المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لورا يمين
الأربعاء 16 تشرين الأول 2024 13:37:48
دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس، إلى وقف العدوان على لبنان ووقف حرب الإبادة على غزة، وقال إن المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة.
ففي كلمة أمام مجلس الشورى، أكد أن الدمار "لن يجدي مع الشعب الفلسطيني الصامد المتمسك بحقوقه المشروعة". وأوضح أنه "لن يكون أمام إسرائيل بعد كل هذا القتل والتدمير سوى الانصياع لحل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة"، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تظل في مقدمة أولويات دولة قطر.
وأشار الشيخ تميم إلى أن قطر، التي نجحت في التوصل إلى هدنة تم تنفيذها في تشرين الثاني 2023، تتمسك بمطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي على المجتمع الفلسطيني. وأضاف "نتبع نهج الحوار والدبلوماسية الوقائية وندعم الحلول السياسية التوافقية وتسوية النزاعات بالطرق السلمية". وقال الشيخ تميم إن قطر تضطلع "بالوساطة، حين يكون ذلك ممكناً، وهو ما يتطلب المرونة اللازمة لأداء هذا الدور". واعتبر أمير قطر أن "إسرائيل اختارت عن قصد أن توسع العدوان بتنفيذ مخططات معدة سلفاً في مواقع أخرى، مثل الضفة الغربية، ولبنان". وأوضح أن الدوحة حذرت من التصعيد في لبنان والعدوان الإسرائيلي عليه ومن عواقبه على المنطقة، ودعا إلى وقف العدوان على لبنان وتنفيذ القرارات الدولية بما في ذلك القرار 1701. وأكد الشيخ تميم بن حمد أن المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة.
هذه المواقف التي تشبه مواقف مماثلة صدرت عن الرياض في الايام القليلة الماضية، تؤكد ان ثمة اجماعا خليجيا على ان اي حل للقضية الفلسطينية لن يكون ممكنا الا عبر خيار "الدولتين". اما محاولة اسرائيل القضاء على هذا الطرح وفرض حلول اخرى بالقوة، من خلال التهجير والتدمير، فلن تنفع. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن قطر التي تعمل منذ 7 تشرين 2023 على التوصل الى وقف للقتال، باتت تدرك على ما يبدو، ان مخطط تل ابيب حكومتها المتشددة الخفي، هو التخلّص من حل الدولتين.
فرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، اغتنم عملية "طوفان الاقصى"، من اجل الاجهاز على فكرة الدولتين وقلب الطاولة على هذا الحل. لكن وفق المصادر، وانطلاقا من كل مواقف العواصم الكبرى، الغربية منها والعربية والخليجية، فإن هذا السلوك المتهوّر لن يؤدي فقط الى صب النار على زيت المواجهات القائمة منذ 7 تشرين، بل سيتهدد اتفاقات ابراهام وكل اتفاقات السلام المبرمة بين اسرائيل والعرب وسيعيد الصراع الى المربع الاول.. فهل تل ابيب قادرة على الصمود في وجه ردة الفعل هذه؟ وهل يمكن ان تتم الاطاحة بحكومة نتنياهو قبل ان يفجّر المشهد الاقليمي برمّته؟