تفاصيل مأساوية عن حادث فيلم "راست"

كشف مخرج فيلم "راست"، جويل سوزا، تفاصيل جديدة عن كيفية وقوع الحادث الذي أودى بحياة مديرة التصوير هالينا هاتشينز، إثر رصاصات أطلقها الممثل الأميركي أليك بالدوين، خلال تصوير أحد المشاهد.

وأثار مصرع مديرة التصوير، وإصابة سوزا نفسه، ردود أفعال عدة، وتساؤلات عن كيفية وقوع هذا الحادث المأساوي بالخطأ.

وكانت هاتشينز، 42 عاماً، نقلت في مروحية إلى مستشفى قريب بعد إصابتها بالرصاص، حيث ما لبث الأطباء أن أعلنوا وفاتها، أما المخرج سوزا، 48 عاما، فأُدخل المستشفى، حيث عولج لساعات قبل خروجه.

والاثنين، أصدر سوزا بيانا مكتوبا كشف خلاله ما جرى بالتفصيل، حيث قال إن بالدوين كان يتدرب على مشهد يصوب فيه مسدسًا نحو عدسة الكاميرا، عندما انطلقت الرصاصات، مما أسفر عن مقتل هاتشينز.

وأوضح سوزا أنه سمع ما "بدا وكأنه فرقعة سوط صاخبة"، وشاهد مديرة التصوير تمسك بصدرها وتتعثر إلى الوراء، ثم لاحظ أنه هو نفسه كان ينزف من كتفه الأيمن.

وكشف المخرج أن كاميرات التصوير لم تكن دائرة في ذلك الوقت، وأن بالدوين كان جالسًا على مقعد خشبي خاص بكنيسة، يتدرب على المشهد الذي يسحب خلاله مسدسا من جرابه، بينما كان هو وهاتشينز يفحصان زاوية الكاميرا.

وأكد سوزا في شهادته خلال التحقيق أن بالدوين أُخبر، قبل لحظات من الحادث، أنه كان يحمل "مسدسا باردا" (غير محشو بطلقات قاتلة".
وحسب المخرج، فحصت خبيرة الأسلحة، هانا غوتيريز ريد، الأسلحة المستخدمة بالتصوير، بينما تولى مساعد المخرج، ديف هالز، عملية إعادة الفحص.

وقالت الشرطة إن هالز تحديدا هو من سلم المسدس لبالدوين قبل التصوير، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وترسم الشهادات التي سجلت، مساء الأحد، صورة تبدو قاتمة لأجواء تنفيذ مشاهد الفيلم، التي كانت تجري في ولاية نيو مكسيكو، حيث غادر 5 من أفراد الطاقم موقع التصوير قبل ساعات فقط من حادثة إطلاق النار، بسبب عدم رضائهم عن أجور وشروط العمل.

وكان مساعد المخرج هالز محل تحقيق سابق بعد شكوى خلال تصوير أحد الأفلام، حيث أشارت ماغي غول، وهي خبيرة أسلحة نارية، أنها أثارت مخاوف بشأن "سلوكه" مع منتجين تنفيذيين خلال تصوير سلسلة تلفزيونية عام 2019.

ولم توضح "الغارديان" طبيعة سلوك مساعد المخرج المثير للمخاوف، لكن غول مع ذلك تعتقد أن مقتل مديرة تصوير "راست" لا يتعلق بديف هالز، وتقول "إنه ليس خطأ شخص واحد بأي حال من الأحوال"، مضيفة أن هناك مشكلات أكبر تتعلق بعمل طواقم، ومعايير السلام في مواقع التصوير، يجب معالجتها.

وبعد 5 أيام من الحادث، لا يزال سبب احتواء مسدس بالدوين على طلقات حية غير محدد، بينما قال موقع "TMZ" الهوليوودي، نقلاً عن مصادر لم يسمها، إن أفراد الطاقم كانوا يستخدمون السلاح لإطلاق النار بشكل ترفيهي أثناء فترات الراحة. كما زعم أنه كان يتم تخزين الطلقات الحية والفارغة في المكان ذاته.

ولم يعلق مكتب مأمور مقاطعة "سانتا في" على تلك التقارير بعد، لكن المكتب تحفظ على جميع الأدلة ذات الصلة بالحادث بما في ذلك المسدس الذي أطلقت منه الرصاصات، وبطاقات ذاكرة الكاميرا، وشظايا عظمية، بالإضافة إلى السماع لشهادات الممثلين وطاقم العمل.

وفي إفادة خطية، اعتبر أحد مشغلي الكاميرات بالفيلم، يدعى ريد راسل، إلى أن بالدوين ليس المسؤول عن الحادث، ووصف النجم الشهير بأنه "شديد الحذر"، وأشار إلى أن بالدوين سبق أن تأكد، في مناسبة سابقة، من عدم وجود طفل بالقرب منه حين كان يقوم بإفراع مسدس.
وكشف راسل أن رحيل عدد من العاملين احتجاجا خلال التصوير ألقى عليه بمهام عمل إضافية، وأوضح أنه غادر منطقة التصوير لمدة 5 دقائق، ولا يعرف ما إذا كان قد تم فحص المسدس قبل وصوله إلى يد بالدوين.

وأخبر راسل المحققين أنه بعد إطلاق الرصاصات شاهد المخرج سوزا ملطخا بالدماء بينما كانت هاتشينز لا تزال حية، وسمعها تتكلم، حيث قالت إنها "لا تشعر بساقيها".

وكان بالدوين قال، بعيد الحادث، إن "مفجوع"، وكتب أنه "لا يجد كلاما للتعبير عن ذهوله وحزنه بعد الحادثة المأسوية".

كما أكد أنه "يتعاون بالكامل مع تحقيق الشرطة بشأن الطريقة التي حصلت فيها هذه المأساة".