توقعات إيرانية بردّ على اغتيال الطبطبائي: "حزب الله" في أخطر مرحلة من تاريخه

علّق  الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران علي لاريجاني بلهجة حادة على اغتيال الرجل الثاني في "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي، قائلاً إن "نتنياهو سيواصل مغامراته حتى يدرك الجميع أن لا خيار آخر سوى المواجهة مع هذا النظام الزائف". ويُعتبر هذا التصريح الحاد من لاريجاني، الذي يُعدّ سياسياً معتدلاً في إيران، إشارة واضحة إلى أن طهران لن تترك اغتيال "أبو علي" بدون رد. 

ويُشير الناشط السياسي والإعلامي كيوان ساعدي إلى أن استهداف الطبطبائي يعكس وزن "وحدة الرضوان"  وقوتها التي تخشاها إسرائيل أكثر من أي قدرة عملياتية أخرى لدى الحزب، مضيفاً: "لا يترك حزب الله مثل هذه الهجمات من دون رد عادةً، ويجب توقع مرحلة جديدة من المواجهة بين حزب الله وإسرائيل".

كذلك عبّر بعض الداعمين الإيرانيين لـ"حزب الله" في الفضاء الافتراضي عن مخاوفهم من أن يصبح استهداف قادة الحزب أمراً عادياً لدى السياسيين في طهران، ما قد يؤدي إلى استهداف طهران نفسها مرة أخرى، وطالبوا بشكل غير مباشر بردّ شديد من إيران و"حزب الله"  على الهجوم الأخير في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكتب الصحافي والخبير في شؤون إسرائيل أحمد زيد آبادي: "يبدو أن حزب الله اللبناني مصمّم على عدم نزع سلاحه شمال نهر الليطاني، مع محاولة إعادة بناء قدراته في الوقت نفسه. أما حكومة نتنياهو، فهي مصمّمة على منع الحزب من ذلك بأي وسيلة، بما في ذلك اغتيال قادته، لإجباره على إلقاء سلاحه في كل أنحاء الأراضي اللبنانية. وبهذا الحساب، يبدو أن المواجهة بين الطرفين قد دخلت مرحلتها النهائية. وفي هذا السياق، يُعدّ موقف الحكومة اللبنانية حاسماً. لكن الحكومة اللبنانية الحالية، خلافاً لسابقاتها، تصرّ على نزع سلاح حزب الله، رغم إدانتها هجمات إسرائيل".

وأضاف زيد آبادي: " حزب الله دخل أخطر مرحلة في تاريخه. وللمرة الأولى، يكون هناك اصطفاف إقليمي ولبناني داخلي ضد سلاحه، وهذا الأمر، وسط أشد الضربات الإسرائيلية، يخلق معادلة جديدة تماماً. المسألة أن حزب الله، للحفاظ على سلاحه في هذه المرحلة، مضطرّ  لخوض مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، في الوقت الذي فقد فيه العديد من كبار قادته السياسيين والعسكريين".
خيارات حزب الله: التصعيد أم الاستسلام؟ 

هل سيدخل "حزب الله"، بعد اغتيال قائده البارز هيثم علي الطبطبائي، في حرب مع إسرائيل أم يرضى باستمرار هذه الحرب الأحادية الجانب والمنخفضة الشدة التي تستهدف قواته؟ أم سيقبل باتفاق وقف إطلاق نار جديد لنزع السلاح؟ كل هذه الخيارات مكلفة جداً بالنسبة إليه. 

في المقابل أعرب معارضو النظام في الفضاء الافتراضي عن سعادتهم باغتيال الطبطبائي.

وربط بعضهم تغيب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي عن الليلة الثالثة من مراسم الذكرى السنوية لوفاة السيدة فاطمة الزهراء  في مكتبه، بالاغتيال.

الطبطبائي: هدف دائم للاغتيال الإسرائيلي 

وُلد الطبطبائي عام 1968 في بيروت، من أب إيراني وأم لبنانية، ونشأ في جنوب لبنان، وانضم إلى "حزب الله" في شبابه. وعند ظهور "داعش" في سوريا وتدخّل "حزب الله" لمساعدة الحكومة السورية، حصل على صلاحيات خاصة وأصبح مسؤولاً عن بناء البنية التحتية العسكرية لـ"حزب الله" في الجولان. 

في كانون الثاني/يناير 2015، كان الهدف الرئيسي لضربة جوية إسرائيلية في منطقة القنيطرة، لكنه نجا. وفي تلك الضربة، قتل ضابط إيراني كبير والقيادي جهاد مغنية.

وعام 2016، أُرسل إلى اليمن بمهمة عسكرية مع حركة "أنصار الله"(الحوثية). ويقول البعض إن "حزب الله" أراد إبعاده عن المنطقة لتجنّب اغتيال آخر. وقد عمل في اليمن، بالتنسيق مع "فيلق القدس" ضمن وحدة 3800 التابعة لـ"حزب الله" المسؤولة عن تدريب القوات خارج الحدود، على تدريب المتخصصين العسكريين اليمنيين. 

وفي العام نفسه، أُدرج في قائمة الإرهابيين العالميين لوزارة الخزانة الأميركية. وعام 2018، حدّدت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يكشف عن مكانه. 

وفي كانون الثاني/ديسمبر 2022، انتشرت شائعات عن مقتله في ضربة للتحالف العربي في صنعاء، لكنها كانت كاذبة. وبعد انتهاء مهمته في اليمن، عاد إلى لبنان.

كذلك لعب دوراً رئيسياً في دعم "حزب الله" لحركة "حماس" في فلسطين وقطاع غزة، حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل العام الماضي، حيث تولّى قيادة العمليات العسكرية للحزب.