حصيلة القتلى المدنيين قاربت المئة.. الخرطوم تعيش حالة رعب مع استمرار الاشتباكات

قالت نقابة الأطباء في السودان ببيان خلال وقت مبكر الإثنين إن 97 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 365 آخرون منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، في وقت يحاول سكان الخرطوم العيش تحت النيران بلا ماء ولا كهرباء في ظل المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات في السودان إلى 97 قتيلا وعدد كبير من الجرحى على ما أعلنت نقابة أطباء السودان  صباح الاثنين.

وجاء في بيان للنقابة أن "ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا (..) منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت" موضحا أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.

 

ونقلت رويترز عن شهود قولهم إن الجيش السوداني أصبح له اليد العليا على ما يبدو في صراع دموي على السلطة مع قوات الدعم بعد أن استهدف الجيش قواعدها بضربات جوية.

وأوردت وكالة فرانس برس تقريرا عن مأساة سكان الخرطوم الذين يحاولون العيش في ظل استمرار المعارك المسلحة. وقالت إن هناك حالة رعب متزايدة مع انقطاع الماء والكهرباء وشح المؤن.

واعتقد الخباز فاروق حسن، في حديث لفرانس برس، أن الأسوأ لم يأت بعد. إذ لم يعد من الممكن الانتقال بالسيارة بين الخرطوم وضواحيها فالجسور والمحاور الرئيسية إما أغلقها الجيش أو يتعذر استخدامها لأنها مسرح للمعارك.

والسبت، عادت القطارات الآتية من أقاليم أخرى الى الخرطوم أدراجها قبيل الوصول الى العاصمة مع تواتر الأنباء عن اندلاع القتال.

ومن دون وسائل انتقال، ستختفي السلع الغذائية في بلد يعاني من تضخم من ثلاثة أرقام ومن الفقر، الأمر الذي أدى إلى تقليص قدرة صغار التجار على الشراء والتخزين.

ويقول حسن "مخزون الدقيق لدي لن يكفي أكثر من 48 ساعة اذا لم تستطع شاحنات نقل المواد الغذائية التحرك".

واندلعت اشتباكات، السبت، بين وحدات في الجيش موالية لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

واندلعت هذه الاشتباكات، وهي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان إن البرهان وحميدتي وافقا على وقف القتال لمدة ثلاث ساعات بدءا من الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (14:00 إلى 17:00 بتوقيت غرينتش) للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن الاتفاق تم تجاهله إلى حد كبير بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي، وفق رويترز.

ومع حلول الليل وبعد انتهاء سريان مفعول اتفاق وقف القتال، أفاد السكان بوقوع قصف مدفعي وضربات جوية في كافوري بالخرطوم بحري التي توجد بها قاعدة لقوات الدعم السريع.

وقال شهود لرويترز إن الجيش يستأنف الضربات الجوية على معسكرات قوات الدعم السريع في أم درمان وحي كافوري وفي شرق النيل، مما دفع مقاتلي قوات الدعم السريع إلى الفرار.

ودعت الولايات المتحدة والصين وروسيا ومصر والسعودية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تشهد توترا بالفعل.

 

وكثفت دول مجاورة ومنظمات إقليمية جهودها الأحد لإنهاء العنف.

وشمل ذلك عرضا من مصر للوساطة.

 والأحد، كان دوي القصف يُسمع في شوارع الخرطوم المهجورة التي انتشرت فيها رائحة البارود القوية، بحسب شهود، وفق فرانس برس.

وقتل السبت ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي في إقليم دارفور بغرب السودان، بحسب ما أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرثيس الذي "أدان بشدة الهجوم على موظفي الأمم المتحدة" ومنشآت المنظمات الانسانية في دارفور.

وقال بيان صادر عن مكتبه إن برنامج الأغذية العالمي قرر تعليق عمله في السودان بسبب الأوضاع الراهنة.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد بـ"محاسبة المسؤولين" عن مقتل العاملين في برنامج الأغذية العالمي.