المصدر: النهار
الكاتب: رضوان عقيل
الاثنين 18 تشرين الثاني 2024 08:04:56
لا يضع الحزب التقدمي الاشتراكي مقاطعته المسؤولين الإيرانيين في خانة مسايرة أيّ جهة بل يرى أن دولتهم تسهم في "استثمار دم الشيعة" خدمةً لمصالحها في المنطقة وهي لا تريد خوض جيشها حرباً ضد إسرائيل.
لم يكن من المستغرب إقدام النائب السابق وليد حنبلاط على مقاطعة المسؤولين الإيرانيين إبان زياراتهم لبيروت. وكان هناك توجّه عند المستشار علي لاريجاني للقاء جنبلاط أو استقبال وفد من الحزب في السفارة، لكن قيادة الأخير سارعت إلى الاعتذار وهي لم تتقبّل في الأصل تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي وقبله رئيس البرلمان محمد قاليباف. وحاول السفير محمد شيباني الموجود في بيروت زيارة جنبلاط ولم يعطه موعداً.
بعد اغتيال السيد حسن نصرالله وانقطاع قنوات الاتصالات بين الحزبين أخذ جنبلاط يعتبر أن القرار ليس موجوداً عند الأمين العام الشيخ نعيم قاسم وحلقة قيادته بل أصبح لدى القيادة الإيرانية التي تعمل على الإمساك بناصية القرار عند الشيعة رغم الموقع الذي يحتله الرئيس نبيه بري و"الدور الذي يؤديه في هذا التوقيت الأكثر من خطير".
لا يعتبر التقدمي في معرض رفضه لقاء مسؤولين إيرانيين أنه على عداء مع دولتهم بل هو لا يتقبّل مهماتهم لأنهم لا يعملون من موقع الوسيط "حيث يستغلون تضحيات الشعب اللبناني ولا سيما الشيعة".
وفي رأي التقدمي، إن طهران تتفرج على "تضحيات المقاومين الأبطال وأهلهم"، وإن ما تريده طهران هو استثمار ما يحدث من جراء العدوان الإسرائيلي على طاولة المفاوضات وتحقيق مصالحها.
وفي موازاة اعتراض التقدمي على تعاطي إيران مع لبنان فهو يكتفي بلقاء الشخصيات التي تزور لبنان وتلتقي الرئيسين بري ونجيب ميقاتي. ويقول التقدمي إن لديه "كامل الثقة بالأداء الوطني والمسؤول الذي يؤديه رئيس المجلس". ويتوقف أيضاً عند رد رئيس الحكومة على أكثر من شخصية إيرانية بضرورة التنبّه من سياسات طهران. وكان بطريقة ديبلوماسية قد أبلغ لاريجاني عدم استعداد لبنان لتقبّل أيّ مساعدات منها لا عن طريق المطار ولا البحر لجملة من الأسباب. وثمة معلومات تقول إن لاريجاني قد أبلغ معنيين لبنانيين بأن بلاده على جهوزية لتقديم مساعدات مالية نقدية للحكومة مباشرة لكنها لم تتقبّل هذا العرض.
ولا يرى التقدمي موقفه هذا من طهران على أساس أنه موجه ضد "حزب الله" أو بيئته "التي نرفض التشكيك في لبنانيتها من أي جهة. لكن سبق أن قلنا لقيادة الحزب ونوابه إن البلد يريد منهم خطاباً لبنانياً".
من جهة أخرى يطلب التقدمي من اليوم وعند الوصول الى وقف إطلاق النار والبدء بالحديث عن إعادة الإعمار أن يُنشأ صندوق دولي للإعمار تحت مظلة الحكومة اللبنانية "من أجل أن لا تكون هذه المهمة لهذه الدولة أو تلك. وفي إمكان إيران أن تساهم مباشرة في هذا الصندوق ومدّه بالمال لا أن تقوم هي مباشرة بهذه العملية من أجل أن لا تخرج وتقول لأصحاب الأرض إنها هي من أعادت بناء منازلهم بعد كل التضحيات التي قدّموها من الشهداء وخسارة ممتلكاتهم".
وفي خلاصة العلاقة بين التقدمي وإيران سيستمر الأول على قطيعته معها اليوم و "إن كانت لدينا ملاحظات على سياساتها وخصوصاً في لبنان والمنطقة فإنها تبقى دولة صديقة".