توقيف أخطر تاجر مخدرات عراقيّ في بيروت

تمكنت عناصر قوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض على أحد أكبر تجار المخدرات في العراق، المطلوب للإنتربول والمُلاحق بجرم تهريب مادة "كريستال ميث" القاتلة من وإلى لبنان، وذلك بعد التأكد من دخوله إلى الأراضي اللبنانيّة بهدف الترويج للمخدرات وتوسيع نطاق عمله.

في الرابع عشر من آب الماضي، دخل تاجر المخدرات العراقي، دانا علي حمدامين (37 عامًا) الأراضي اللبنانيّة، وانتقل من مطار رفيق الحريري الدوليّ إلى فندق في منطقة الحمراء، بيروت. وبعد أيامٍ، تواصل مكتب المخدرات في العراق، مع مكتب مكافحة المخدرات المركزي في لبنان، طالبًا منه إلقاء القبض عليه وتسليمه للعراق لمعاقبته.

أخطر تجار المخدرات!
يُعرف دانا علي حمدامين بأنه من أكبر وأخطر تجار المخدرات في العراق، وهو متهم بتهريب المواد المخدرة من نوع "كريستال ميث"، بكميات كبيرة عن طريق الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة باتجاه العراق. وبعد إدخال المواد المخدرة بطرق خفية، يتواصل مع عشرات تجار المخدرات في العراق الذين يعملون معه في نشر المواد المخدرة، إذ يتوزعون في مختلف المحافظات العراقيّة، خصوصًا بغداد والموصل، وتبدأ عملية الترويج بين الشباب.

تعتبر مادة "كريستال ميث" من أخطر المواد المخدرة، وتسمى أيضًا بالـ(الأيس، الشبو، الثلج، الأمفيتامين..)، وهي مادة تنتشر بين فئة الشباب، وتسبب الإدمان. ومُنعت في كثير من البلدان لأنها تساهم في انتشار الجرائم، كما أنها استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية لأنها تعزز النشاط وتقلل ساعات النوم، لكن الإدمان عليها يسبب الكثير من الامراض العصبية والاكتئاب والقلق، والأوهام وحالات من الهيستيريا فينفصل فيها المدمن عن الواقع، وتسبب الموت الفجائي.

اتهم أمين باستيراد 55 كيلوغراما من مادة الكريستال ميث من الخارج وإدخالها إلى العراق لتوزيعها وبيعها والترويج لها، وأدخل هذه المواد وتهريبها بطرق حديثة. وصدرت 4 مذكرات توقيف بحقه في العام 2019، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، لتسببه بنشر هذه المواد في مختلف محافظات العراق بشكل كبير، كما أنه ساهم بتنشيط الترويج للمخدرات بين التجار في العراق، لذلك صدرت مذكرة توقيف دولية بحقه وعممت عبر الإنتربول الدوليّ لإلقاء القبض عليه ومحاكمته وسجنه.

توسيع شبكة الترويج
والمتهم حضر إلى لبنان لمنافع شخصيّة، بهدف التعرف على تجار المخدرات المتوزعين على الأراضي اللبنانيّة والتعاون معهم على تهريب المخدرات والترويج لها. وفي غرفته داخل الفندق ضبطت قوى الأمن الداخلي أجهزة خلوية ومجموعة من الأرقام الأجنبية، وأجهزة للتبصيم، وعلى هواتفه مجموعة من الرسائل النصية باللغة الكردية والإيرانية، التي يتشاور فيها مع التجار للاتفاق على مواعيد تسلّم وتسليم المواد المخدرة وطرق إدخالها للعراق لتوزيعها على التجار. ووفقًا لمصادر أمنية لـ"المدن" فإن الموقوف كان يعمل على تجهيز سيارة بخزان إضافي بطريقة خفية ليتمكن من تمرير المواد المخدرة بداخله، ونقلها باتجاه الحدود اللبنانية السوريّة، أي أن زيارته للأراضي اللبنانية تهدف إلى تشكيل شبكة طويلة لاستيراد المخدرات وبيعها تشمل إيران والعراق ولبنان وصولًا لسوريا. وفي إحدى الرسائل النصية على تطبيق "واتس أب"، قام بتصوير بصمات يديه، وذلك لتأمين جواز سفر مزور باسم وهميّ، ليتمكن من الدخول للعراق مرة أخرى ومتابعة عمله عن قُرب.

وخلال التحقيقات، نفى المتهم كل التهم المنسوبة إليه في العراق، مدعياً أنه زار لبنان للاستجمام، علمًا أن زيارته تزامنت مع بدء العدوان الإسرائيليّ على لبنان، وأكد أنه يسعى للحصول على جنسية ثانية لذلك يحتفظ بماكينة مخصصة لبصمة اليد، في حين أنه كان يعد لخطة هدفها توسيع رقعة استيراد المواد المخدرة القاتلة، ونشرها في مجموعة من الدول، ومن ضمنها لبنان تسهيلًا لتمريرها إلى سوريا عبر الحدود.