"حزب الله" ومحاولة تهريب الأسلحة من سوريا

كان لافتاً ما ذكّر به الباحث الإسرائيلي الشهير يهودا بلنغا حول تقرير عسكري إسرائيلي عن كشف مخزن للأسلحة في منطقة السلوقي وتدميره، ثم إحباط محاولة تهريب للسلاح من مخزن جنوب لبنان، مع تأكيده أنّ "عمليات الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة تدلّ على إصرار "حزب الله" على إنقاذ مخازن سلاحه السرّية، وإيجاد طرق لتهريب السلاح من سوريا في ظلّ عدم الاستقرار السائد هناك".

ثم استطاعت إدارة الأمن العام في سوريا يوم الجمعة الماضي، إحباط تهريب شحنة أسلحة متجهة إلى لبنان تتضمن أسلحة نارية وقذائف صاروخية كانت في طريقها من سوريا إلى لبنان عبر معابر غير شرعية. فهل هناك طرق لا يزال "حزب الله" يستطيع سلوكها للحصول على أسلحة؟

يصرّح الخبير العسكري والعميد الركن المتقاعد يعرب صخر لـ"النهار" أن "فلول النظام السابق في سوريا وذيول الميليشيات الإيرانية لا تزال موجودة ولم يتمّ القضاء عليها نهائياً، بل إن لبنان أصبح يحتوي على جيوب وخلايا نائمة من الطرفين، ولا شك في وجود المال لشراء السلاح. كذلك، إن المعابر الرئيسية بين لبنان وسوريا عددها خمسة، وهناك أكثر من 20 معبرا غير شرعي للتهريب".

ويقول إنّ "إسرائيل دأبت على ضرب المعابر يومياً لقطع الإمداد عن "حزب الله" من سوريا، ولكن هذا ليس معناه أن المعابر لا تزال نشطة، لأن هناك رقابة مشددة من الجانب السوري ومن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الشرعية، إلا أن تداخل الحدود بين لبنان وسوريا وكثرة المعابر السرية وغير الشرعية، يسمحان بنقل الأسلحة إنما بضعف شديد".

في اعتقاد صخر أن "حزب الله" لا يزال "يحوز بعض الأسلحة لا نستطيع تحديدها. إسرائيل ضربت الكثير منها، والحزب استعمل الكثير ولم يتبقَّ سوى القليل. لكن هذا السلاح لا يستطيع استخدامه".

وكيف يمكن التصدي للتهريب الحدوديّ؟ يجيب بأنّ "التصدي للتهريب الحدودي لا يمكن أن يكون إلا بتكثيف الدوريات وأبراج المراقبة وزيادة عديد حرس الحدود، سواء من الطرف السوري أو الطرف اللبناني. الوسائل التقنية والبشرية متوافرة وسهلة التطبيق".