المصدر: Ermnews
الأحد 8 آب 2021 21:18:42
قالت صحيفة ”التلغراف“ البريطانية في تقرير نشر، اليوم الأحد، إن ”ما لا يقل عن 20 سفينة مدنية تعرضت للهجوم بواسطة الألغام والطائرات بدون طيار والقوات الخاصة في حرب الناقلات المتصاعدة بسرعة“.
وأضافت الصحيفة، أن ”الهجمات على ناقلات النفط وسفن الشحن والسفن الأخرى تصاعدت بشكل حاد، خلال الأشهر الستة الماضية، ويخشى خبراء في صناعة الشحن والأمن أن يؤدي صراع بحري غير معلن إلى زعزعة استقرار بعض أكثر طرق التجارة ازدحاما في العالم“.
ومضت الصحيفة بالقول، إنه ”في الأسبوع الماضي تحولت حرب الظل إلى قاتلة للمرة الأولى عندما قتلت طائرة بدون طيار إيرانية البريطاني أدريان أندروود والقبطان الروماني لناقلة ميرسر ستريت، وإن حرب الظل كما يوحي اسمها، يكتنفها الغموض ولم يعترف بها القادة الإسرائيليون والإيرانيون حتى الآن، وإنها بدأت بشكل جدي في 2 أيار/مايو 2019، ليس بعيدا عن ساحل البحر الأحمر قبالة السعودية“.
وقالت السلطات السعودية، إن ”الناقلة الإيرانية (هابينيس 1) فقدت السيطرة فجأة على محركها وانجرفت على بعد 70 ميلا بحريا جنوب غرب جدة، ومنذ ذلك الحين، تعرضت سفن أخرى مرتبطة بإيران أو إسرائيل للقصف بالصواريخ أو تعرضت للهجوم بألغام ليفية، أو عانت أضرارا نتيجة انفجارات غامضة بوتيرة متزايدة“.
وحسب تحليل أجرته الصحيفة، فإن ”الهجمات ارتفعت بشكل مطرد على أساس سنوي منذ 2019، وسط تحذيرات من أن كلا البلدين يقتربان من حافة حرب مفتوحة. وفي 2019، كانت هناك ثلاثة تقارير عن هجمات على سفن مرتبطة بإسرائيل أو إيران على الرغم من أن تفاصيل الحادث كانت ضئيلة في ذلك الوقت، في حين تعرضت السفن الإيرانية للهجوم ست مرات على الأقل خلال العام الماضي“.
تصاعد الهجمات
ارتفعت الحوادث منذ شباط/فبراير الماضي، عندما اتهمت إسرائيل الناقلة ”إميرالد“ بتنفيذ ”هجوم إرهابي بيئي“ من خلال سكب النفط بشكل متعمد وغير قانوني؛ ما أدى إلى غمر 100 ميل من الشواطئ الإسرائيلية في قطران كثيف.
وقال محسن باهارفاند سفير إيران في لندن، الأسبوع الماضي، إن ”11 هجوما إسرائيليا ضد سفن شحن إيرانية وقعت منذ بداية العام الجاري، فيما يشتبه أيضا في أن التخريب الإسرائيلي أدى إلى إغراق سفينة خرج أكبر سفينة بحرية إيرانية، في حزيران/يونيو الماضي“.
وأعلن عن ثلاث هجمات على سفينة الحاويات ”شهر كورد“ وسفينة الشحن الاستخباراتية ”سافيز“، والناقلة ”ويزدوم“، فيما تعرضت أربع سفن مرتبطة بإسرائيل، بما في ذلك ”ميرسر ستريت“، للقصف في الفترة نفسها.
وحسب الصحيفة، فإن ”الحرب السرية في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط هي مجرد جبهة واحدة في صراع أوسع يتم خوضه بالطائرات بدون طيار والجواسيس وفرق التجسس الإلكترونية على كلا الجانبين“.
ونقلت ”التلغراف“ عن مصادر مطلعة على الإستراتيجية العسكرية لإسرائيل قولها، إنها ”تبنت نهجا غير متكافئ بالرد على أي هجوم إيراني بحري بهجوم إلكتروني على بنيتها التحتية“، موضحة أنه في أيار/مايو 2020، أدى هجوم إلكتروني على ميناء الشهيد رجائي الإيراني إلى إغراق ممرات الشحن في حالة من الفوضى“.
مخاطر منخفضة
بالنسبة لإيران، توفر المواجهة في أعالي البحار طريقة منخفضة المخاطر نسبيا وشديدة الأهمية للرد على الهجمات الأخرى عندما تشعر طهران أنها يجب أن تؤكد قوة الردع لديها، وفقا للصحيفة.
وجاء التسرب النفطي، في شباط/فبراير الماضي، بعد أسابيع فقط من اغتيال عالم نووي إيراني بارز بالقرب من طهران، فيما وقعت الضربة الصاروخية على ”هايبريون راي“، حاملة المركبات التجارية المملوكة لإسرائيل بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي، بعد يوم من اتهام إيران للمخربين الإسرائيليين بتنفيذ انفجار هائل في منشأة نطنز النووية، في 12 نيسان/أبريل الماضي.
واعتبرت الصحيفة، أن ”مثل هذا السلوك لم يبدأ بـحرب الظل الحالية، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب التمييز بين الصراع البحري الإيراني الإسرائيلي وحوادث أخرى، فقيمة سفينة كبيرة واحدة حوالي 80 مليونا، لنفترض أن سعر النفط الخام 75 دولارا للبرميل وهناك مليونا برميل على متنها، نحن نتحدث عن أموال ضخمة جدا ومليارات الدولارات من التجارة، سوف تجذب انتباه الجميع بهذه الطريقة“.
وكانت الهجمات السابقة سواء كانت عن طريق الألغام أو الطائرات بدون طيار أو العبوات الناسفة المزروعة على ما يبدو في البضائع، مصممة لإثارة نقاط دراماتيكية دون قتل أي شخص في الواقع، لكن الطائرة بدون طيار التي ضربت السفينة التجارية ”ميرسر ستريت“ المرتبطة بإسرائيل طارت مباشرة إلى أماكن سكن الطاقم ما دفع بريطانيا ورومانيا وكلاهما في حلف ”الناتو“ إلى الواجهة، وها هما يسعيان إلى ممارسة الضغط الدبلوماسي على إيران مع تجنب التورط في حرب الظل نفسها.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: ”يعتقد معظم المحللين أن الوفيات كانت غير مقصودة، لكن الهجوم أظهر أيضا تهورا لا يُصدق، فيما قال مونرو أندرسون، الشريك في شركة درياد جلوبال للاستشارات الأمنية، إنه كان هناك نقص مقلق في الاهتمام الأساسي الواجب من جانب إيران؛ ما يشير إلى نقص بالاحتراف“.