حنكش: إسرائيل وحماس تخرقان السيادة اللبنانية وحزب الله دمّر مقومات لبنان وأخذه رهينة

وصف عضو كتلة الكتائب  اللبنانية النائب الياس حنكش اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية بأنه تعدٍّ على السيادة وخرق للقرارات الدولية إن كان من إسرائيل أو حماس التي تصرّ على أخذ لبنان منصة، في وقت لم يسأل أحد الشعب اللبناني وكان واضحًا أن هذا سيعرّض لبنان واللبناييين الى مزيد من الخرق والاعتداء الإسرائيلي على لبنان وسيادته وتعرّض الشعب اللبناني الذي لم يعد يحتمل مزيدًا من الحروب والضربات، وقد شبعنا أن يكون لبنان ساحة لحروب الآخرين على أرضه.

وعن امتداد الحرب إلى لبنان قال حنكش: "إن كان الباب مشرّعًا والدولة فاقدة وعيها وما من فرض لهيبة سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية ولضبط ما هو في داخل المخيمات وخارجها الذي يعرّض لبنان واللبنانيين والقرى اللبنانية في الجنوب الى المخاطر فسنذهب بهذا الاتجاه، لكن الشعب اللبناني رافض خوض حرب لن تقدم ولن تؤخر في القضية الفلسطينية ولا نحن قادرون على خوضها وقد شبع لبنان ان يدفع أغلى ثمن دفعه من أجل القضية الفلسطينية ولم يعد يستطيع دفع المزيد".

وشدد على ان القضية اللبنانية هي الأولوية، مستبعدًا اندلاع حرب في لبنان، مستطردًا: "في 2006 كانت كل البلدان العربية إلى جانبنا واستطاعت قطر والسعودية والامارات والكويت أن تساهم في إعادة الاعمار، بينما اليوم  إن رأينا في لبنان 10% مما نراه في غزة، فلبنان لن ينهض قبل 20 عامًا ومن ثم عن أي مستقبل لأبنائنا نتحدث؟ أي طموح او أمل سيبقى لدى شعب لم يعد لديه أي شيء؟!"

وسأل حنكش: "باسم من يتحدث امين عام حزب غير مرخص، أجندته إيرانية بلسانه من تمويل وعتاد وأسلحة وغيرها، لافتًا إلى أن إيران لا تخفي أطماعها في المنطقة، ومصرّة على أن تأخذ لبنان ساحة بأذرع لها في 4 بلدان اليمن العراق سوريا ولبنان بينما نحن نرفض ذلك"، وتابع: "هل الشعب اللبناني ذهب بخيار مطلق لمحور يريد أن يرمينا به حزب الله؟ واردف: "77 نائبا رفضوا خيار الحزب ولا يمكنه أن يقرّر عن اللبنانيين ويجر لبنان إلى حرب".

وعما يحصل في الجنوب قال حنكش: "كل مقوّمات الدولة دُمّرت على مدى سنوات من قبل حزب الله، فمصلحته أن يكون هو المؤسسة الوحيدة في البلد وهذا ما أودى إلى أن يأخذ لبنان والشعب رهينة ويقرر إن كان  يريد الحرب أم لا ربما".

وأكد حنكش أن علينا جميعنا أن نقرر إن كانت مصلحتنا وكرامتنا ودفاعنا عن مصالحنا أن نصد العدوان الإسرائيلي ونخوض حربًا مع إسرائيل بما تقتضيه المصلحة اللبنانية ونكون قادرين على خوضها من خلال الجيش اللبناني، معتبرًا ان من غير المقبول أن تقرر كل مجموعة إطلاق الصواريخ من لبنان".

وردًا على سؤال قال:  "لا أعرف إن كان لدى حزب الله مشاريع لبنانية فلديه مشروع للمصالح الإيرانية، وهو لا يعترف بالكيان اللبناني، فهو  يتعاطى مع لبنان بحسب  المصلحة وأين يمكنه ان يعمل بطريقة قضم او يجمع اوراقًا لإيران، لكن لا رؤية مستقبلية للبنان ككيان".

واعتبر أن مشروع الحزب هو المنصة التي بإمكانه أن يخفض او يرفع جرعتها وفق مصلحته.

وتابع: "الحزب ببداياته في ال1982 بدأ وتطور وصار مشكلة المشاكل أي المشكل الأصلي  وهو استباحة الدولة، والدويلة داخل الدولة والميليشيا بموازاة الجيش، معتبرًا ان لديه نظامًا متكاملًا، من مصارف ومدارس ومستشفيات إذا دويلة مستقلة وأين يمكن للحزب ان يستفيد من الدولة يستفيد وأين يمكنه ان يستقل عنها يفعل ذلك، واليوم هذا الشواذ نتيجته اننا كلبنانيين لا نستطيع ان نقرر إن كان علينا ان ندخل الحرب وإن كان على الجيش ان يرد على اغتيال العاروري.

وعن المعارضة لفت الى أنها هدأت استباحة المحور والممانعة وحلفاؤها فقد بقي احرار يعبرون عن رأي آخر من اللبنايين، مشيرًا إلى ان كل عمل المعارضة هو حجر أساس للانطلاق بسيادة البلد وإعادته الى فضائه الطبيعي وحل المشكلات، مضيفًا: وجود المعارضة خلق توازنًا حقيقيًا وفرمل هجمة حزب الله وحلفائه.

وأشار الى ان الوضع الذي نعيشه لم يعد طبيعيا لأن حزب الله قرر أخذ لبنان رهينة خدمة لمصالح إيران، بينما نحن نريد الحياد وفصل لبنان عن هذا المحور.

وقال حنكش: "لا أرى أن الجيش باسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، ولا أرى أن هناك أماكن ممنوع على الجيش دخولها".

وعن الطلاق مع الحزب، قال حنكش: "تحدثنا عنه في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، إما اننا جميعنا نقرر ان هناك دولة وقوانين او سنقول لا يمكنكم ان تجرونا إلى حروب من اجل أجندات إيران".

ولفت الى أننا تقدمنا بقانون اللامركزية وكان الجو مختلفا وتنامي نفوذ حزب الله وسيطرته على لبنان ومصير اللبنانيين كان أخف مما بات عليه لاحقًا.

واستبعد اعتراف حزب الله بالدولة وقال: "عليه ان يعرف انه لا يقرر عن الجميع وأن على الأقل نصف الشعب اللبناني غير راضٍ عما يقوم به|، واردف: |إما أننا دولة واحدة أم لا، إن كنا سنعيش على نفس الأرض بنظام مختلف متطور نذهب الى الفديرالية، أما إن كنتم تريدون الذهاب باتجاه الانفصال التام فيجب الحديث بذلك".

وأوضح عن قضية النظام أن الطوائف هي مجموعات ثقافية تعيش مع بعضها البعض وقد وركبنا دولة مركزية على مجتمع متعدد وخدم هذا النظام 100 سنة واليوم فرط.

وأضاف: "جربنا النظام الحالي أي خليط من الديمقراطية التوافقية والطائفية في المناصب والتقسيم والنفوذ والترويكا، لكن اليوم هذا لم يخدمنا وفرط وهناك انظمة حولنا ويهاجر أبناؤنا اليها هي اتحادية فيدرالية تعيش مع بعضها البعض بطريقة تفصل او تحمي المجموعات الموجودة في نفس البلد ولا يمكننا ان نضحك على بعضنا ونقول نشبه بعضنا وهناك انصهار وطني، وكلنا نريد الشيء نفسه، الانصهار الوطني كذبة فكيف نخلط أمرين؟

وتابع: "الدولة المركزية فشلت وهي تقاسم مغانم لمن ربحوا في الحرب. ففي لبنان 4 متعهدين يتقاسمهم الشباب في ما بينهم.

وراى ان الحرب انتهت لكنهم خلعوا الزي العسكري وارتدوا "البدلات" وحكموا وهم مستمرون بحفلة تكاذب منذ 40 سنة.

وتطرق حنكش الى الثورة التي حصلت في 2019 منوها بأنها أسّست لمجتمع يعرف ما يريد ولا يعيب الاختلافات الموجودة في ما بين الناس.

وأشار إلى أن هناك إختلافا ثقافيا وعقائديا وإنتمائيا وقوميا، معتبرا أنه يوجد ترجمة وحيدة لهذه الاختلافات وبالتالي يجب الاتفاق عليها كي نتعايش معا في أرض واحدة. 
وأضاف: "كل هذا يتم من خلال إنعقاد مؤتمر يجلس فيه المسؤولون اللبنانيون معًا ويضعون كل الهواجس على الطاولة". 
وتابع: "وضع نظام لتنظيم أطر التعايش بين اللبنانيين لأن كل مواطن لبناني لديه إختلافات لا تشبه اختلافات لبناني آخر، لذلك يجب وضعه كي يقوم بصون اللبنانيين وحمايتهم، فالحروب التي حصلت في الماضي أفرزت  مواطنين درجة أولى ومواطنين درجة ثانية ". 
وعن إتفاق الطائف، إعتبر أن "الطائف لم يطبق ولكن لو التزمنا به منذ 30 سنة تقريبا من خلال تطبيق اللامركزية الإدارية أو إنشاء مجلس الشيوخ لم نكن لنصل إلى هذه المرحلة". 
وعن اللامركزية الإدارية، قال: "لدي قناعة أن اللامركزية كانت خطوة بالاتجاه الصحيح، ولكن للأسف لم أعد أؤمن أن اللامركزية تستطيع حل مشاكلنا". وتابع:"أنا أؤمن بنظام فيدرالي متطور لانه الوحيد الذي يستطيع أن يلبي طموحات ما تبقى من الشباب في لبنان، وبالتالي يكون نموذجا أسوة بالنماذج الأخرى في مختلف أنحاء العالم". 
وعن تغيير النظام في لبنان، لفت حنكش إلى أن المرة الأولى التي طالب فيها حزب الكتائب بتغيير النظام كانت في 2008 عندما عقد الرئيس أمين الجميّل مؤتمرا حزبيا في فورم دي بيروت، مشيرا إلى أن خطابات رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل تتحدث عن مؤتمر للمصارحة والمصالحة بين اللبنانيين". 
وأضاف: "نحن اليوم في فراغ رئاسي، لذلك عند إنتخاب رئيس للجمهورية هناك 3 مواضيع يجب أن يتكلم عنها أولا إعادة إحياء علاقات لبنان الدبلوماسية والطبيعية مع أصدقائه لأن المعنيين وضعوا اللبنانيين بمحور ليسوا راضين عنه ولا يشبهه لبنان تاريخيا والحياد الذي كان الاساس في مطالبات حزب الكتائب أصبح مستباحا وغير موجود، ثانيا الانقاذ الاقتصادي لأن لبنان مات إقتصاديا، وهناك إجراءات جديدة على الرئيس أن يتخذها كي يقوم بإنقاذ لبنان إقتصاديا، اما ثالثا وهو الأهم فعلى الرئيس أن يقول أن هناك هواجس يخاف  منها اللبنانيون منذ 30 عاما  وهي السلاح والسيادة وقرار السلم والحرب والدويلة ضمن الدولة لأن اللبنانيين لا يستطيعون أن يروا كيف يقوم حزب الله بتوسيع دويلته". 
وعن التعايش مع حزب الله، أوضح انه لا يجوز العيش مع الشواذ الذي وضعنا فيه حزب الله"، لافتا إلى أن حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين بغض النظر عما إذا كنا نتفق معه ام لا". 
وتابع: "هناك جزء من اللبنانيين قاموا بالتصويت له في الانتخابات النيابية الأخيرة ولكن السؤال يبقى: "هل يقبل هولاء ان يكون لبنان منصة للصواريخ"؟ 
وأضاف: "الضبط الذي يستخدمه الحزب في بيئته ليس عن قناعة، لأنه يقدم خدمات لشعبه بالتالي حل محل الدولة وقام بإنشاء دولة لشعبه، عمليا الزبائنية التي يتم التكلم عنها في لبنان يقوم حزب الله بتجسيدها عبر إستخدامها مع شعبه، وتقديم الخدمات يرتكز على الاستشفاء والتعليم في المدارس بالتالي هل هم مستعدون لإنشاء منصة صواريخ كي تقوم بإزالة إسرائيل من الوجود؟ 
وردا على سؤال، أكد حنكش أن اللبنانيين من مختلف الأطياف يريدون أن يكون لبنان منصة للتكنولوجيا في المنطقة ومنفتحا على الدول كافة، مشيرا إلى أننا "لا نريد أن تمنعنا الدول من إرسال منتوجاتنا لها". 
وعن الفيدرالية، لفت إلى أن هذا الطرح الذي يتم التكلم به ليس موضوعا طائفيا بل هناك العديد من الشباب من مختلف الطوائف يريدون أن يكونوا منفتحين ومبدعين ويحبون السهر ويحبون السفر إلى دول الخليج، بالتالي هؤلاء الناس لديهم تطلعات وليس بالضرورة أن يكونوا فقط مسيحيين ". 
وإعتبر حنكش أن هناك قسما من الناس يدفع الضرائب للدولة ولكن في المقابل لا يستفيد من خدماتها، بينما القسم الآخر لا يدفع شيئا ويستفيد من هذه الخدمات، مشيرا إلى أنهم " يقومون بإنشاء جسور واوتوسترادات وتسميتها لصالح قادة تابعين لمحور الممانعة". 
وأضاف: "نقوم بدفع الضرائب من دون الحصول على الطبابة والكهرباء والطرقات الجيدة، حينها يطفح الكيل بالتالي يجب على الأحزاب والكنيسة والناس التي تؤمن أن يقولوا أنه ليس بإستطاعتنا الاستمرار، أما القطاع الخاص فأعول عليه لأنه يستطيع أن يجابه الدولة". 
وعن مواجهة الواقع، أشار حنكش إلى" أن هناك أمرا واقعا وهو عدم القبول من الناس الذي يفرض نفسه على قادة الرأي"، لافتا إلى أن قادة الرأي لا يستطيعون أن يفرضوا آراءهم على اللبنانيين لأنهم يدركون ما حصل معهم تاريخيا، والثورة التي حدثت في 17 تشرين 2019 كانت بمثابة منبه وعت اللبنانيين على أمور عديدة وكنا ككتائب من ضمنهم". 
وتابع: " هناك توجه واحد لدى اللبنانين كافة وهو التخلص من الشواذ الذي نعيشه بسبب تواجد الدويلة داخل الدولة، التي تتمثل بحزب الله وحلفائه الذين يأخذون القوة منه لإستباحة الدولة، ونخاف أيضا من هاجس آخر وهو الاستثمارات التي قام بها حزب الله خدمة لإيران وجعل لبنان ورقة رابحة لها ". 
وردا على سؤال، قال: "يجب على قادة الرأي أن يرفعوا الصوت ويقولوا "ما منقدر نعيش مع بعض هيك" لذلك يجب ان يقال هذا الكلام على مستوى طاولة حوار أو مؤتمر وليس فقط عبر الإعلام، لأن حينها لا نستطيع ان نصل إلى حل".

وتابع: "التحدي الاساسي هو ان نكون بنفس التوجه الاستراتيجي ولكن المشكلة أننا لسنا في مكون واحد، هناك تنوع واختلافات تؤخر البديل الاستراتيجي للنظام القائم". 
وأضاف: "المشكلة الأولى التي يجب أن نواجها هي إستباحة حزب الله لسيادة لبنان، أما المشاكل الأخرى فهي إنتخاب رئيس للبلاد وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها".   
وعن حل الدولتين، رأى حنكش إذا أراد حزب الله الاستمرار بدويلته فيجب أن نقوم بحل الدولتين، لافتا إلى أن "الحزب لا يستطيع الاستمرار بالاستباحة وإطاحة القوانين لأن اللبنانيين لا يستطيعون أن يكونوا رهينة بيد إيران". 
وأضاف: كل التضحيات التي قدمها شهداؤنا هي لبقاء لبنان وإستمراره وعدم جعله رهينة لأي أحد، لذلك يجب الاتفاق على نظام للعيش به على مدى 100 سنة وعدم إعتماد سياسة الترقيع للنظام الحالي، لأن هذه الطريقة لم تعد تجدي نفعا".
وعن نصيحة يقدمها للرئيس الشهيد بشير الجميّل لو كان في فريق عمله آنذاك، قال: "كنت نصحت الرئيس الشهيد بشير الجميّل بعدم تعريض نفسه لأي خطر، لأنه لو بقي حيا أعتقد أنه كان هناك أمل حقيقي بوجود دولة على الـ 10452كلم، وبخلال فترة زمنية قصيرة إستطاع أن يفرض هيبة الدولة وجعلها مثل موناكو، لكن للأسف حصل ما حصل ويد الغدر قامت بإغتياله، بشير الجميّل لا يعوض أبدا ولا نستطيع حتى ايضا إرجاع عقارب الساعة إلى لوراء ، لذلك بعد 42 سنة هذا النظام المركزي لم يعد له نفع بل يجب علينا إحياء نظام جديد عبر الاتفاق مع المكونات كافة".