"حضنٌ ديبلوماسيّ" من سفراء "الخماسية" لمتابعة الإصلاحات واستقرار لبنان

أنجز سفراء "اللجنة الخماسية" المهمّة الملقاة على عاتقهم، فبلغوا المتوخّى مع انتخاب رئيس للجمهورية، ثم أبقوا على شملهم مجتمعاً ولم يودّعوا بعضهم بعضاً على مفترق لبنانيّ. لا تزال الأنحاء السياسية تجمعهم، وقصدوا معاً المقارّ الرئاسية اللبنانية، فهل يتطلعون نحو تضافر إضافيّ في متابعة تطورات لبنانية سريعة؟

تبقي اللجنة على بعض الأهداف التي سبق أن وضعتها على طاولة محادثتها طوال أشهر فائتة، ولقد اندفعت ديبلوماسيّاً في سبيل تحقيقها، بخاصة بعد أداء أثمر انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة، ما حض سفراء اللجنة على مواصلة رعاية لبنان. إنه "حضنٌ ديبلوماسيّ" لمتابعة السلطات اللبنانية في الإصلاحات والقضايا الأكثر إلحاحاً، كأوضاع الجنوب اللبناني، من دون إغفال التطورات الإقليمية.

في ديبلوماسيّة "قوس النصر" الفرنسيّ تجاه لبنان، محاولة لتعزيز لقاءات سفراء "اللجنة الخماسية"، ولا سيما أن فرنسا ثابرت لتأليف تلك اللجنة ولاستمرارها. ووفق معطيات ديبلوماسية فرنسية لـ"النهار"، الأولوية لتأكيد وحدة المجتمع الدولي في مقاربة الملف اللبنانيّ، وخصوصا في تنفيذ الإصلاحات، والوضع السياديّ والأمنيّ جنوبا. ولا تزال المحادثات حيوية مع اللجنة التقنية المشرفة على وقف النار التي تتابع عملها، مع توجّه دوليّ واضح في ما يخصّ الالتقاء مع مطلب الدولة اللبنانية لإحراز الانسحاب الإسرائيلي الكامل من نقاط التموضع جنوبا.

ولكن ثمة اعتبارات أمنية للجانب الإسرائيلي يبيّنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، ما لن يجعل المرحلة التنفيذية للانسحاب تحصل بين ليلة وضحاها، فيما العمل الديبلوماسيّ للسفراء مستمرّ حرصاً على سيادة لبنان.

ما فحوى الاستنتاجات الديبلوماسية من الحراك الحاليّ الذي يتّخذه سفراء "الخماسية"؟
- أنهى السفراء لقاءاتهم مع السلطات الثلاث. التقوا رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعد اجتماعهم مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
- سفراء اللجنة في انتظار الحكومة اللبنانية للتصريح عن أولوياتها حتى يعرف المجتمع الدوليّ كيف يساعد في المطالب.
- ما يمكن السفراء القيام به، هو مساعدة لبنان ديبلوماسياً في المطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي.
- مبدئيا، ستبقى اللجنة الخماسية رغم تغيّر عنوان المرحلة نحو مواكبة لبنان في تنفيذ الإصلاحات وإعادة بناء الدولة.
- لا يمنع بقاء اللجنة التحرّكات الديبلوماسية الخاصة بكلّ دولة، مع أجواء في الأروقة الفرنسية عن زيارة قريبة للمبعوث الخاصّ جان إيف لودريان للبنان.
- هناك تأكيد لوحدة وجهة نظر المجتمع الدولي. بات التوجّه دولياً في اتخاذ القرارات رغم تنوع أساليب التحرّكات الديبلوماسية، ولم يعد هناك مجال في الداخل اللبنانيّ للرهان على توجّهات دولة واحدة أو على تباينات دولية لأسباب خاصة ببعض القوى السياسية.
- مستقبل اللجنة قد يكون مرتبطاً بتوجّه الدول نفسها. يمكن أن تتخذ دولة معيّنة قراراً لاحقاً بانتفاء أسباب وجودها في اللجنة، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن.

لبنانياً، وبحسب معطيات لبنانية رسمية لـ"النهار"، فإنّ لقاءات سفراء اللجنة الخماسية التي بدأت من القصر الجمهوريّ الشهر المنصرم، عرضت المساعدة في ما قد يطلبه لبنان. وإذ تبلغت السلطات اللبنانية أهمية العمل على الإصلاحات، اهتم السفراء بمجريات الأوضاع جنوب لبنان. وحصل تأكيدٌ لبنانيّ لضرورة إعادة الإعمار ومتابعة تحضيرات الدولة اللبنانية الإصلاحية.