المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 29 حزيران 2022 01:44:53
اعتبر النائب الياس حنكش أن المشكلة الأساسية تتجلى في سوء إدارة المسؤولين غير المسؤولين في السلطة في ما يتعلق بموضوع الطاقة الذي يشكل نصف الدين العام، مشيرًا إلى أن بعد 30 عامًا على انتهاء الحرب في لبنان لا تزال الكهرباء غير مؤمنة والتغذية تقتصر على ساعتين او أربع ساعات في اليوم.
ولفت الى ان عددًا من الوزراء تعاقبوا على وزارة الطاقة ووضعوا الاستراتيجيات إلا أن أيًا منها لم تصل الى الحل المنشود، موضحًا أن الهدر مستمر ومثله السرقات وسوء الإدارة والجباية.
واشار حنكش ضمن برنامج "بتوقيت بيروت" عبر قناة "الشرق" مع الإعلامية "أسماء وهبة" الى اننا كحزب كتائب نرى أن الحل يكمن في المشاركة بين القطاعين العام والخاص، وتحرير الإنتاج الذي يوفّر للناس التيار الكهربائي.
وقال: "نستطيع ايجاد الحلول ايضا عبر التوجه الى الطاقة النظيفة، وبناء المحطات بدل دفع الأموال الطائلة لإستئجار بواخر توليد الطاقة".
وعن تعويل لبنان على الموسم السياحي، قال: "المشكل في لبنان سياسي قبل ان يكون سوء إدارة"، موضحًا: "ان البلد بعد الأزمة الإقتصادية التي وقع فيها يحتاج الى 3 مصادر للدخل، وهي: السياحة - الاستثمارات الخارجية وتحاويل المغتربين.
اضاف: "لا نستطيع إدخال الدولار الى البلد عبر السياحة والاستثمارات الخارجية بسبب السياسة، فلبنان لم يؤمن الاستقرار حتى يعود السيّاح العرب الذين يعتبرون لبنان بلدهم الثاني".
وتابع: "لبنان عزل نفسه عن أصدقائه التاريخيين وعن الحضن العربي الذي لديه مصلحة كبيرة معه، فالصناعات اللبنانية بأغلبيتها تصدّر الى دول الخليج، و80% من السياح كانوا من الخليجيين، ولقد وصلنا الى الافلاس التام لكن لدينا فسحة أمل خلال هذين الشهرين، لعودة السيّاح الخليجيين الى لبنان، والذين قد لا يكونون بأعداد كبيرة، انما العدد الأكبر سيكون من المغتربين اللبنانيين الذين انسلخوا عن بلدهم في السنوات الثلاث الاخيرة."
ولفت حنكش الى أن المشكل الآن هو في دولرة الاقتصاد اللبناني، مشيرًا إلى أن فرصة دخول السيّاح بنسب كبيرة قد تتراجع بسبب هذه الدولرة وتفضيل السائح بلدانًا مجاورة للبنان، الا انه بالرغم من كل ذلك فإن نسبة الحجوزات لدى مؤسسات تأجير السيارات ومكاتب السفر مرتفعة بخلاف الفنادق لأن اللبناني يبيت عند أهله وليس في الفندق من هنا لا نجد سيّاحًا".
وردًا على سؤال قال: "عمليًا ما من دولة قائمة وقوية وتحل محلّها المبادرات التي تقوم بها البلديات والجمعيات الخيرية وعدد من المسؤولين، مشيرًا إلى أن الناس تريد شمعة تنير هذه العتمة، وقد كانت الانتخابات النيابية التي أعطت للناس الأمل بوجود قوى تغييرية قادرة على خلق التوازن وتصويب الحياة السياسية في لبنان، آملًا أن يتعاونوا ويتوحّدوا لتحقيق التغيير".
وأكد أن البرلمان اللبناني لم يعد كما كان في السابق، فقد خلق دينامكية جديدة على اعتبار أن نتائج الانتخابات لم تعد محسومة ومعلّبة كما في السابق.
وذكّر أن نواب الكتائب في برلمان 2018 وقبل استقالتهم على اثر انفجار مرفأ بيروت كانوا الصوت الصارخ في المجلس، الى ان شاركهم نواب اخرون في صرختهم، وقدموا ايضا استقالتهم من المجلس عقب التفجير الكبير، لانه لم يكن بمقدرونا الاستمرار في المجلس بعد جريمة كبيرة كجريمة تفجير المرفأ، وبما ان سائر النواب لم يقدموا استقالاتهم استمر النزيف لمدة سنتين في البلد.
وأضاف: "اليوم الانتخابات أفرزت قوى تغييرية جديدة ونوابا مستقلين وأصبحنا نشكل ما بين 20 الى 35 نائبًا تتضافر جهودهم للمواجهة".
وأعرب حنكش عن أسفه لعدم التنسيق بين هذه القوى وقال: "لسوء الحظ هناك أجندات هي الاولوية لبعض الكتل، من هنا خاب أمل الناس في الاستحقاقات التي أعقبت الانتخابات، معتبرًا انه كان لدينا فرصة لتحقيق التغيير الذي طالبت به الناس مع اندلاع ثورة 17 تشرين، وهذا التغيير كان يتمثل بشخص اسمه نواف سلام والذي يمثل نهجًا جديدًا بمقاربة المشاكل في لبنان".
وتابع: "من يظن ان السياسة هي مصلحة وتذاكي او فن الممكن فهو مخطئ، فالسياسة هي فن نبيل للدفاع عن الناس المظلومين ولاعادة النهوض بالبلد".
وقال: "لا اعرف ما الذي دفع بعض الكتل الى خيار "اللاتسمية" في استحقاق مصيري كاستحقاق تشكيل الحكومة، فالنائب الموكل من الشعب عليه استثمار هذه الوكالة والبناء عليها خصوصًا في الاستحقاقات المصيرية".
ولفت حنكش الى ان الكتائب بدأت الثورة عندما استقالت من حكومة تمام سلام في العام 2015، وعندما لم تشارك بالتسوية الرئاسية التي أتت بعون رئيسا للجمهورية، ومشيرا الى ان ثورة الكتائب تمثلت بعدم مشاركتها بأي حكومة ومعارضتها الشرسة ضدهم، ثورتها تتمثل ايضا بعدم التصويت على اي موازنة والطعن بالموازنات التي أقرّت.
وتابع: "أتت ثورة 17 تشرين 2019 عقب ثورتنا على أنفسنا، وشاركنا في الصفوف الخلفية ودعمناها ليس بالكلام بل بالفعل وصولا الى الاستقالة من البرلمان التي أعطت نظرة مختلفة عنّا".
واشار حنكش الى ان الكتائب شكلت جبهة المعارضة اللبنانية التي وصل منها 3 نواب تغييريون الى البرلمان. ولفت الى ان الاتصالات والتنسيق مفتوح مع القوى السيادية والمعارضة، ومشددا على ان قناعتنا هي ان نكون جميعا تحت شعار واحد ونكون قوى انقاذية للبلد.
واعتبر حنكش ان ما يحول دون توحّد القوى السيادية والتغييرية والمعارضة هو الخلفيات التي ينتمي اليها هؤلاء، لذا ليس من السهل جمعهم.
وذكّر حنكش اننا كنواب كتائب عقدنا مؤتمرين صحافيين في فترة ما بين انتهاء الانتخابات والدعوة الى الاستشارات في مجلس النواب، والتي تمت الدعوة اليها بعد شهر من اجراء انتخابات، وهذا ان دل على أمر فهو ان السلطة لا تشعر بوجع الناس والأزمة الاقتصادية مستفحلة".
وقال: "الأسوأ من ذلك هو ان الحكومة لن تتشكل فالعرقلة واضحة، مشددًا على اننا لا نملك ترف الوقت، والحرقة هي ان السلطة لا تشعر بوجع الناس وبعض القوى التي تواصلنا معها في محاولة منا للتعجيل في تشكيل الحكومة رأينا كيف صعدت الى بعبدا ولم تسمِّ احدا والبعض منها سمّى ميقاتي، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على قلة نضج بالتعاطي بالشأن العام في فترة مصيرية يمر بها البلد، فنحن امام مفترق طرق، فإما نكّون بلدا نكون جديرين به وإما اننا لسنا أهلا لأن نكون في بلد أعطانا الله إياه هبة، ولن نكون على قدر المسؤولية".
وعن القول ان بداية الحل لن تكون الا بعد انتهاء العهد قال: "باقي من عمر العهد 128 يومًا والرئيس عون لا يريد ان يكون عهده فاشلا الا انه أحيط بأناس امتهنت تدمير البلد، وانا لا اريد ان أحكم على النوايا، ووجود عون بالقصر اوصلنا الى ما وصلنا اليه وهذا يدل على صوابية خيارنا بعدم انتخابه".
واكد حنكش ان "الرئيس عون لا يتحمل لوحده المسؤولية التي وصلنا اليها، فجزء من المسؤولية يتحملها عون وادارته وجزء المنظومة التي اوصلت الى لبنان الى هنا".
اضاف: "لا نعتبر ان الرئيس عون رئيس قوي بالمطلق، ولو كان كذلك لكان قدّم شيئا للبلد، وبالتالي الأقوى مسيحيًا ليس بالضرورة ان يكون رئيسًا للجمهورية، لذا فإننا نريد أن يكون الرئيس المقبل سياديًا قادرًا على التعامل مع مختلف المشاكل السيادية من ترسيم الحدود البحرية والبرية الى التعاطي مع سوريا والسلاح المتفلّت داخل المخيمات وخارجها ولديه القدرة والقوة لفرض هيبة الدولة على أراضيها".
وتابع: "على الرئيس المقبل أن يكون لديه إلمام اقتصادي عميق للنهوض بالبلد، فنحن لا نريد هواة للرئاسة لا يفهمون بالاقتصاد ويحيطون انفسهم بمستشارين لديهم مصالح وبالتالي تستمر الأزمة ولا نستطيع الخروج منها".
وأردف: "على الرئيس ايضا ان يكون مقبولا من المجتمع الدولي ولديه القدرة الديبلوماسية وشبكة علاقات لإنعاش موقع لبنان على الخريطة، فلبنان عضو مؤسس بالامم المتحدة وهو مؤسس شرعة حقوق الإنسان ومنارة العالم أجمع".
وذكّر حنكش بكلام الموفد الفاتيكاني الذي زار لبنان مؤخرا والذي قال "ان سقوط لبنان سيكون له ارتدادات كبيرة على العالم"، من هنا فاننا نعتبر ان لبنان لديه دور كبير تجاه العالم او رسالة كما قال قداسة البابا، لذا ان لم يكن لدينا رئيس يعرف قيمة هذا البلد وقادر على التسويق له ان صح التعبير ويعطي للبنان حقه امام المجتمعين العربي والعالمي فوضع لبنان سيىء، مشيرًا إلى أن الرئيس عون خلال عهده لم يقم الا بزيارتين خارجيتين، وهذا يظهر السياسة العوجاء التي استلمها فريق واحد وأوصلت البلد الى العزلة التامة عن العالم".
ورأى أن من مواصفات الرئيس السيادي اعتماد الحياد، موضحا: "ان قاعدة اعتماد السيادة هي الحياد، وعلى الرئيس المقبل رفض ان يكون لبنان صندوقة بريد للدول المتصارعة، فنحن ليس لدينا القدرة على مناصرة ايران والحوثيين بوجه دول الخليج والولايات المتحدة، فهذا الامر ليس من ثقافتنا او تاريخنا وبالتالي نحن رهائن لسياسات خارجية أوصلت البلد الى هنا".
وعن ملف ترسيم الحدود البحرية وحماية الثروة النفطية قال: "من دمّر بلدا ليس صعبا عليه الاستيلاء على ثروته"، مشيرا الى الجدل الذي حصل على خطي التفاوض 23 و29، ومعتبرا اننا نستطيع الحصول على ما نريده مقابل الحق والطموح".
وقال: "كان لي الحظ بالمشاركة بمؤتمر في جنيف لترسيم الحدود البحرية وكان هناك مشاركة من الجيش اللبناني والامن العام و8 نواب لبنانيين بالاضافة الى خبراء بالصراعات على الحدود البحرية"، مشيرا الى ان هناك رؤية واضحة لما نستطيع الحصول عليه، وبرأيي ما عُمل وخصوصا ما تم في اخر زيارة للوسيط الاميركي اموس هوكستين هو الذي كان من المفترض ان يُعمل كي نحصل على ثروتنا وبالتالي البدء بالاستثمارات.
واعرب حنكش عن تخوفه من سرقة الثروات من قبل سلطة سبق وسرقت اموال الناس، مشيرا الى ان هناك تخبطا نتيجة عدم التنسيق، ولافتا الى ان المفاوض الاميركي منحاز الى المصلحة الاسرائيلية من هنا علينا معرفة ما هو حقنا وما نستطيع فعله.
وختم: "الغاز هو مستقبل اولادنا فان حصلت ادارة جيدة للصندوق السيادي نستطيع افادة مستقبل البلد، وإن أحسنا استعماله وعرفنا اين نستثمر امواله ان بالاستشفاء والتعليم والامن وغيره، فاننا نعيد لبنان الى الخريطة العالمية، فبلدنا لديه طاقات وشبابنا الذين يهاجرون يتألقون بالخارج فنحن لدينا القدرة والعزيمة والامل وبالتالي في لبنان شعب حي ولبنان وبيروت لن يموتا ونحن قادرون على النهوض بالبلد من جديد".