"حزب الله" لن يقاطع الحكومة... وعلاقته بسلام "محفوفة بالمحاذير"

لم تنفع كل المحاولات في تقريب المسافات السياسية بين الرئيس نواف سلام و"حزب الله"، ولا سيما أن خياراتهما لم تتلاق حيال بت مصير السلاح وكيفية مواجهة إسرائيل ومقاربة انسحابها من المساحات المحتلة في الجنوب.

لن يقاطع وزيرا الحزب جلسة الحكومة غدا والتي يصفها سلام بـ"المارتوانية"، ولا سيما أنها ستتناول مجموعة من الملفات الاجتماعية العالقة. ومن غير المتوقع أن تؤدي إلى ترطيب الأجواء مع سلام على خلفية تبني الحكومة قرار حصر السلاح في يد الدولة وضرورة إقدام الحزب على تسليم سلاحه إلى الجيش. وهو يتعامل مع الحكومة على قاعدة أنها أصابته ب "جرح كبير"، ولم تتوقف عند حدوده بل طالت من وجهة نظره المكون الشيعي الذي يمثله، وهو لا يزال على سرديته في توصيف ما حصل بأنه "تم بطريقة غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية".

وبعد توصل الحزب إلى هذه الخلاصة سيدخل مع وزيري الرئيس نبيه بري إلى الجلسة بالمقاربات التي تعبر عن رؤية الطرفين، من دون توقع أي افتراق بينهما على طاولة الحكومة، حيث ستكون مواقفهما موحدة.

ويردّ قيادي في الحزب على مشاركته في جلسات الحكومة، مؤكدا أن "هذا الأمر ليس منة من أي جهة وهو حق لنا مكفول في المادة 95 في الدستور، والطائفة الشيعية غير مستعدة للتخلي عن هذا الحق كرمى لعيني أي جهة في الداخل أو الخارج. وما تحصده في البرلمان لا يمكن التنازل عنه في مجلس الوزراء".

يدرك الحزب أن التوجه إلى استقالته من الحكومة لن يصب في مصلحته وأن الظروف التي ترافق الحكومة اليوم تختلف عن حكومة فؤاد السنيورة، بمعنى عدم سيره بأي مقاطعة.

وفي جانب آخر، يتناول الحزب باستغراب شديد "الاتهامات التي تضعه في وجه الجيش، مع التذكير بأنه ليس ملكا لجهة دون أخرى بل هو لكل اللبنانيين. وإن التشويش على الحزب من خلال حادثة مجدل زون واستشهاد ستة عسكريين لن ينفع، "فهم أولادنا وأهلنا ولا نحتاج إلى شهادة إثبات حزننا عليهم، ولا نميز بين عسكري وآخر في المؤسسة".

وفي موازاة الكباش السياسي المفتوح في وجه الحزب واتهامه بـ"استعمال الشارع" لعرقلة تنفيذ قرار الحكومة، يرد بأنه لم يلجأ إلى استخدام الشارع وأن ما يحصل هو تعبير من أبناء البيئة لا أكثر، "ولو استعملنا الشارع لكنا أمام مشهد آخر، ولا نقول هذا الكلام من باب التهديد لأننا نعرف حجم حضورنا عند مكوننا السياسي والطائفي. ونكرر أمام كل من يهمه الأمر أننا نتعامل مع قرار الحكومة على أنه غير موجود، والوقائع ستثبت ذلك. ونقول لسلام وكل من يعنيه الأمر إننا من أكثر الحرصاء على وحدة البلد".

وإذا كان الحزب مصمما على عدم السكوت عن "أداء رئيس الحكومة وقراراته بعدما أدخلها في مغامرة لا نعرف كيف تنتهي، إذ تجاهل الوقوف عند مكون لبناني أساسي في البلد، فندعوه إلى الكف عن تلقي الإملاءات الخارجية وخصوصا من الإدارة الاميركية".

في المقابل، يتعامل الحزب بخطاب هادىء مع الرئيس جوزف عون "وما زلنا نرى فيه، بحكم مسؤولياته، المؤتمن على وحدة الشعب".