حرص "فاتيكاني" على استقرار لبنان

غداة المواقف السياسية الأخيرة التي طغت على الساحة اللبنانية، وخصوصا ما يتعلق بملف السلاح، إضافة إلى المفاوضات الجارية بهذا الخصوص، ووسط حركة الموفدين الدوليين وأبرزها للموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، المتزامنة مع زيارة القائد الجديد للمنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأدميرال براد كوبر.. كلها عوامل تلاقي صداها خارج الحدود اللبنانية ولاسيما منها دوائر الفاتيكان.

وفي موازاة اتجاه الأنظار محليا على الحراك الجاري، سئل الوفد اللبناني المشكل من الطوائف الإسلامية الأساسية، الذي يقوم بزيارة الفاتيكان، للمشاركة في حوار إسلامي – مسيحي، عن الخلفيات السياسية للتمسك بمواضيع تثير الانقسامات وتقض المضاجع، وهي متصلة بحصرية الدولة والشرعية لها، كمثل موضوع السلاح وسواه.

الصورة العامة عن لبنان وزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الأخيرة إلى حاضرة الفاتيكان ولقاء البابا ليو الرابع عشر، تركت أثرها الإيجابي وطبعت صورة محدثة عن بلد المصاعب والمعاناة. ذلك، انه في ذهنية السائلين عن «وطن الرسالة» كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ان «لبنان اكثر من وطن انه رسالة»، ما يدفع نحو الأمل بعودة هذا البلد الصغير إلى سكة قطار الدولة الجامعة لأبنائها ومكوناتها.

السفراء الذين حضروا إلى جانب الوفد اللبناني، الذي دعي للقاء البابا ليو الرابع عشر، والاستماع إلى كلمته الروحية – الإرشادية العامة، يمثلون العديد من الدول، بما فيها مشاركة السفير الايراني محمد حسين مختاري، بعد مرور يومين على لقاء البابا بالرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ في الفاتيكان.

الأجواء الفاتيكانية العامة تجاه لبنان لا تنفصل كثيرا عن هواجس اللبنانيين حيال القضايا المطروحة، والحوارات غير الرسمية التي جرت أظهرت بوضوح مدى انخراط أصدقاء لبنان بهموم هذا الوطن، نظرا إلى الأهمية الكبيرة التي يولونها له.

ممثلو الطوائف الإسلامية السنية والشيعية والدرزية التقوا البابا، من خلال مشاركة المركز الحبري المريمي للحوار. وقدم ممثلا الطائفتين الشيعية السيد علي السيد قاسم والدرزية الشيخ عامر زين الدين رسالتين خاصتين حملاهما من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، وتسلمهما البابا وقرأهما بتأن.

وباستثناء ما قدمه ممثلو الطوائف الإسلامية في حوارات إعلامية وعامة اجريت معهم، بخصوص أهمية التعاون لترسيخ قيم التسامح والتعايش الديني والتعاون مع الفاتيكان بهذا الخصوص، كان هم «الفاتيكانيين» ان تسود الحكمة والتعقل بخصوص مستقبل لبنان، ومنع البلاد من الانزلاق إلى المجهول وتحقيق الأمن الوطني والاستقرار.