جديد “أبل”: تقنياتٌ مذهلة في أجهزتها تراقب صحتنا ومشاعرنا

تستمر شركة “أبل Apple” الأميركية بإدهاش العالم بتقنياتها الجديدة. ففي أحدث خطواتها لتزويد المستخدمين بميزاتٍ يكون لها تأثيرٌ إيجابي على صحتهم وعافيتهم، أعلنت العمل على تطوير مدربٍ صحي مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتتبع المشاعر، وإدخال تحديثاتٍ جديدة على أجهزة “آيباد” وساعاتها الذكية لتوفير مراقبة صحية أفضل.

مدرب صحي ذكي

إحدى الخطوات المذهلة التي تعمل عليها الشركة الأميركية العملاقة حالياً، هي عبارة عن خدمة تدريب جديدة تحمل الاسم الرمزي “كوارتز Quartz”، وهدفها إبقاء المستخدمين متحمسين لممارسة الرياضة، وتحسين عاداتهم الغذائية إضافةً إلى مساعدتهم على النوم بشكلٍ أفضل. وتقوم الفكرة برمتها انطلاقاً من مبدأ استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات من ساعاتها الذكية “أبل واتش Apple Watch” لتقديم اقتراحاتٍ وإنشاء برامج تدريب مخصصة لمستخدمين محددين، وهذا حسب ما كشف عنه عددٌ من الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لبعض المواقع التكنولوجية العالمية.

هذه الخطوة هي جزءٌ من خططٍ صحية أوسع للشركة الأميركية، والتي جعلت هذه الميزات مركزية في أجهزتها، وخصوصاً ساعات “أبل” التي باتت تقيس حرارة المعصم كل 5 ثوانٍ خلال النوم، وتتعرف من خلال مستشعراتها على تعرض من يرتديها لحوادث خطيرة لتقوم بعدها بتوصيله بخدمات الطوارئ وإعلامهم بموقعه. فيما تشمل أحدث جهود الشركة أيضاً توسيع التطبيق الصحي لتصل أجهزة “آيباد”، وإضافة ميزات يمكن أن تساعد المستخدمين الذين يعانون من ضعف البصر.

وتذكرنا مبادرة “كوارتز” بخدمة “لوميهيلث LumiHealth” للتدريب الصحي التي أطلقتها “أبل” بالشراكة مع حكومة سنغافورة في عام 2020، مع فرقٍ بسيط يكمن بأن البرنامج الذي يتخذ من سنغافورة مقراً له يمكن أن يدفع جوائز مالية للمستخدمين الذين بقوا بصحةٍ جيدة، بينما مدرب “أبل” الجديد سيكون له تطبيقه الخاص وسُيطرح مقابل رسوم شهرية يدفعها المستخدمون، تماماً كعروضها الرقمية الأخرى.

سيُخصص المدرب الصحي الذكي لكل مستخدم لساعات “أبل واتش”، حتى يقدم له التدريبات التي تناسب حياته ، وتلائم طبيعة مهامه اليومية. ومن المتوقع أن تطرح شركة “أبل” هذه الخدمة الجديدة في العام المقبل. وستنخرط فيها عدة أقسام، بما في ذلك فرق الصحة والذكاء الاصطناعي وقسم الخدمات والمشرفون على تطوير المساعد الصوتي “سيري  Siri”.

 إصدار جديد من “آيفون هيلث”

أما على المدى القريب، فتخطط الشركة الأميركية لطرح إصدار جديد لأجهزة “آيباد” يضم تطبيق “آيفون هيلث iPhone health” لأول مرة. ومن المقرر تضمين التغيير، الذي سيسمح للمستخدمين برؤية نتائج مخطط القلب الكهربائي وغيرها من البيانات الصحية بتنسيقٍ أكبر، في إصدار “iPadOS 17” الجديد.

وتأمل الشركة بأن يعزز إصدار “آيباد” من شعبية التطبيق في إعدادات الرعاية الصحية. إذ يعد تطبيق “آيفون هيلث” أساسياً لجهود الشركة الصحية، حيث يعمل كمستودع لبيانات اللياقة التي يتم جمعها بواسطة ساعات “أبل” والسجلات الصحية الخارجية. كما أنه بمثابة بوابة للمستخدمين لمشاركة المعلومات مع أطبائهم.

وفوق هذا وذاك، ستُضاف أدوات تتبع المشاعر وإدارة حالات الرؤية، مثل قصر النظر، إلى التطبيق الصحي هذا العام. سيتيح الإصدار الأولي من أداة تعقب المشاعر للمستخدمين تسجيل حالتهم المزاجية والإجابة على الأسئلة المتعلقة بيومهم ومقارنة النتائج بمرور الوقت. وفي المستقبل، تأمل “أبل” أن يتمكن جهاز “آيفون” من استخدام الخوارزميات لتحديد الحالة المزاجية للمستخدم من خلال حديثه والكلمات التي سبق وكتبها والبيانات الأخرى على جهازه.

وستكشف الشركة الأميركية العملاقة عن تطبيق “آيباد” الجديد، وأدوات إدارة العاطفة والرؤية، في حزيران المقبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين حول العالم.

تحديثات مذهلة على الساعات الذكية

وبالنسبة لساعات “أبل” الذكية، فتفيد المعلومات بأن الشركة تخطط لتوسيع نطاق المراقبة الصحية عبر إضافة ميزة مراقبة ضغط الدم إلى ساعاتها في السنوات القليلة المقبلة. ومن المحتمل ألاّ تعرض الميزة الأرقام الانبساطية والانقباضية الدقيقة، ولكن بدلاً من ذلك تخبر مرتدي الساعات الذكية إذا كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم. إثر ذلك سيتم توجيه المستخدم لتجربة جهاز قياس ضغط الدم التقليدي أو زيارة الطبيب.

إلى ذلك، تعمل “أبل” على مشروع قيد التطوير منذ عقدٍ من الزمن، حققت فيه تقدماً ملموساً في الشهور الأخيرة، من شأنه أن يأخذ قراءة لسكر الدم باستخدام المستشعرات بدلاً من وخز الإصبع ضمن فريق سري يُطلق عليه “Exploratory Design Group”. وتعمل الشركة العملاقة الآن على تقليص حجم التكنولوجيا هذه لتكون بحجم جهاز “آيفون” تقريباً. وتهدف في النهاية إلى جعل التكنولوجيا أصغر، بحيث تلائم المستشعر في ساعاتها الذكية.

إصدار مُحسّن من خدمة اللياقة البدنية

إضافةً إلى ما ذكرناه، تعمل الشركة الأميركية حالياً على إصدار مُحسّن من خدمة اللياقة البدنية “+ Fitness”، التي صُممت خصيصاً لمستخدمي “أبل واتش”، بحيث تقدم لهم مجموعة ضخمة ومتنوعة من أنواع التمارين مثل تمارين القوة والتمارين القلبية واليوغا وغيرها الكثير. وتتضمن في الآن ذاته تعقباً لحركة الساعة على شاشتها لمتابعة استهلاك الحريرات وذلك لتشجيع المستخدم ومراقبة تمارينه وتقدمه.

ولا يُعدّ الاشتراك في هذا التطبيق مجانياً، فقيمة الاشتراك الشهري فيه تبلغ 9.99 دولاراً في الشهر أو 79.99 دولار أميركي في السنة ما يُعتبر سعراً مقبولاً جداً من قبل العديد من المستخدمين.