المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 24 آذار 2021 17:05:08
على قدر الأهمية التي حملتها زيارة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري إلى القصر الجمهوري أمس، جاءت التحليلات والمواقف المتباينة والمتضاربة. بيانات وبيانات مضادة علما أن كلام السفير البخاري كان أكثر من واضح لا سيما في تشديده على "الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء. ودعوة السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة المُلحّة للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان والتمسك بمضامين قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. وصولا إلى الطائف حيث قال: "ونُشدّد على أنّ اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان".
إذًا بين السطور ما يكفي لدحض كل التحليلات والبيانات الصادرة من هنا وهناك. يبقى الموقف الذي لم يتظهر. فكيف قرأ الرئيس المكلف سعد الحريري مشهد الزيارات الديبلوماسية إلى قصر بعبدا بعدما انكسرت الجرة بين بعبدا وبيت الوسط غداة الجولة ال18 وقد لا تكون الأخيرة؟
النائب في كتلة المستقبل سامي فتفت أوضح لـ"المركزية" بعد خروجه من لقاء جمعه والرئيس الحريري أن الأخير غير مستعد للتنازل والتراجع عن موقفه من التشكيلة الحكومية إن لجهة العنوان القائم على حكومة مستقلين أو العدد وأكد فتفت أن الحريري قال له حرفيا "أنا رئيس مكلف لن أتراجع ولن أتنازل ومستعد للجولة 19 و20 و22 ومستعد لزيارة القصر في أي وقت، المهم التوصل إلى تشكيل حكومة إنقاذية لأن البلد لم يعد يتحمل أي تعطيل".
فتفت أوضح أن "هناك علامات استفهام لدى الجانب السعودي من رؤية رئاسة الجمهورية لتشكيل الحكومة. علما أن السفير البخاري كان واضحا في كلامه حيث اعتبر أن الإلتفاف العربي سيكون ضمن المبادرة الفرنسية وإذا ما أراد الرئيس عون الحصول على مساعدات فلا خيار إلا بتشكيل حكومة مستقلين".
وتطرّق السفير البخاري إلى مضامين قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 وكلامه عن ضرورة التمسك كان كافياً، بحسب فتفت، للتأكيد على أن المشكلة الأساسية تكمن في رابط عون – حزب الله. " لكن الواضح أن الرئيس عون لا يريد التخلي عن الحزب ويعتبر أن حلفه معه مقدس كونه يشكل الرافعة الأساسية للرئيس عون بعدما كانت الصورة عكسية قبل ثورة 17 تشرين الأول. والدليل الدعم الذي أعطاه النائب جبران باسيل لأمين عام حزب الله حسن نصرالله فور الإنتهاء من خطابه الأخير مما منحه فائضا من القوة وترتب على ذلك الإمعان في ممارسات التعدي على الدستور وصلاحيات رئيس الحكومة المكلف".
لا يخفي فتفت وجود مآخذ لدى عدد كبير من الدول العربية والخليجية على سياسات الخارجية اللبنانية "من هنا يسعى الرئيس المكلف من خلال زياراته لترميم العلاقات العربية". وكشف أن خطة الرئاسة الأولى باتت واضحة، وهي سحب التكليف من الرئيس الحريري حتى أن حزب الله الذي كان يختبئ وراء ستارة القبول والرضى على الرئيس المكلف لأسباب تتعلق ببيئته ونظرة المجتمع المدني كشف عن نواياه في خطاب نصرالله الأخير". أضاف: "إذا صح أنهم يريدون سحب التكليف من الرئيس الحريري فليتفضلوا ويشكلوا حكومة عندها، إما أن تنال الثقة في مجلس النواب أو تسقط ويسحب التكليف من الحريري بحسب الأطر الديبلوماسية".
"كلفة اي تنازل من قبل الرئيس المكلف توازي عدم التنازل والكل بات على دراية بمحرك التعطيل في البلد. لكننا لن نستسلم ولن نتنازل وسنحارب بشتى الوسائل للوصول إلى نتيجة، وقد يكون ذلك بضغط سياسي أو دولي أو من داخل مجلس النواب وهناك خطوات يستعد الرئيس المكلف لها لكنه لن يعلن عنها إلا في حينه" يختم فتفت.