المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: شربل مخلوف
الاثنين 14 تشرين الأول 2024 14:07:02
ليس اقحام اللبنانيين في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل شأنا جديدا عليهم. فمنذ تنامي قوة وقدرات حزب الله وانقباض الدولة وترهلها لمصلحة سطوة الحزب على المؤسسات والقرار، بات رأي اكثر من نصف الشعب لا سيما المعارض وحتى نصف السلطة السياسية من دون قيمة، خصوصا ان المنظومة الحاكمة راضخة تماما لما يريد الحزب ، او بالأحرى ما تريده راعيته الاقليمية ايران، ولو انها تخلت عنه بالفعل، وتبيعه كلاما ومواقف لا تشفع في ابعاد كأس القتل والدمار الذي تسببت به حرب المساندة في لبنان، فاستجلب الويلات والاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا.
رفض نصف اللبنانيين حرب مساندة غزة عبّر عنه سياسيو المعارضة من مختلف الاطياف كما الاعلام الحر، رافعا الصوت ضد تحوّل لبنان الى غزة ثانية، ليس منذ اليوم انما من سنوات، في ظل مواجهة عدو شرس لا مكان للرحمة ولا للقانون في قاموسه، يغتال ويقتل الابرياء والمسعفين والإعلاميين ، ومطالبا الحزب بعدم جر لبنان الى المصير الاسود، الا أن الحزب الماضي في حربه بإيعاز ايراني، لا يستسيغ الرأي الاخر و يحاول قمعه وتخوينه على غرار ما اعتاد وفعل دوما.
منذ ايام اطل المسؤول الإعلامي في الحزب على اللبنانيين ليؤنب وسائل الإعلام بأنها تقوم بنقل الخبر الإسرائيلي دون تدقيق، وتصدق الرواية الإسرائيلية دون تمحيص مهني، وتتبنى قراءته وسرديته عن الوقائع الميدانية، مضيفا: " إن الحكومة مع الأسف لا تتحرك ولا وزارة الإعلام ولا المجلس الوطني للإعلام، والذريعة دائمًا هي حرية الإعلام". ومع إنتهاء مؤتمره قام الجيش السيبراني المقاوم باختراق موقع حزب الكتائب اللبنانية الالكتروني مرتين خلال 48 ساعة، معتبرا انه من ضمن المواقع الالكترونية الحكومية والصناعية الداعمة لإسرائيل. ولم يقتصر الامر فقط على الاختراق، بل وجه رسالة عنوانها في المرة الاولى "الأرض ثم السياسة" وفي الثانية "اسرائيل كيان موقت /اسرائيل شر مطلق".
عن الاختراقات ومحاولة كم افواه صاحب كل رأي حر يقول المحامي مجد حرب عبر "المركزية" على رغم امتلاك حزب الله أقوى ترسانة أسلحة ، فإن الفريق المعارض المؤمن ببناء الدولة يملك سلاح الكلمة والإعلام الحر. بالنسبة للحزب هذا السلاح يؤذيه أكثر من اي سلاح أخر،لأنه يعلن الحقيقة ويفضح الارتكابات ومحاولات الهيمنة على الدولة وصولا الى القضاء ويضيء على مخالفاته القانونية والدستورية ".
ويضيف: " الاعلام يفضح ممارساته كلها، بدءا بمحاولة إغتيال النائب مروان حمادة مرورا بمحاولة إغتيال الإعلامية مي شدياق وصولا إلى إغتيال الصحافيين جبران تويني وسمير قصير و لقمان سليم ،حيث كان يلعب دورا كبيرا في عالم الصحافة عبر نشره أفكارا معارضة لسياسة حزب الله وبالتالي هذا الأمر ليس بجديد من قبل الحزب فهو يعتمد هذا الاسلوب كلما شعر بالضيق".
وعن قدرة حزب الله الحالية في القمع، يشير إلى أنه عندما كان في أوج قوته لم يستطع اسكات الإعلاميين والصحافيين او إخافتهم، والآن لن يستطيع . واجب الاعلام أن يستمر برفع الصوت. ويضيف الخطيئة اليوم هي في إستخدام بعض القضاة لترهيب أصحاب الرأي الحر، مشددا على أن هذا الموضوع ليس مقبولا وسنقاومه، لان أصحاب هذا الرأي يجب ان يستمروا بقول الحقيقة.
عن دور الاجهزة الأمنية في حماية الصحافيين والإعلاميين من التهديدات التي يتعرضون لها، يأسف أن هذه الاجهزة لا تقوم بملاحقة الاشخاص الذين يطلقون التهديدات بحق اصحاب الرأي الحر، بل تلاحق الاعلاميين والمثال على ذلك استدعاء الصحافية مريم مجدولين والقاضي بيتر جرمانوس وغيرهم، لافتا إلى أن هذا الأسلوب إعتمده حزب الله تاريخيا بحق أصحاب الرأي والفكر التي تناهض سياساته.
ويختم: " ما يميز لبنان عن سائر بلدان المنطقة هو أنه يتمتع بحرية الرأي والتعبير والديمقراطية نوعا ما على الرغم من الترهيب الحاصل، فلبنان بعد تحريره من الاحتلال السوري أصبح بلدا ديمقراطيا وبدأ أصحاب الرأي الحر يظهرون، لذلك نشاهد هذه الممارسات كما إبان الوصاية السورية بالتالي هذا الموضوع لن نسكت عليه أبدا و سنقوم بحماية أصحاب الرأي الحر ".