تبريد داخلي على وقع غليان المنطقة

إنشغل لبنان الرسمي والسياسي بعد ظهر امس بالعدوان الاسرائيلي السافر على دولة قطر، بذريعة استهداف قيادات من حركة «حماس»، لا سيما الوفد المفاوض من اجل صفقة تبادل في غزة توقف الحرب، وتنهي العدوان الواسع والذي يهدف الى ابادة كل شيء في القطاع وتهجير السكان الاصليين.

وحضر الاعتداء في جلسة مجلس الوزراء بينما كان يدين اي المجلس القصف الذي طال جرود الهرمل، وتبلغ المجلس «بالاعتداء السافر الذي طال دولة قطر».
وحسب بيان وزير الاعلام، ادان الرئيس سلام خلال الجلسة الاعتداء باعتباره خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادة قطر، معلناً تضامنه مع دولة قطر قيادة وحكومة وشعباً.
واجرى الرئيس جوزف عون اتصالاً بأمير قطر، دان فيه الاعتداء الاسرائيلي، واعلن عن وقوف لبنان الذي يتعرض يومياً لاعتداءات اسرائيلية مدانة الى جانب دولة قطر وشعبها الشقيق، معتبراً ان هذا العدوان لم يستهدف قياديي «حماس» والسكان الآمنين في الدوحة، بل ايضاً المساعي والجهود التي تبذلها قطر لاحلال السلام في غزة.
ودان الرئيس بري العدوان الاسرائيلي على قطر، وقال: الاعتداء مدان بكل المقاييس، وهو انتهاك واضح ليس فقط لسيادة الدولة القطرية، بل لسيادة وامن المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، ودعا الى وقفة عربية جادة على مستوى القادة والشعوب والحكومات والبرلمانات.

وسط هذا الغليان الكبير في الشرق الاوسط، ينتظر لبنان مجيء الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان الى بيروت في اطار التشاور الدائم مع الحكومة اللبنانية حول المسائل ذات الاهتمام المشترك. وكذلك وصول موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، جان ايف لودريان، للعمل من اجل تنظيم مؤتمرين من اجل لبنان، في ما خص دعم الجيش اللبناني، ومؤتمر آخر لاعادة الاعمار.

أما محلياً، فقد قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان عودة زخم التشاور والتنسيق بين الرئاسات الثلاث من خلال اللقاءات التي عقدت بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ورئيس المجلس ورئيس الحكومة نواف سلام من جهة ثانية يعني ان الصفحة السابقة من التباينات على خلفية ملف تسليم السلاح قد ولت واعتبرت ان التركيز يجري على الإنتقال الى مرحلة دعم لبنان وإجراء إتصالات في هذا السياق، اما خطة الجيش فستنفذ وفق ما تضمنته من نقاط وستكون السلطة التنفيذية في مواكبة لها.

وأوضحت المصادر ان هناك مجموعة ملفات داخلية سيصار الى العمل عليها وفق جدول اعمال متفق عليه وسيتظهّر في مجلس الوزراء.

وفي اطار خطوات الانفراج الداخلي، تحدثت معلومات عن مساعٍ قائمة لاعادة ترتيب لقاء بين الرئيس سلام وحزب الله، بعدما عادت الحرارة بين الرئيس عون والحزب، وبات خط التواصل مفتوحاً.

وانتظم العمل الرسمي بلقاء بين الرئيسين بري وسلام، الذي وصف بأنه انهى ذيول الخلاف حول قرارات جلستي 5 و7 آب، فيما ينتظر المسؤولون زيارة الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان والموفد الفرنسي جان ايف لودريان، ولكل منهما مهمة خاصة، الاول مهمة مواكبة إجراءات ضبط الاستقرار في لبنان وتقديم العون، والثاني التحضير في زيارة ليوم واحد مع المستشارالاقتصادي للرئيس الفرنسي، لمؤتمر دعم لبنان، وسط معلومات عن عدم تحديد موعد للمؤتمر قبل انتهاء لبنان من الاصلاحات المالية لا سيما سد الفجوة المالية واصلاح القضاء.

وفي اطار تبريد الجو السياسي، افيد عن زيارة سيقوم بها وفد من حزب الله لرئيس الجمهورية لمواصلة الحوار عن قرب وبلا وسيط.