تواصل تركي-أميركي: حماية الأكراد مقابل مقاتلات؟

طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي، برفع العقوبات عن سوريا، واتخاذ خطوات في "مكافحة الإرهاب" انطلاقاً من أخذ مصالح تركيا في عين الاعتبار، وحسم مسألتي شراء أنقرة مقاتلات F-16  وعودتها إلى برنامج تصنيع مقاتلات F-35، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية. وأوضحت الرئاسة التركية أن أردوغان وترامب تناولا خلال الاتصال، العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا إقليمية ودولية، مشيرة إلى أن الرئيس التركي أعرب عن "ثقته الكاملة في أن التعاون بين البلدين سيمضي قُدماً في المرحلة الجديدة بصدق وتضامن". واعتبر أردوغان أن التطورات الإقليمية والدولية تُحتّم ضرورة زيادة المشاورات بين تركيا والولايات المتحدة حول كافة القضايا. وذكر أردوغان أن أنقرة تنتظر من واشنطن في المرحلة الجديدة اتخاذ خطوات في "مكافحة الإرهاب" انطلاقاً من أخذ مصالح تركيا في عين الاعتبار، بحسب البيان.

على وقع هذا الاتصال، كانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا، تعلن مقتل تسعة أشخاص مدنيين وجريحين "كحصيلة أولية للمجرزة التركية جنوبي كوباني" أو عين العرب. وقالت "قسد" عبر تلغرام فجر الاثنين، إن "طائرة للاحتلال التركي قصفت خلال ساعات متأخرة من ليل أمس الأحد عائلة تعمل في الزراعة جنوبي كوباني"، مشيرة إلى أن "عدد الشهداء المدنيين الذين استشهدوا خلال القصف الجوي التركي على المنطقة الواقعة بين قرية قومجي وبرخ بوتان جنوبي كوباني ارتفع إلى تسعة شهداء من عائلة واحدة إضافة إلى جريحين اثنين من العائلة نفسها".

تُعتبر مسألة الأكراد نقطة خلافية اساسية بين واشنطن وانقرة. فقسد حليفة للاولى بينما تعتبر منظمة إرهابية في نظر الثانية. هذا الملف عقد العلاقات التركية الأميركية منذ سنوات ولا يزال، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وقد اضيف الى قرب تركيا من موسكو وطهران في منصة استانا التي كانت تتابع الوضع السوري ابان الحقبة السابقة. التوتر في العلاقات حال دون اي تفاهمات وازنة وعطل صفقات تجارية وعسكرية بين الدولتين. لكن اليوم، مع ارساء ترامب نهج جديد في المنطقة، وانهائه النفوذ الإيراني فيها وانفتاحه على الكرملين لحل قضايا إقليمية ودولية عالقة، تعتبر المصادر ان الفرصة باتت متاحة لاعادة النظر في تباينات الفترة السابقة بين واشنطن وانقرة. ووفق المصادر، من غير المستبعد ان يستخدم ترامب سلاح المقايضة والبيع والشراء مع تركيا، بحيث يطلب منها احترام الاكراد ووجودهم وحقوقهم ووقف مهاجمتهم عسكريا، مقابل حصول انقرة على المقاتلات الحربية التي تطلبها، خاصة ان قسد بدأت تندمج في الصيغة السورية الجديدة..