حكومة الأربع ستات أمست ولم تصبح

أمسى اللبنانيون على وعد بمفاجأة حكومية قريبا، وأصبحوا على ما اعتادوا عليه من خيبات ونكسات وصدمات.

لكن فسحة الأمل التي أعطتها نتائج انتخابات المندوبين لنقابة مهندسي لبنان، حدت من وقع الخيبة التي ترتبت على إجهاض صيغة حكومة «الأربع ستات» بدلا من «الثلاث ثمانيات»، قبل ان تولد، وأظهرت ان هزيمة أحزاب السلطة في انتخابات نقابة المهندسين لن تكون بعيدة عن الانتخابات النيابية، في حال إجرائها بجو ديموقراطي سليم.

يشار الى ان التأليف ينتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت، وآخر الصيغ الحكومية المتداولة تشكيلة من 24 وزيرا موزعة على 4 جهات، الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، لكل منهم تسمية او القبول بـ 6 أسماء، أما الرابع الأخير فيكون لفرقاء المجتمع المدني، وبعناية المجتمع الدولي، ممثلا بفرنسا التي لها الرأي بتسمية وزراء المال والطاقة والاتصالات والشؤون الاجتماعية.

لكن لم تكد وكالة الانباء المركزية المحلية تطرح هذه الصيغة، التي أشاعت الارتياح العام، كونها اقترنت باحتمال ولادة الحكومة غدا الأربعاء، حتى توالت ردود الفعل بالتحفظ والنفي، بداية من رئاسة الجمهورية، كون لا مكان في الصيغة المطروحة «لثلث معطل»، يمسك بعصمة إقالة الحكومة.

ثم من مصادر حركة أمل، لأن الصيغة تبعدها عن وزارة المال، أما التيار الحر فقد أيد الصيغة لجهة كونها تكرس المداورة في الوزارات، وبالتالي تبعد «أمل» عن وزارة المال وتحفظ عليها لجهة إلزامه بترك حرية الخيار لنواب الكتل عند التصويت على الثقة بالحكومة، وهذا ما يخشى معه جبران باسيل، من فقدان السيطرة داخل تكتله.

وفوق كل ذلك، هذه الصيغة تعطي وزارات الخدمات الأساسية للحراك المدني والثوار.

قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله أضاءت على أهمية وصول وفد رجال الأعمال الروس الى بيروت أمس، محملا بالعروض الاستثمارية التي تدر بالنفع على بلدنا كهربائيا ونفطيا.

هنا يطرح السؤال: هل لهذه الرغبة الروسية في الإمساك بملفات المرفأ والكهرباء في لبنان، علاقة بانقلاب المنظومة السياسية على صيغة «الأربع ستات»، التي تجيز للفرنسيين تسمية وزراء الخدمات، ومنهم الأشغال الوصية على المرافئ، والطاقة الوصية على الكهرباء.