جورج نادر لعون: اريد عظام رفاقي...لماذا لم تسأل صديقك الاسد عن هؤلاء الذين استشهدوا حين كانوا معك؟

13 تشرين الاول 1990- 13 تشرين الاو ل 2020... ثلاثون سنة مرت على ذاك اليوم الذي انهى "الحرب الاهلية" لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ لبنان عنوانها "اتفاق الطائف"، ولكن بعيدا من السياسة، انه "يوم اليم"، بالنسبة الى العسكريين الذين تُركوا وحيدين على ارض المعركة في مواجهة الجيش السوري، حيث استشهد الكثيرون وفقد آخرون...
قيل الكثير عن ذاك اليوم... ونظمت الاحتفالات، لكن في المقابل هناك حرقة لا بل ألم في قلوب العسكريين من ضباط وعناصر، هؤلاء يعتبرون انفسهم اولى بهذه المناسبة وذكرياتها، اكثر بكثير من الذين يحتفلون اليوم ويلقون الخطابات ولم يذوقوا طعم المرارة...

"اسوأ يوم"
يتحدث العميد المتقاعد جورج نادر عن 13 تشرين، الذي كان "اسوأ يوم في حياتي العسكرية"، شعرت كالابرص على ايام السيد المسيح الذي منع من الدخول الى بلدته كونه نجس..."كل الناس تبرأت منا".

ويضيف، عبر وكالة "أخبار اليوم"، في 13 تشرين اصبت اصابة خطيرة، وربما بقيت حيا بالصدفة، بعدما استشهد الى جانبي العديد من العسكريَين. ويستذكر اننا كنا مجموعة صغيرة لا يتجاوز عددها الـ 1000 عسكري على كل الجبهات، وكان الهجوم علينا من قبل آلاف من الدبابات والآليات والملالات والمدفعية السورية... ولكن رغم ذلك 13 تشرين هي وقفة شرف وكرامة للجيش اللبناني ضد جيش احتلال تمرجل علينا في وقت هو لا يستطيع ان يحرر مترا واحدا من ارضه المحتلة في الجولان.
وبنبرة عالية، لا تخلو من الحدة، يقول نادر: لا اريد ان اتكلم كيف ترك (العماد) ميشال عون قصر بعبدا وقتذاك وغادر، ولا اريد ان ادخل في تفاصيل السياسة الراهنة، ولكن 13 تشرين هو "تاريخ ذلّ" لان احدا لم يتجرأ على المطالبة برفات الشهداء الذين سقطوا في هذا اليوم .

معروف من قتلهم
ولماذا فقط هؤلاء الشهداء؟ يجيب نادر: هؤلاء معرفون، ومعروف ايضا من قتلهم، واين استشهدوا... في المقابل قد يكون الشهداء الآخرين الذين سقطوا على مدى الحرب غير محدد اين سقطوا ومن هي الجهة التي قتلتهم.
ويتابع نادر: اتوجه الى رئيس الجمهورية، الذي كان قائدا للجيش، وكان هؤلاء الشهداء تحت امرته، واسأله: انت على رأس الدولة منذ 4 سنوات، فلماذا لم تفاتح "صديقك" (الرئيس السوري) بشار الاسد، عن هؤلاء الذين استشهدوا حين كانوا معك وليس مع احد آخر.

هل هو فقط رئيس التيار!
ويؤكد ان لا مشكلة لدينا في تغيير المبادئ السياسية، فكل واحد حرّ في بلد الجميع فيه قلّاب، ولكن كيف يزور عون دمشق، ويعلن انه لا يوجد شهداء او مفقودين للتيار الوطني الحر في سوريا، ولكن هل عون هو فقط رئيس التيار، الم يكن قائدا للجيش والمسؤول الاول عن عسكرييه كافة! مشددا على ان هناك العديد من الاسرى في السجون السورية ولم يسأل عنهم احد.
ويقول: "اريد عظام رفاقي، لاتوجه الى ام كل شهيد واقول لها هذه عظام من ابنك ادفنيها".
وردا على سؤال، يرى نادر ان هناك اليوم من يستغل دماء الشهداء، ليقول انه هو "اب الجيش"، في حين ان هذا الفريق هو الذي "حرق دين الجيش"، مشددا على ان "13 تشرين" هو ملك الجيش اللبناني، والشعب اللبناني وليس ملكا لحزب .

رفض الاستغلال السياسي!
وفي موازاة ذلك، يشدد نادر على ضرورة فصل هذه المناسبة عن الاستغلال السياسي الرخيص، في وقت لم يسأل احد عن عسكريين خطفهم الجيش السوري، قائلا: بمطلبنا المحق هذا لا نسعى الى حرب مع سوريا، بل نريد هؤلاء احياء او امواتا، مذكرا بان اسرائيل استعادت رفاة رون اراد الذي سقط في العام 1982 (اي منذ 37 سنة) بواساطة روسية.
وختم: في هذا اليوم من كل عام لا استطيع النوم، ما زال الوجع يتكرر في يدي نتيجة الاصابات، وايضا لا استطيع النوم حين اتذكر الرفاق الذين استشهدوا في ضهر الوحش وبرمانا وبيت مري...