جهود إقليمية ودولية لإبعاد شبح الحرب الواسعة عن لبنان... و"الخماسية" تعلق جهودها الرئاسية

تتكثف الجهود الإقليمية والدولية لإبعاد شبح الحرب الواسعة عن لبنان، وسط سباق محموم بين التهويل بقرع طبول الحرب والسعي لإبقاء الضربات العسكرية تحت السقوف التي يمكن استيعابها، في ظل أجواء توحي بأن سيناريو الحرب يقترب.

ومع ترقب وتحديد البعض مواعيد لاندلاع الحرب المتوقعة، ظهرت إشارة قد تعطي دلالة على عدم تطور الأمور على «جبهة الإسناد» اللبنانية، عبر تحديد الخامسة بعد ظهر غد الثلاثاء موعدا لإطلالة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لإلقاء كلمة في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال المسؤول العسكري الأرفع في «الحزب» فؤاد شكر في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

من خارج البلاد، أكد مصدر سياسي رفيع المستوى

لـ «الأنباء» تعليق مساعي اللجنة الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية «بسب ما تشهده الساحة اللبنانية من تطورات ميدانية بين لبنان وإسرائيل، خصوصا أن الأجواء توحي بحرب محدودة بين البلدين». وكشف عن أن دول اللجنة الخماسية وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تطويق تداعيات ما يحدث (في جنوب لبنان) على ان يبقى ضمن قواعد الاشتباك مهما تجاوز الأفرقاء الخطوط الحمر بينهم، باعتبار ان أي حرب موسعة ستدخل المنطقة في قلق وإرباك، وربما تمتد شظاياها إلى العديد من الدول المرتبطة بمحاور إقليمية». وشدد المصدر على ان «سفراء ممثلي اللجنة الخماسية في لبنان يتخذون أقصى درجات الحيطة والحذر في حركاتهم وتنقلاتهم القليلة جدا. وتستمر سفاراتهم بالعمل بأقل عدد ممكن من الموظفين فيها لتسيير أمور الناس. ويتم التواصل بين السفراء ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب ضمن إطار ضيق».

وتابع المصدر: «هناك حرص من اللجنة الخماسية على إبقاء الزخم الرئاسي على الطاولة وفتح كوة في هذا المجال على الرغم من الظروف الحرجة التي يعيشها لبنان. ربما تكون هناك فرصة مناسبة لتغيير مسار الوضع في لبنان من حرب متوقعة إلى سلام آمن».

وختم: «رأس الدولة في شغور، وتختلف القوى السياسية في وجهات النظر حول الانتخاب وعلى اسم المرشح وكأن الوطن في حالة سلم وازدهار وإنماء. في حين ينبغي ان تصب كل الجهود لملء الشغور فورا، ووضع الخلافات جانبا كي لا يضيع لبنان في متاهات لعبة الدول على الساحتين اللبنانية والإقليمية».

ومن الداخل اللبناني، قال مصدر مطلع لـ «الأنباء» ان «هناك محاولات لإبقاء الوضع تحت السيطرة من خلال رد محدود على عملية الاغتيال الإسرائيلية لشكر في ضاحية بيروت الجنوبية، بما يحول دون تدحرج الوضع نحو حرب قد لا تتوقف في أيام أو أسابيع في ظل أجواء الشحن الإقليمي والتهديدات المتبادلة وتدفق الأسلحة على مختلف المستويات». وتابع المصدر قائلا: «هناك دول عربية وإقليمية، تسعى لإبعاد شبح الحرب الواسعة عن لبنان، وتحييده عن هذه الحرب (الإقليمية) فيما لو وقعت، خصوصا انه يعيش أزمات متشعبة سياسيا واقتصاديا في ظل انقسام غير مسبوق على مختلف المستويات. ويتوقع ان تتبلور المواقف خلال الأيام المقبلة من خلال المسار الذي ستتجه إليه الأمور».