المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: شربل مخلوف
الأربعاء 30 تشرين الأول 2024 12:24:52
على وقع الضربات الاسرائيلية التي يتعرض لها عناصر حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية، تم إنتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما للحزب وذلك بعد مرور شهر على إغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله. وردا على ذلك، أطلقت اسرائيل تهديداتها باستهداف قاسم خصوصا من قبل وزير دفاعها يوآف غالانت الذي نشر على "اكس" صورة له، وكتب: "لقد بدأ العد التنازلي لموعده". فيما أعلن وزير طاقتها ايلي كوهين أن كل من يقف على رأس الحزب هدف للاغتيال.
فهل يعني انتخاب قاسم أن امام الحزب واللبنانيين حربا طويلة؟ هل يؤشر الى أن الحزب أعاد ترميم نفسه لمواجهة اسرائيل؟ ما مدى تأثير شخصيته على مجريات المعركة خصوصا بأن لديه علاقات واسعة مع الاطراف السياسية كافة بمن فيهم الأحزاب المعارضة وكان على تواصل دائم معهم؟ ما مدى صعوبة المهمة التي تتنظره خصوصا في ظل هذا الظرف؟
يقول العميد المتقاعد يعرب صخر لـ "المركزية" أن تعيين قاسم هو بمثابة ملء فراغ، اي في ظل غياب القيادات الرفيعة في حزب الله كنصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، وبالتالي إذا أراد الحزب أن يعين أمينا عاما اصيلا يصبح فورا مشروع إغتيال. مرت فترة تولى فيها الحرس الثوري الايراني الشؤون العسكرية والقتالية والسياسية للحزب، كونه مرتبط عقائديا بتوجيهات إيرانية دون تردد، لذلك تم وضع قاسم كواجهة معنوية لكي يثبت الحزب للعالم أن باستطاعته تعيين قيادات جديدة بدءا من دائرة صنع القرار مرورا بالقيادة الوسطى والسيطرة ووصولا إلى القيادة الميدانية.
ويضيف: " هذه رسالة نفسية معنوية دعائية يمارسها حزب الله على البيئة الحاضنة ليقول لهم أنه يستطيع إستعادة المبادرة والتوازن نوعا ما ، ولكن هذا كله يثبت بأن قاسم لا يستطيع أن يحل محل الأصيل لأنه يرتدي العمامة البيضاء وليس السوداء، فالعمامة السوداء تعد شيئا أساسيا داخل قيادة حزب الله واهل البيت، بالتالي من يرتديها يكون معترفا به من قبل قيادات الحرس الثوري الايراني وذلك بسبب توليهم المسؤولية والقرار داخل ايران وحزب الله، اما الذي يرتدي العمامات البيضاء فليس لديه أي تأثير على القرار الايراني، مثال على ذلك رفسنجاني الذي كان رئيسا لمصلحة التشخيص في ايران حيث كانت اهم وظيفة ولكن لم يستطع أن يقرر شيئا بوجود الخامنئي والولي الفقية والحرس الثوري ".
وردا على سؤال، يشير إلى أن تعيين قاسم هو واجهة شكلية لكي يثبت حزب الله للعالم بأن الامور تحت السيطرة، لافتا إلى أن اللبنانيين باتوا يدركون ويسمعون ويرون بأن الامور ليست على ما يرام داخل قيادة حزب الله التنظيمية لأنها تفككت على المستويات كافة، فاسرائيل قبل أن تنقل المعركة من غزة الى لبنان اغتالت حوالي 500 قيادي ميداني".
ويلفت إلى أن عندما نقلت اسرائيل ثقل المعركة إلى لبنان قامت أولا بتفجير أجهزة البيجرز التي يستخدمها القياديون والعناصر في حزب الله، فالهدف من هذا العمل هو القضاء على سلاح الاشارة والاتصال ومنعهم من التواصل بين بعضهم البعض، مشيرا إلى أن هذا الامر شكل ضربة قاضية للحزب ومن بعدها لاحقها العديد من الضربات عبر استهداف الضاحية الجنوبية التي تمثل القرار السياسي والمعنوي للحزب".
ويضيف:" اسرائيل لم تكتف بضرب مقرات الحزب العسكرية والقيادية بل قامت أيضا بضرب المصالح الاقتصادية في بعلبك والنبطية والصور لانها تعتبر مصدر عيش ورزق لبيئة الممانعة، لذلك اسرائيل انتقلت الى المرحلة الاخطر وهي ضرب البنية الاقتصادية والتمويلية والتشغيلية واللوجستية التي يعتاش منها الحزب خصوصا أن لبنان تحت الحصار".
ويختم: "كل الدعم الذي كان يتلقاه حزب الله من عسكري وتمويني ولوجسيتي بدأ ينقطع شيئا فشيئا عبر ضرب المعابر بين لبنان وسوريا، فيما معبر العبودية هناك احتمالية بان يتعرض للقصف ولكن حتى هذه اللحظة محيد لأن ليس لحزب الله أي نفوذ عليه، بالتالي قد يبقى بعض من يتعاون مع الحزب، فاذا استشعرت اسرائيل بذلك ستقوم بقصف آخر معبر، والهدف، قطع كافة أنواع الدعم عن حزب الله لأنه يحارب ما تبقى من مسيرات وصواريخ وذخائر حيث لا يمكنه تعويض ما خسره، أما اسرائيل فتضرب بكل قوتها لانها تحصل على الدعم العسكري، تقوم بالقضاء عليه على عدة مراحل فهي تملك قاعدة البيانات عن قياديه وعناصره وتصطادهم. "