جنرالات وعلماء... خسارات إيرانية فادحة نتيجة الحروب والصراعات في المنطقة

فتح اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني الجنرال رضيّ موسوي ملف خسائر الحرس الثوري في سوريا وغيرها من البلدان التي شارك فيها الحرس في حروب عسكرية خارج الأراضي الإيرانية، إضافة الى ملف الاغتيالات الذي اتُّهمت به اسرائيل واستهدف قادة عسكريين وعلماء في الذرة والفيزياء في إيران وخارجها.
 
منذ بداية الحرب السورية نفت إيران أي مشاركة عسكرية لها في الحرب بداية قبل أن تعود وتعلن عن خسائر من ضمن مستشاريها وقيادتها تباعاً وخصوصاً في الفترة الممتدة بين 2014 و2016 أثناء معارك حلب ودير الزور حيث سجّلت خسائر كبيرة بين القيادات الإيرانية التي كانت تقود المعارك بشكل مباشر على الأرض.
وبحسب عدد من مراكز الأبحاث والدراسات الإيرانية فإن أبرز القادة الإيرانيين الذين قتلوا في الحرب الثورية:
 
1- القيادي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسن شاطري المعروف باسم حسام خوش نويس وقتل في شباط 2013 على أيدي مسلحين هاجموا سيارته على الطريق السريع الرابط بين دمشق وبيروت خلال عودته من "مهمة" في سوريا.
 
ويُعدّ شاطري من قدامى المحاربين في إيران الثورة، حيث شارك في الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988 وعمل في أفغانستان، ثم تولى رئاسة الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار #لبنان بعد حرب تموز 2006، ويوصف أحياناً بأنه قائد الحرس الثوري في لبنان.
 
2- نيسان 2014: مقتل القائد في الحرس الثوري الجنرال حسين بادبا في درعا.
 
3- أيار 2014: إيران تعلن مقتل الجنرال في الحرس الثوري أصفر شيردل ومرافقيه في معارك حلب.
 
4- الجنرال جبار دريساري وهو أحد قادة جماعة "حماة الضريح" التابعة للحرس الثوري الإيراني والمكلفة بـ"الدفاع عن جميع الأضرحة الشيعية" في المنطقة العربية، لقي مصرعه في حلب شمال سوريا.
 
5- شباط 2015: مقتل قائد كتيبة في "فيلق عاشوراء" التابع للحرس الثوري يُدعى الجنرال عباس عبد الله، والقيادي في قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) الجنرال علي مرادي، في اشتباكات مع مسلحي المعارضة السورية في كفر نساج شمال غرب محافظة درعا.
 
6- آذار 2015: طهران تعلن مقتل قائد لواء "فاطميون" التابع للحرس الثوري الإيراني علي رضا توسلي ومساعده رضا بخشي في اشتباكات مع مسلحي المعارضة السورية عند تل قرين قرب مدينة درعا.
 
7- تشرين الأول 2015: أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل القيادي الشهير فيه الجنرال حسين همداني "خلال تأديته مهامه الاستشارية" على أيدي عناصر تابعة لداعش في معارك بريف حلب حيث شارك في ثمانين عملية عسكرية هناك.
 
وأوضح بيان الحرس أن همداني – الذي خاض الحرب العراقية الإيرانية وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري في 2005 – كان أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الذين يقدمون المشورة العسكرية لنظام بشار الأسد منذ عام 2011، و"اضطلع بدور مصيري في الدفاع عن ضريح السيدة زينب وتعزير جبهة المقاومة الإسلامية" في سوريا.
 
وأفادت وكالة الأناضول للأنباء أن همداني هو نائب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأنه كان مسؤولاً عن العمليات التي ينفذها اللواءان "فاطميون" و"زينبيون" اللذان أرسلتهما إيران لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن عمليات "حزب الله" اللبناني في سوريا.
 
8- تشرين الأول 2015: وسائل إعلام إيرانية تفيد بأن القائد السابق للواء "الصابرون" التابع للحرس الثوري الجنرال فرشاد حسوني زاده والقيادي فيه حميد مختار بند قُتلا داخل الأراضي السورية.

هذا على مستوى القيادات العسكرية التي شاركت في جبهات في سوريا، إلّا أن هناك قيادات عسكرية وعلمية كبيرة تعرّضت للاغتيال داخل الأراضي الإيرانية وخارجها اتُّهمت فيها #إسرائيل جزء منها اعترفت به إسرائيل أما الجزء الآخر فلم تعترف به حتى اللحظة، من أهم هذه العمليات:
 
1- مقتل الجنرال محمد الله دادي في الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل في تشرين الأول 2015 على مزرعة الأمل بمحافظة القنيطرة بسوريا، وهو كان يعمل مستشاراً عسكرياً أول لدى الجيش السوري.

2- في تشرين الثاني 2011، قُتل أبو البرنامج الصاروخي الإيراني العميد حسن طهراني مقدم، في انفجار داخل موقع عسكري على بعد 50 كيلومتراً غربي العاصمة طهران. وقالت السلطات الإيرانية، حينها، إن الانفجار وقع خلال نقل العتاد العسكري وإجراء تجربة صاروخية، لكن الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان وجه أصابع الاتهام لـ"الموساد" الإسرائيلي، وذلك في كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "أسرع واقتله".

3- اغتيال العلماء مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء بجامعة طهران، عام 2010، أستاذ الفيزياء بجامعة "الشهيد بهشتي" في طهران، مجيد شهرياري في العام نفسه، كما اغتيل العالم النووي الثالث داريوش رضائي نجاد في تموز 2011 بخمس طلقات نارية أمام منزله، والعالم النووي مصطفى أحمدي روشن، أحد مديري منشأة "نطنز" أكبر المنشآت النووية الإيرانية وأهمها في تخصيب اليورانيوم، في كانون الثاني 2012 وبقيت جميعها عمليات اغتيال مبهمة وتتجه أصابع الاتهام فيها لإسرائيل.

4- اغتيال "أبو القنبلة النووية الإيرانية" العالم الإيراني المتخصص في مجال الطاقة النووية والصواريخ، محسن فخري زاده، الذي قتل في عملية استخباراتية دقيقة في مدينة أبسرد بمنطقة دماوند قرب العاصمة طهران في تشرين الثاني 2020 ووُصف اغتياله بالخسارة الإيرانية الفادحة، واتهمت إيران إسرائيل بصورة مباشرة بقتله ولم تنف إسرائيل أو تؤكد الخبر.
 
قال رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري حينها "إنّ إرهابيين مرتبطين بالاستكبار العالمي والنظام الصهيوني الشرير وفي عمل وحشي استهدفوا أحد مديري وموظفي المجالات العلمية والبحثية والدفاعية في البلاد"، مؤكداً "أنّ بلاده لن تتوقف عن ملاحقة ومعاقبة مرتكبي جريمة الاغتيال".

5- أيار 2022 اغتيال العقيد حسن صياد خدايي في العاصمة طهران، وقال الحرس الثوري في بيان إن العقيد خدايي قاتل في سوريا "دفاعاً عن الحرم".

ووصف الحرس عملية الاغتيال بأنها "إجراء إرهابي معادٍ للثورة نفذه عناصر مرتبطون بالاستكبار العالمي"، مؤكداً أن "الإجراءات اللازمة مستمرة للوصول إلى المهاجم أو المهاجمين والقبض عليهم". وخدايي هو أول قائد عسكري يُقتل في قلب إيران.

6- كانون الثاني 2023 مقتل الجنرال الإيراني رضيّ موسوي، المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران، بغارة جويّة إسرائيليّة على أطراف العاصمة السوريّة دمشق.

يُذكر أن عدداً كبيراً من الغارات الإسرائيلية منذ عام 2011 استهدف مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني، وسط معلومات عن قتلى بالمئات من جنود ومقاتلين وضباط من رتب صغيرة لا يتناولها الإعلام المحلي والعالمي بشكل كبير.

أما الاغتيال الأبرز والأكبر فكان في بداية عام 2020 في 3 كانون الثاني حيث استهدفت غارة أميركية سيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وقتل برفقة مسؤول الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس. واعترفت حينها مباشرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمسؤوليتها عن الغارة.

وعلى الرغم من التهديد الإيراني بالرد المزلزل والكبير والذي سيهز المنطقة اكتفت إيران عسكرياً بالرد بقصف صاروخي على قاعدتين للقوات الأميركية غرب العراق وشماله في 8 كانون الثاني 2020.

وتضمّن الرد الإيراني إطلاق أكثر من 12 صاروخاً باليستياً، أدّت إلى حدوث أضرار في القاعدتين العسكريتين وإصابات بين الجنود الأميركيين.
 
وفي المحصّلة، على الرغم من قسوة عمليات الاغتيال التي حدثت فإن إيران تكتفي بالتهديد والوعيد، أكثر من الرد مباشرة على هذه العمليات، لكن في المقابل تستمر في دعم الميليشيات التي تقاتل إسرائيل والأميركيين في المنطقة، ما يشكل تهديدا كبيراً لهما، أي بالمختصر، إيران أصبحت متخصّصة بالرد بالواسطة على العمليات التي تطالها من دون التدخل مباشرة.
الكلمات الدالة