المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 25 كانون الثاني 2024 12:30:41
بدأ الخماسي سلسة لقاءات على الساحة اللبنانية بين سفرائه وبينهم والمسؤولين اللبنانيين، تُعنى بالملف الرئاسي. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه الحركة لا تعني ان الانتخاب سيحصل في القريب العاجل بل هي تؤسس لتحريك المياه الراكدة في المستنقع الرئاسي في الفترة المقبلة.
وفق المصادر، لم يلمس الدبلوماسيون الذين التقوا رئيس مجلس النواب نبيه بري في الايام الماضية، وآخرهما السفير السعودي وليد البخاري والسفير المصري علاء موسى، ما يدلّ على تبدّل في المعطيات اللبنانية ولا ما يشجّع على عودة قريبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، علما ان المعطيات تشير الى انه عائد في كل الاحوال.
فقد كرر بري، بحسب الاعلام المقرب منه، التمسك بالتوافق على اسم رئاسي، وذلك عن طريق الحوار بين اللبنانيين. اي ان الرجل، الذي في جيبه مفتاح مجلس النواب وبالتالي مفتاح جلسات الانتخاب، لا يزال متمسكا بشرطه المزمن للدعوة الى جلسة الانتخاب. وللتذكير، فإن هذا الشرط خلافي بامتياز، حيث ان القوى المعارضة، اي القوى غير المؤيدة لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ترفض تكريس "طاولة الحوار قبل الانتخاب" كعرف يسبق كل انتخاب، اذ ان الدستور لا ينص على ذلك، وليس من دور مجلس النواب "البصم" على اتفاقات تُبرم خارجه، بل دوره "انتخاب رئيس".
والجدير ذكره ايضا، ان الثنائي الشيعي وحلفاءه لا يزالون متمسكين بفرنجية مرشحا وحيدا، ولا يُظهرون حتى "الاستعداد" للتفاهم مع الفريق الآخر في البلاد، على اسم آخر، علما ان المعارضة تمد يدها منذ اشهر للاتفاق على مرشح وسطي. وقد اعلن عضو كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم أن "الاستحقاق الرئاسيّ ما زال في الأولوية"، مؤكدا في حديث تلفزيوني الثلثاء ان "مرشحنا الوحيد لرئاسة الجمهورية هو سليمان فرنجية إذ لم يُبحث بعد في التخلّي أو عدمه وإنّنا نختار وفق المعايير".
واذا كان اهم ركائز المبادرة الخماسية يتمثل في الحاجة الى رئيس لا يكون محسوبا على اي من الطرفين المتنازعين في البلاد، فإن تشدد بري الذي يعكس في الواقع، تشدد حزب الله ايضا في مقاربة الاستحقاق، قد يلعب دورا سلبيا في عودة "الخماسي" الى بيروت، اي انه قد يثبّط الاندفاعة الدولية المُستعجلة اليوم انجاز الانتخابات.
فوفق المصادر، العالم يريد ملء الشغور ومساعدة لبنان، غير انه لن يتمكن من ذلك من دون مساعدة وارادة لبنانيتين، يبدو انهما حتى الساعة غير متوافرتين.. فهل تكون اتصالات الخماسي اليوم، مجرد حلقة اضافية في سلسلة مساعيه لتحرير الرئاسة من قبضة الشغور، وماذا عن الثمن الذي تطلبه ايران مقابل تنازل الثنائي عن مرشحه؟