المصدر: Ermnews
الاثنين 30 كانون الاول 2024 21:08:26
أكد مصدر خاص لـ"إرم نيوز"، أن ميليشيا حزب الله سربت خبر تعيين النائب في البرلمان اللبناني، محمد رعد، بمنصب نائب أمين عام حزب الله، كبالون اختبار لرصد ردود الأفعال على جميع الأصعدة.
وأثار خبر تعيين رعد زوبعة من التساؤلات والافتراضات، التي زادت حدتها بعد نفي الحزب للخبر جملة وتفصيلًا.
هيكلة قيادية جديدة
وقال مصدر مقرب من الدائرة السياسية في حزب الله، لـ"إرم نيوز"، إن القيادة السياسية الحالية لحزب الله بدأت فعلًا في إعداد الهيكلية القيادية الجديدة، بعد مقتل معظمها خلال الحرب مع إسرائيل.
وأضاف أنه تم الاتفاق داخليًّا على درس إمكانية تولي شخصيات غير دينية مناصب كبيرة كمنصب نائب الأمين العام، حيث ارتفعت أسهم النائب محمد رعد مؤخرًا؛ كونه من الرعيل المؤسس للحزب.
وأكد المصدر أنه تم تسريب الخبر كبالون اختبار تداركًا لردود فعل غير متوقعة، ليقوم الحزب بعدها بنفي الخبر جملة وتفصيلًا.
وأوضح أن رصد ردود الأفعال لا يقتصر فقط على الردود الصادرة عن التكتلات السياسية المختلفة على الساحة اللبنانية والإقليمية والدولية، بل أيضًا داخل الحزب نفسه، ولا سيما في ظل وجود تيار ديني وطائفي متشدد فيما يتعلق بالمناصب الحساسة، التي كانت تاريخيًّا منذ نشوء الحزب من حصة رجال الدين.
الإصرار على محمد رعد
وبين المصدر أن الخبر المسرب أشار كذلك إلى تعيين الشيخ علي دعموش في منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، خلفًا للشيخ هاشم صفي الدين، مما يدل على إمكانية اختيار شخص معمم لتولي منصب نائب الأمين العام، لكن الاتجاه نحو رعد مقصود سياسيًا، وفق تقديره.
وفي هذا السياق، اتفق المحلل السياسي، خليل القاضي، مع ما ذهب إليه المصدر، خاصة من ناحية الإصرار على اسم محمد رعد للقيام بدور سياسي لافت خلال المرحلة المقبلة.
وقال القاضي، لـ"إرم نيوز"، إن الحزب قادم على معركة سياسية بامتياز بعد خسارته المعركة العسكرية، وبالتالي فإنه لجأ إلى أدواته السياسية لخوض هذه المعركة، لافتًا إلى أن رعد من الأشخاص القادرين على خوضها، والخروج منها بأقل قدر من الخسائر.
ولفت إلى أن رعد معروف بمواقفه الصلبة وقدرته المميزة على التفاوض من مبدأ القوة وليس الضعف، وبالتالي فإن تعيينه يعتبر رسالة قوية اللهجة إلى معارضي حزب الله في الداخل اللبناني، مفادها بأن المعركة لن تكون سهلة على الإطلاق، وبأنها ستكون من داخل المجلس النيابي الذي سيشهد، حسب التوقعات، صولات وجولات بين الحزب ومعارضيه.
بالون اختبار
وأشار القاضي إلى تزامن بالون اختبار محمد رعد مع مشاورات معركة رئاسة الجمهورية، وإذا أعلن عن اختياره للمنصب أو لا، يتوقع أن يقوم خلال الأيام المقبلة بقلب المعادلات الحالية فيما يتعلق بملف الرئاسة.
وأكد أن رعد سيقوم بتأكيد دعم ترشيح حليف الحزب، سليمان فرنجية، لمنصب رئيس الجمهورية، لهدفين، إما لإيصاله إلى الكرسي الرئاسي، أو للضغط محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا للحصول على مكاسب أخرى للحزب، في حال استبعاده من دائرة الترشيح.
وأشار القاضي إلى أن حزب الله يحاول إبعاد الصبغة الطائفية التي تلازمه، وتصدير صورة جديدة بأنه حزب سياسي يتولى أعلى مناصبه أعضاء في البرلمان، وليس رجال دين يمارسون السياسة، وأنهم بعيدون عن السلاح لمواكبة التحولات الدراماتيكية التي تمر بها المنطقة على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية.