حنكش: اللبنانيون لن يقبلوا برئيس من محور راهن على حياتهم وسلاح حزب الله كان ضعفاً لا قوة

أكدّ النائب الياس حنكش أن "لبنان يقف اليوم أمام فرصة تاريخية يجب استغلالها بكل جدية، وذلك في ظل الظروف السياسية الحالية"، لافتًا إلى أن "هناك أملاً جديداً لدى اللبنانيين، مع توجهات جادة نحو حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط، خاصة في ظل سقوط النظام السوري وتغيير المعادلات السياسية لصالح لبنان".

وفي حديث له ضمن برنامج "بل رحمة" عبر لبنان الحرّ، أعرب حنكش عن أمله في "أن تكون جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني جلسة مثمرة، مشيراً إلى أن الحراك السياسي في لبنان يظهر جدية واضحة، وأنه يأمل أن تفضي الجلسة إلى انتخاب رئيس جديد يعيد انتظام الحياة السياسية في البلاد."

وفي هذا السياق، اعتبر أن "أساس توجهنا هو ألا نحصر إعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان بانتخاب رئيس فقط، فاليوم نحن أمام حقيقة قدرتنا على بناء بلد حقيقي على أسس جديدة" مؤكدّا "أن هذا لن يتم إلا من خلال مؤتمر مصالحة ومصارحة بين اللبنانيين".

وعن زيارة الكتائب الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، أشار إلى أنها "لم تقتصر فقط على الحديث عن الرئاسة، إنما أيضًا تطرقنا لموضوع حصر السلاح وتطبيق القرار 1701 وضمان تطبيقه من قبل الرئيس المنتخب".

ولفت حنكش إلى أن هناك "حرصًا دوليًا على ضمان تنفيذ القرار 1701"، مؤكدًا أن "أي رئيس منتخب سيعمل على تطبيق هذا القرار حفاظًا على السيادة اللبنانية ونطالب بهذه الضمانة لأن هناك من لا يزال يحاول التذاكي على اتفاق وقف إطلاق النار".

وأكد أن "الفريق الآخر، إلى جانب محورهم، قد خسر رهانه  واللبنانيون لن يقبلوا بعد اليوم أن يُفرض عليهم رئيس من قبل هذا المحور الذي راهن على حياتهم وأدخلهم في حرب دمرت بلدهم".

وأشار حنكش إلى أن "هناك إشكالية عند بعض النواب المستقلين والتغييريين بشأن موضوع تعديل الدستور"، إلا أنه شدد على أن "الدستور وُضع لخدمة المصلحة العامة، وفي ضوء الاستحقاق المهم والمصيري الذي يواجه لبنان، أكد أنه إذا كان تعديل الدستور هو الحل، فلا بد من المضي قدمًا في تعديله".

وعن ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، لفت حنكش إلى أن "الكتائب ستدعم قائد الجيش ومن الممكن التصويت له ولكن المعارضة لم تحسم موقفها لأن هناك أسماء أخرى يتم التداول بها، ومع إصرار فرنجية على ترشيحه فإن احتمال تسمية ودعم أزعور لا يزال موجودًا".

وأكدّ أن "المعارضة ستتوحد على مرشح واحد، وأنها قادرة على إيصال رئيس سيادي لديه المواصفات المطلوبة".

وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: "بري متحمس لانتخاب رئيس على قاعدة "مجبر أخاك لا بطل" وأعتقد أن قائد الجيش قد يحصل على 86 صوتاً وليس من الجلسة الأولى إنما بالدورات المتتالية، والرئيس بري "ليس ابن مبارح" وقرأ الإشارات التي حصلت وفهمها".

وشدّد على أن "ما نريده هو رئيس صاحب قرار ومؤثر في الحياة السياسية، ويأمر بتوجيهات واضحة ولا يؤتمر، ونأمل أن يكون قائد الجيش على مستوى هذه المواصفات".

وقال: "إحدى الميزات التي يتمتع بها قائد الجيش هي أنه لا أحد قادر على المونة عليه، ولا أحد يستطيع الضغط عليه لأنه كان سبب إيصاله لسدّة الرئاسة".

وأضاف: "مستمرون في لقاءاتنا وتواصلنا مع قائد الجيش، ولا يزال التواصل مستمرًا ونرى أنه يستطيع أن يقوم بالواجب في هذه المرحلة، وأي رئيس سيأتي يجب أن يطبق القرارات الدولية، بما فيها حصر السلاح بيد الدولة، وأن يعيد علاقات لبنان الدبلوماسية مع أصدقائه التاريخيين كما يجب أن يكون ملمًا بالاقتصاد وأن يتخذ إجراءات جدية وتقشفية وعليه أيضًا أن يهتم بموضوع استقلال القضاء وتفعيل المحاسبة".

وتابع: "يجب أن يكون الرئيس من فريقنا السياسي لأننا ناضلنا كثيرًا وعلينا بناء ثقافة أن "العين تقاوم المخرز" ولسنا في صدد أن نأتي برئيس وأن يكون مكون غائب عنه، وأعتقد أن بري قد لا يعبّر عن موقف حزب الله نفسه".

وأكد حنكش في سياق آخر أن "لا رئيس دون الصوت الشيعي فالرئيس هو جامع لكل اللبنانيين وليس لأي طائفة معينة والجو الدولي سيدفع بري لحسم موقفه في التصويت".

وحول الوضع السياسي، اعتبر أن "الوضع الإيراني لن يتحسن ونحن في اتجاه بلد سيادي محصور سلاحه بيد الشرعية اللبنانية، فلا عودة لما حصل في السابق، وعلى الجميع الالتزام بسقف الدولة، فلا أحد يحمي غير الدولة وسلاح حزب الله تبين أنه كان نقطة ضعف لا نقطة قوة".

وأشار حنكش أن "في اجتماعنا السابق مع المبعوث الأميركي هوكشتين، قلت له أنه في الـ2006 توصلتم إلى وقف إطلاق النار دون إيجاد حل للسلاح، وما كان يهمكم هو أمن إسرائيل أما نحن اليوم فلا يهمنا إلا أمننا الداخلي وموضوع سلاح حزب الله هو مقتل للبنانيين". وقال: "الفرق بين تطبيق القرار 1701 في الماضي واليوم هو أنه هناك رقابة دولية عن كثب موجودة في لبنان بالإضافة إلى دعم دولي للجيش اللبناني لتطبيق القرار".

وفيما يتعلق بموقف فرنجية، قال: "سليمان فرنجية كان قريبًا من إعلان دعمه وترشيحه لقائد الجيش، ولكن لا توافق على حساب مصلحة البلد"

وعن الحكومة المقبلة، اعتبر حنكش أن لا أحد سيلتزم بأي شيء قبل الانتخابات الرئاسية التي على أساسها نذهب إلى الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة، التي ستكون مرحلة مفصلية، وككتائب، خياراتنا واضحة في هذا الاتجاه، ونعتبر فؤاد مخزومي رجل هذه المرحلة بسبب اتصالاته الدولية والمحلية وعمقه في مقاربة الملفات وأتمنى أن يكون مرشح المعارضة لرئاسة الحكومة لأنه الرجل المناسب في هذه المرحلة، بالإضافة إلى شخصيات سنية أخرى في المعارضة تمتلك المواصفات اللازمة لرئاسة الحكومة، مثل اللواء أشرف ريفي".