حركة المطار لا تنعكس على المؤسسات السياحية: تراجع وخروج استثمارات

يرتبط إسم لبنان بالسياحة والسَهَر والمطاعم والفنادق، لكن جملة الأزمات التي يمرّ بها، خفَّفَت وهج الصورة السياحية التي يتميّز بها. ولذلك، لم يعد القطاع السياحي يساهم بشكل كبير في الناتج المحلّي للاقتصاد ولم تعد المؤسسات السياحية في أفضل أحوالها. والمثير للتساؤلات، هو واقع التراجع الذي سجّله القطاع خلال شهر واحد فقط. الأمر الذي يترك علامات استفهام حول ما سيعيشه القطاع خلال الشهرين المقبلَين.
 
علاقة حركة المسافرين بالسياحة

يشهد مطار بيروت حركة مسافرين نشطة جداً في هذا الوقت من العام. فيسجّل وصول نحو 14 ألف وافد على متن نحو 85 و90 طائرة يومياً، تصل نسبة إشغالها إلى 96 بالمئة، وفق ما يؤكّده رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبّود، الذي يعتبر أن هذه الحركة ستنعكس على الموسم السياحي الصيفي ليكون مشابهاً للموسم السياحي في العام الماضي.
لكن يبدو أن المؤسسات السياحية لا تتلقَّف حركة المسافرين كما يجب. فالقادمون إلى لبنان والمفترض احتسابهم ضمن قوائم الزبائن المحتملين للمؤسسات السياحية، جلّهم من المغتربين "وهؤلاء شكّلوا حركة ناشطة خلال شهريّ أيار وحزيران الماضيين، وبدأت تتراجع حركتهم في المؤسسات السياحية". وفق ما يؤكّده لـ"المدن" أمين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، الذي يشير إلى أن "الحركة في المسابح تراجعت بما يتراوح بين 40 إلى 50 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وتراجعت الحركة في المطاعم بين 30 إلى 40 بالمئة وفي الفنادق لا تتعدّى نسبة الإشغال الـ50 بالمئة في حين يجب أن تكون 100 بالمئة في مثل هذا الوقت من العام".
ومع أن "الحجوزات في تموز وآب لا تزال في وتيرة تصاعدية"، بحسب عبّود، إلا أن بيروتي لا يتوقّع أن تُتَرجَم الحجوزات إلى لبنان زيادة في حركة المؤسسات السياحية لأن "المغتربين الذين زاروا المطاعم والمسابح مرّتين أو ثلاثة، لا يكرّرون زياراتهم، سيّما وأنّهم أبناء البلد وليسوا سيّاحاً، ومعظمهم لديهم بيوتهم في المناطق، ويخصّصون أوقاتاً للزيارات العائلية والجلسات مع الأهل والأصدقاء. ولذلك لا يمكن الربط دائماً بين حركة المطار وحركة المؤسسات السياحية".

الحرب معضلة كبيرة
القطاع السياحي ليس بأفضل أحواله منذ سنوات. وساهمت الأزمة الاقتصادية في تهديد ما تبقّى من مؤسسات سياحية، لتأتي الحرب التي اندلعت في الجنوب وتزيد الطين بلّة "فالحرب استهلَكَت نحو 9 أشهر من قدرة المؤسسات السياحية، ولا تزال الحرب مستمرة" ما يعني أن المزيد من الاستنزاف ستشهده تلك المؤسسات مع إطالة أمدها.
ومظاهر الخوف لا تقف بالنسبة إلى بيروتي عند تراجع الحركة في المؤسسات، بل تنسحب إلى "خروج استثمارات كبيرة من القطاع هذا العام". ويتخوّف بيروتي من أن يدفع استمرار الوضع الاقتصادي والسياسي إلى جانب الحرب، المزيد من المستثمرين إلى سحب استثماراتهم في القطاع ومغادرة لبنان أو تحويل أموالهم نحو قطاعات أخرى يرونها أفضل.
في الشكل العام، يقول بيروتي أن "أبواب المؤسسات السياحية مفتوحة لكن الحركة ضئيلة، ولا أحد من السياسيين في لبنان يرى إلى أين يتّجه هذا البلد الذي يُصَنَّف البلد الأوَّل في السَهَر، لكن اليوم لا يأتي أحد إليه".
مع التراجعات التي يسجّلها القطاع السياحي، يتلقّى لبنان صفعة جديدة بعد صفعة القطاع المصرفي. فهذا البلد مشهور بسياحته وقطاعه المصرفي، وهذان قطاعان فقدا جاذبيّتهما ليفقد معهما لبنان مظهراً من مظاهر قوّته. إومع ذلك يأمل بيروتي تحسّن الأحوال في أقرب وقت.