين هذه المعادن الثلاثة؟
الذهب اليوم يتحرك استراتيجياً — مرتبطاً بالبنوك المركزية، وتوجهات الدول، وتحركات رؤوس الأموال. الفضة مدفوعة بالثورة الصناعية الخضراء، والبلاتين يعيد بناء موقعه من خلال أزمات المعروض والتحوّلات التقنية. ومع تراجع ارتباط هذه المعادن بالدولار الأميركي، والابتعاد النسبي عن السياسات النقدية كالمحرّك الأساسي للأسعار، تظهر تركيبة جديدة من العوامل: الأمن الصناعي، التحوّط البيئي، والسيادة الاقتصادية.