المصدر: الأخبار
الاثنين 11 كانون الثاني 2021 06:50:34
كما في غيرها من المناطق، بلغت القدرة الاستيعابية للمستشفيات في جبيل وكسروان طاقتها القصوى، بعدما «فوّلت» بالمصابين بفيروس كورونا، فيما أُنهكت أطقمها الطبية والتمريضية، ما ينذر بكارثة صحية ربما تكون أسوأ من تلك التي حلّت بايطاليا.
أكثر من 20 إصابة تتم متابعتها في مستشفى سيّدة المعونات الجامعي في جبيل، «ولم يعد في استطاعتنا استيعاب المزيد»، بحسب الاختصاصي في الأمراض الرئوية والعناية الفائقة ومدير قسم الكورونا في المستشفى بيار إدّه، مشيراً إلى أن «المشكلة ليست في عدم توفر أجهزة التنفس، وإنما في النقص في أعداد الطاقم الطبي والتمريضي». رغم ذلك، «لا نوفّر جهداً لعلاج المصابين رغم الأعداد الهائلة التي تسجّل يومياً»، إذ يعمد الأطباء والممرضون في المستشفى الى تزويد المريض بالأوكسيجين وإجراء بعض الفحوصات الممكنة له، وهو داخل سيارته في موقف السيارات التابع للمستشفى!
إدّه أوضح لـ«الأخبار» المراحل التي يمر بها مريض كورونا الذي يعاني ضيقاً في التنفس، شارحاً أن «تأثير كورونا على الجهاز التنفسي للمريض يظهر حين تنخفض نسبة الأوكسيجين في جسمه إلى ما دون 93 في المئة. أما حين تنخفض هذه النسبة إلى ما دون 90 في المئة، فهذا يعني أنه أصبح بحاجة إلى آلة ضخّ الأوكسيجين. وفي حال عدم تجاوبه وتفاقم حالته الصحية، ينقل إلى العناية الفائقة ويوضع على جهاز التنفس الصناعي».
الوضع في فتوح كسروان لا يختلف كثيراً. مستشفى فتوح كسروان الحكومي في البوار يئنّ أيضاً بعد وصوله الى القدرة الاستيعابية القصوى، ما اضطرّ الأطباء والممرضين الى إجراء بعض فحوصات الدم وتوفير الأوكسيجين الى المصابين داخل سياراتهم. طبيب التخدير والإنعاش في المستشفى جان كلود أسطفان أكد «القدرة حتى الآن على السيطرة على الوضع، لكن ازدياد أعداد الإصابات في الايام المقبلة سيؤدّي الى سيناريو أسوأ بكثير وحاجة أكبر الى أجهزة تنفّس».
في البوار الحكومي، كما في سيّدة المعونات، لم يسلم الأطباء والممرّضون من الإصابة بالفيروس خلال تأديتهم مهماتهم في متابعة المصابين عن قرب ومخالطتهم.