المصدر: وكالات
الثلاثاء 8 كانون الاول 2020 17:38:18
10 اسابيع فصلت بين تفجير مركز "حزب الله" المؤلف من طابقين في عين قانا الجنوبية وتفجير حرش جباع امس. وبين هذين التاريخين تغيّر المكان، ولكن تعاطي "حزب الله" مع الحادثتين لم يتبدل وسياسة التعتيم والتورية وتشتيت الانتباه هي نفسها.
"الغموض السلبي"، الذي اعتمده “حزب الله” امس في تفجير جباع، مشابه لما جرى في عين قانا. ففي الحالتين خرج من ينفي ويبرر ويُحول الانظار الى غير وجهتها الصحيحة.
وتؤكد مصادر على دراية بالعمل الامني والعسكري لـ”جنوبية”، ان عوض ان تكون ساحة الحدث مفتوحة امام رجال القوى الامنية والجيش والشرطة العسكرية ومحققي فرع المعلومات ورفع البصمات والحفاظ على ساحة الجريمة وعدم منع الاعلام من تغطية ما جرى، سارع “حزب الله” الى فرض طوق على المكان بسرعة البرق ومنع المدنيين والإعلام والقوى الامنية من الاقتراب .
في حالة عين قانا كان الدمار واسعاً الى درجة كبيرة، لم تنجح معه محاولات طمس الحقيقة لعدم القدرة على اخفاء معالم ما حصل بالمركز والمنازل السكنية المجاورة. وقيل وقتها ان سبب الانفجار ذخائر والغام مجمعة من مخلفات حرب تموز 2006، وهو الامر نفسه الذي حاول تكراره رئيس بلدية جباع أحمد غملوش، والذي قال ان الانفجار “صغير” تم في حرش جباع وسببه تفجير قنبلة عنقودية بحيوان بري مرّ من هناك!
وفي حين تبين لاحقاً ان قتيلاً واحداً من عناصر “حزب الله” قضى في تفجير عين قانا، ما زال عدد الضحايا او الجرحى في تفجير جباع مجهولاً من دون توفر معلومات عن سقوط اصابات او لا.
وعن حقيقة ما جرى، نفى “حزب الله” على لسان مصدر مقرب منه لـ”جنوبية”، ان يكون الانفجار في احد مراكزه في جباع. وقال ان الانفجار وقع في كفرفالوس والتي تجري فيها مناورة تدريبية للجيش.
وفي حين لم يصدر اي نفي رسمي من “حزب الله” او الجيش، او توضيح من احد الطرفين عما جرى في جباع امس، كشفت احدى فاعليات جباع لـ”جنوبية” ان الصوت الذي سُمع في جباع مصدره صاروخ “افلت” من مناورة الجيش تجري في كفرفالوس، وسقط في خراج جباع ولم ينفجر!
“قطبة مخفية”!
وكلام هذه الفاعلية يتناقض كلياً مع كلام رئيس رئيس البلدية، الامر الذي يزيد الحادثة غموضاً ويؤكد وجود “قطبة مخفية”.
وتؤكد مصادر لـ”جنوبية”، ان تعدد الروايات المتناقضة، يهدف الى تمييع القصة وتحويل الانظار الى استنتاجات وتحليلات تشتت الانتباه، ويعتقد “حزب الله” انها تعفيه من مسؤولية التوضيح واخبار الحقيقة، ولا سيما انه مربك وتحت الضغط الشعبي والسياسي الداخلي، وتحت المجهر الدولي الاميركي والاسرائيلي. وخصوصاً انه متهم أيضاً بتحويل الجنوب ولبنان الى قنابل موقوتة ومخازن صواريخ ومتفجرات كبيرة!