أكّد النائب الياس حنكش أن لقاء الخلوة الروحية التي دعا اليها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين كان روحانياً، كما وأن النواب جلسوا جنباً الى جنب على الرغم من الخلافات السياسية، مشيراً الى أن حضور نواب حزب الكتائب كان عن قناعة تامة.

حنكش وفي حديث لبرنامج "مانشيت المساء" عبر صوت لبنان 100.5، رأى أن ما حصل اليوم محطة صلاة ودعوات وخشوع ولم يحمل رمزيات معيّنة.

واعتبر حنكش أن زيارة الموفد القطري والاتفاق السعودي-الايراني والتحرك الدولي والتوازن الذي خلقه كلها معطيات صبّت في الملف الرئاسي، منها ما سيؤدي الى ولادة رئيس للجمهورية.

وعن زيارة الوفد القطري الى الصيفي للقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، أكّد حنكش أنه لم يكن هناك نقاش على أي اسم لرئاسة الجمهورية، وانما كان هناك محاولة لاستمزاج الآراء، ولمسنا استعجالًا وضغطًا في موضوع الاستحقاق الرئاسي.

وشكر كل الدول التي تحاول المساعدة، معتبرًا أن هذا الأمر يؤكّد عجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس ولبننة الاستحقاق.

تابع: "في جوء التقارب السعودي-الايراني، لمسنا وكأن قطر تولّت دور الوسيط  للقيام بهذا الاستطلاع في لبنان، وبات واضحاً أن مواصفات الرئيس الذي تطلبه المملكة العربية السعودية هي أن يكون بعيداً عن أي فساد مالي وقادرًا على التواصل مع الجميع وان يكون لديه إلمام في الاقتصاد لإخراج البلد من أزمته وقادرًا على إعادة لبنان الى الخارطة الدولية واسترداد مكانته وعلاقاته مع دول الخليج".

وعن الاتفاق السعودي- الايراني، اعتبر حنكش أن له ارتدادات ايجابية على طريقة تعاطي حزب الله في الملف الداخلي، لافتاً الى أنه وفي حال وجد نوعًا من الهدنة في النزاع الخارجي فهذا سيؤدي حتماً الى تخفيف الضغط الخارجي على حزب الله وتعاطيه بعقلانية في الداخل اللبناني.

ورداً على سؤال، لفت حنكش الى أن النواب هم للأمّة وليسوا لطائفة معينة، والاستحقاق الرئاسي ليس مسيحياً انما الرئيس هو رئيس لكل اللبنانيين وليس لطائفة على حساب الأخرى.

وقال: "ذهب فريق الى مجلس النواب وقام بواجبه وصوّت لمرشحه على مدى 11 جلسة وكان هؤلاء النواب من طوائف مختلفة، وفي المقلب الآخر رأينا بعض النواب المسيحيين الذين قاطعوا وعرقلوا الجلسات".

أضاف: "من المعيب أن تكون اولوية بعض النواب أن يأتوا برئيس يتوافق مع مصالحهم الشخصية وليس برئيس انقاذي قادر على إعادة وضع لبنان على السكة الصحيحة".

وشدّد على أن المطلوب اليوم أن يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة لانتخاب رئيس جديد، وقال: "مرشحنا واضح وهو النائب ميشال معوّض وإذا قرّرنا ترشيح اسم آخر سيكون بالاتفاق مع معوّض، وفي المقلب الآخر يعطّل الفريق الثاني البلد ساعة يشاء والوضع لم يعد يحتمل.

وأكّد حنكش أن ثوابت حزب الكتائب واضحة وباقية ولن تتغيّر وستدعم كل ما يصبّ في مصلحة لبنان، وقال: "أتشرف بإنتمائي لحزب الكتائب اللبنانية الذي لم يشارك بالتسوية من أجل انتخاب الرئيس السابق ميشال عون والذي دفع ثمنها الشعب اللبناني لمدّة 6 سنوات"، معتبراً أننا سمعنا ضمانات ووعودًا كثيرة ولم نلمس شيئاً في عهده.

وشدّد على أن المطلوب اليوم هو رئيس قادر على طرح الاشكاليات في البلد وأهمّها موضوع السلاح غير الشرعي، والذي وعد بطرحه عون ولم يفِ بالوعد.

وردًا على سؤال عن التواصل بين قوى المعارضة، أكّد حنكش أن التواصل موجود مع الجميع ودرجة التوافق ضمن الصف الواحد في الفريق المعارض موجودة، والعمل جار لاستقطاب أصوات من الفريق الآخر ليس بالقوة وانما بطرح شخصية ترضي الجميع.

وعن النقاش الحاد الذي حصل خلال جلسة اللجان المشتركة بين رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب علي حسن خليل، قال: "صفحة وانطوت.. ولكن لا بدّ من الاشارة الى أن الاحتقان واضح وما قاله خليل غير مقبول".
 

وعن محاولة التلاعب بالتوقيت الصيفي، رأى حنكش أن هذا القرار زرع الكلام الطائفي بين اللبنانيين، وعندما لاقوا هذا الكمّ من الرفض قرروا التراجع عنه لأن ما بُني على باطل هو باطل.

وعن الانتخابات البلدية، اعتبر حنكش أنها من أهم الاستحقاقات على الصعيد المعيشي والانتظام، مشيراً الى انه ليس من مصلحة أحد تضييع هذه الفرصة أو تأجيلها، ومؤكداً أن نواب حزب الكتائب لن يشاركوا في أي جلسة تشريعية لتأجيل هذه الانتخابات.

أضاف: "الأموال موجودة لتمويل هذه الانتخابات والموضوع ليس موضوع أموال وانما عرقلة سياسية ".

وتابع: "نشهد حالة من واقع جديد يسمّى "واقع لامركزي اداري" وهذا ما تقدّمنا به منذ عام 2015 ولم يقرّ، ولكن اللامركزية اليوم فرضت نفسها من خلال الأمن الذاتي والتمويل الذاتي وتوفير الكهرباء والمياه في بعض البلديات".

وأردف: "الاتكال اليوم على المواطنين من خلال اختيار بلديات قادرة على الادارة الفعالة والجدّية في هذه المرحلة التي نمرّ بها".

وأكّد حنكش أن هناك محاولات جدّية لتطيير الانتخابات البلدية كما حصل في الانتخابات النيابية وذلك لمصالح شخصية تتغلّب على المصلحة العامة.

وعن ملف النزوح السوري وتجاوب المجتمع الدولي مع الحلول المطروحة، قال: "قمنا بجولة مع مجموعة من النواب بمبادرة من النائب فؤاد مخزومي وحملنا هذا الملف الى السويد وبلجيكا وطرحنا 4 مشاكل أساسية يعاني منها البلد ومنها أولاً: عرقلة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت وهذه القضية ستبقى حيّة الى حين الوصول الى الحقيقة ومحاسبة المجرمين والمتورطين، ولمسنا تعاطفًا كبيرًا من الخارج، ثانياً: موضوع النزوح السوري وتأثيره على الاقتصاد واليد العاملة والداخل اللبناني، ثالثاً: موضوع عرقلة اصلاحات الدول الداعمة للبنان ومنها صندوق النقد الدولي، ورابعاً: موضوع عرقلة الاستحقاق الرئاسي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".