المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الجمعة 29 أيار 2020 14:47:13
على وقع تصاعد الكلام حول دور قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" والدعوة الاميركية الى تعديل مهامها وردّ الدولة اللبنانية الرسمي بالتمسّك بدورها دون تغيير وذلك عبر زيارة رئيس الحكومة حسّان دياب مقرّ اليونيفيل في الجنوب منذ أيام، من المقرر ان يبتّ مجلس الوزراء في جلسته اليوم برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون بطلب وزارة الخارجية والمغتربين تمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في الجنوب "اليونيفيل" لمدة يبدأ احتسابها من 31 آب المقبل وحتى 31 آب العام 2021.
هذا الكلام حول اليونيفيل دخل حزب الله في صلبه مع إعلان الامين العام السيد حسن نصرالله في مقابلته الاذاعية رفض طلب تعزيز مهام اليونيفيل من الجنوب، معتبرا أن "الأميركيين، نتيجة المطالب الإسرائيلية، يطرحون موضوع تغيير مهمّتهم"، مضيفاً "إذا كانوا يريدون خفض العدد أو زيادته، الموضوع لا يقدّم أو لا يؤخّر، نحن لسنا ضدّ بقاء اليونيفيل، لكن يخطئ الأميركي إذا كان يعتبر أن هذه ورقة ضغط على لبنان".
وما بين الكلام الرسمي الذي عبّر عنه الرئيس دياب اثناء زيارته مقرّ القوات الدولية في الناقورة برفقة نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون و"التحذير المُبطّن" من جانب حزب الله، كانت لافتة التحرّكات الشعبية في بعض قرى الجنوب ضد دوريات ومراكز القوة الأممية تحت عناوين ظاهرها "الانزعاج من اصوات مولدات الكهرباء التابعة لليونيفيل ودورياتها" وباطنها رسائل سياسية-أمنية أراد حزب الله توجيهها عبر صندوق بريد "اليونيفيل" الى الولايات المتحدة الاميركية.
ويبقى السؤال، لماذا ترفض قيادة حزب الله منذ تولّي "اليونيفيل" مراقبة تنفيذ القرار 1701 أي تعديل لمهامها حتى ضمن نطاق القرار الدولي الذي يُجيز لها مساعدة الدولة اللبنانية عبر قواتها الشرعية في ضبط حدودها شرقاً وجنوباً وبحراً"؟
أوساط سياسية مطّلعة أجابت عبر "المركزية" على هذا السؤال بالاتي "لان حزب الله وبكل بساطة يتخوف من أن يؤدي أي تغيير او حتى توسيع لمهمة القوات الدولية الى "تقييد" حركته في الجنوب والسماح لـ"اليونيفيل" بالتفتيش عن السلاح حتى داخل المنازل ومداهمة مخازن الاسلحة التابعة للحزب والاماكن التي يُخبّئ فيها الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة فضلاً عن مصانع السلاح".
كما تتخوف قيادة حزب الله كما تضيف الاوساط "من أن تشمل المهمة الجديدة تكليف اليونيفيل بضبط الحدود الشرقية مع سوريا، خصوصاً في ظل الكلام المتصاعد في هذا المجال بعدما تبين ان السلاح الذي يصل الى الحزب يأتي عبر الحدود مع سوريا الممتدة على طول السلسلة الشرقية والتي تؤمّن تواصل ايران بلبنان وجنوبه وهو ما تحدّث عنه المبعوث الاميركي في الملف الايراني بإشارته الى طريق طهران-بيروت، ما يعني حكماً قطع شريان المشروع الايراني في المنطقة".
وإعتبرت الاوساط "ان أي تعديل بمهام اليونيفيل يقرأ فيه حزب الله "تعدّياً" عليه وعلى مشروع المقاومة وبداية النهاية لسلاحه الذي يتمسّك به، من هنا أتت "ضربته" الاستباقية بالمعنى السياسي لتوسيع دور القوات الدولية مستخدماً "العصا" الشعبية لاهالي الجنوب لنقل رسالة تحذيرية بأن تغيير مهامها مغامرة ستكون ضحيتها قوات حفظ السلام وأمن جبهة الجنوب".